الجيش الإسرائيلي يشن عملية «استئصال الجذور» في طولكرم بحثا عن عناصر لـ«حماس» و«الجهاد» ويدمر مصانع في غزة

TT

شن الجيش الاسرائيلي فجر امس عملية واسعة النطاق في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية حيث داهم عددا كبيرا من المنازل.

وقال مسؤولون أمنيون فلسطينيون ان نحو 50 دبابة وعربات نقل الجند وسيارات جيب عسكرية تشارك في العملية التي يشنها مئات الجنود الاسرائيليين. وتم فرض حظر التجول على المخيم وعلى مدينة طولكرم. واكدت اذاعة الجيش الاسرائيلي شن العملية التي اطلق عليها اسم «استئصال الجذور» مشيرة الى مشاركة مروحيات الاباتشي الاميركية الصنع فيها. واضافت ان العملية تهدف الى اعتقال فلسطينيين ملاحقين في حركتي المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي المسؤولتين عن معظم العمليات ضد اسرائيل.

وقال شهود عيان ان القوة توغلت في المخيم حيث اجرى الجنود عمليات تفتيش من منزل لمنزل بحثا عن ناشطين في الانتفاضة الفلسطينية. واستولى جنود الاحتلال على عدد من المنازل في المدينة والمخيم وحولوها الى نقاط مراقبة. واكد الشهود ان قوات الاحتلال عادت لاستخدام النساء والاطفال الفلسطينيين كدروع بشرية في عمليات التفتيش وذلك من اجل منع عناصر المقاومة من اطلاق النار عليها. من ناحيتها ادعت قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال انه توفرت لها معلومات استخباراتية لدى اجهزة الامن الاسرائيلية مفادها ان عددا من عناصر حماس والجهاد الاسلامي يخططون للانطلاق من المنطقة لتنفيذ عمليات تفجير داخل اسرائيل. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة من نشطاء السلام الاجانب في مخيم طولكرم من بينهم اثنان من الاميركيين. وفي بلدة بيتا الواقعة جنوب شرق مدينة نابلس اطلقت قوات الاحتلال النار فاصابت خمسة شبان فلسطينيين في محاولة لتفريق مظاهرة قام بها سكان البلدة احتجاجا على اقتحام قوات الاحتلال لها. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة المتاخم لنابلس وداهمت منزل عائلة بحثا عن احد افرادها. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال كانت تحاول القاء القبض على سبع جبارة، الذي ينتمي الى حركة فتح. وفي وسط الضفة الغربية اعتقل جيش الاحتلال ظهر امس 4 شبان على أحد الحواجز العسكرية غرب مدينة رام الله. وذكرت مصادر فلسطينية ان جنود الاحتلال نقلوا الاربعة بعد تكبيلهم إلى جهة مجهولة من دون ابداء الأسباب. وقال شهود عيان، إن جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز دير بزيع شبه الدائم، أوقفوا الشبان الأربعة مجهولي الهوية.

وعلى الصعيد نفسه واصلت قوات الاحتلال تشديد اجراءات الحصار على مدينتي رام الله والبيرة للاسبوع الثاني على التوالي، حيث واصلت منع آلاف المواطنين الفلسطينيين من بينهم المرضى وكبار السن وطلبة المدارس والجامعات من الوصول إلى مدينة رام الله. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات اسرائيلية واصلت جهودها لإغلاق جميع المنافذ والطرق الترابية البديلة التي قد يستخدمها الفلسطينيون في الوصول إلى مدينتهم. واعلنت جامعة بير زيت شرق رام الله تعليق الدراسة للاسبوع الثاني على التوالي بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال حولها والذي حال دون وصول الطلبة اليها. يذكر أن قوات الاحتلال تحيط مدينة رام الله والبلدات المجاورة بأكثر من خمسة حواجز عسكرية، وتغلق جميع مداخلها الفرعية والترابية بالحواجز الترابية والكتل الإسمنتية الضخمة لقطع الطريق أمام كل شخص يحاول الوصول إلى المدينة عبر طرق بديلة.

وفي جنوب الضفة الغربية وسعت قوات الاحتلال الاسرائيلية نطاق حظر التجول المفروض على مدينة الخليل، ليشمل كافة المناطق الجنوبية من المدينة. ونفذت تلك القوات، حملة مداهمات لمنازل المواطنين وشددت تدابيرها وإجراءاتها العسكرية في محيط البؤر الاستيطانية وسط المدينة وفي الأحياء المحيطة بمستوطنتي كريات أربع وخارصينا. وكانت قوات الاحتلال، قد دفعت بتعزيزات كبيرة من جنودها إلى حي أبو سنينة المطل على البلدة القديمة من الخليل، وإلى منطقة واد الهرية جنوب المدينة، منذ مساء اول من امس وفرضت على هذه المناطق حظر تجول مشددا، فيما تواصل هذا الحظر على البلدة القديمة والأطراف المحيطة.

وفي محيط القدس صادرت سلطات الاحتلال مساحات شاسعة من اراضي الفلسطينيين من اجل شق مزيد من الطرق الالتفافية التي تستخدم من قبل المستوطنين اليهود في المنطقة. وذكرت مصادر فلسطينية ان المئات من الدونمات من اراضي قرية عاناتا قد صودرت، مع العلم ان هذه الاراضي هي اخر ما تبقى لسكان القرية التي سبق ان قامت سلطات بمصادرة معظم اراضيها لنفس الغرض.

وفي قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال تدمير البنية التحية الصناعية في المنطقة. ففي ساعة متأخرة من مساء امس توغلت قوات الاحتلال شرق مدينة غزة وجرفت مصنعا للباطون و أراض زراعية، كما توغلت قرب بيت حانون وجرفت معملين للطوب، وحفرت قوات الاحتلال خندقا أمام الطرق المؤدية إلى بيت حانون. وجرفت قوات الاحتلال اراضي زراعية تضم بساتين برتقال في المنطقة. وقامت سلطات الاحتلال بحفر الخندق بعرض الطريق الرئيسي المؤدي إلى بيت حانون ووضعت سواتر ترابية بدعوى العمل على اعاقة وصول عناصر المقاومة الفلسطينية للمنطقة واطلاق صواريخ قسام منها الى العمق الاسرائيلي. من جهة اخرى احتجت «كتلة السلام» الاسرائيلية على المناقصة التي نشرتها وزارة الاسكان الاسرائيلية، فيما يتعلق ببناء اكثر من خمسمائة شقة جديدة في مستوطنة «معاليه أدوميم» في منطقة القدس. وورد في بيان أصدرته، أنه في الوقت الذي يتحدث فيه رئيس حكومة إسرائيل، أرييل شارون عن تنازلات موجعة سياسياً، فإن وزير الاسكان، آفي ايتام يعلن عن بناء شقق جديدة في المستوطنات. يذكر أن مستوطنة «معاليه أدوميم» تعتبر اكبر مستوطنة في الضفة الغربية حيث يبلغ عدد سكانها ثلاثين الف مستوطن.