شارون يرفض لقاء دو فيلبان اليوم في القدس

TT

بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تطبيق سياسة «إلقاء الحرمان» على كل مسؤول اجنبي يلتقي مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فأعلن انه لن يستقبل وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي يزور القدس اليوم.

وكان شارون قد اعلن، مطلع الاسبوع، انه لن يلتقي بأي مسؤول اجنبي يصل الى البلاد في حالة قيام هذا المسؤول بزيارة عرفات في مقره في رام الله. وزعم انه اتخذ هذا القرار بعد ان ثبت له ان عرفات متورط في تشجيع الارهاب. فقرر العودة الى فرض طوق العزلة عليه، تساعده في ذلك الادارة الاميركية التي توجهت مباشرة الى دول العالم تطلب منهم الكف عن زيارة عرفات.

المعروف ان دول الاتحاد الاوروبي (باستثناء حكومة برلسكوني في ايطاليا) وجميع دول عدم الانحياز والدول الاسلامية والعربية ترفض الالتزام بالطلب الاميركي (مع ان عددا كبيرا من هذه الدول يقاطع عرفات اصلا)، لذلك قرر شارون معاقبتها برفضه استقبال قادتها.

ورفضت الخارجية الفرنسية امس التعليق على قرار رفض شارون لقاء دو فيلبان، وقال مصدر في الخارجية «ان الزيارة قائمة ولم يطرأ عليها اي تعديل»، مضيفا ان وزارته «ليس لديها ما تقوله» بشأن رفض شارون استقبال الوزير دو فيلبان الذي يلتقي اليوم نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم قبل ان يرأس معه اعمال اللجنة العليا الفرنسية ـ الاسرائيلية لاعادة اطلاق العلاقات الثنائية. وينتظر ان يلقي دو فيلبان خطابا مساء اليوم في فندق الملك داوود في القدس عن العلاقات الفرنسية ـ الاسرائيلية وعن الوضع الاقليمي.

وكان الوزير دو فيلبان قد قال اول من امس، في المؤتمر الصحافي الذي اعقب اجتماع وزراء مجموعة الدول الثماني في باريس انه «سيكون سعيدا»، اذا اتيحت له فرصة لقاء شارون. وسبق لهذا الاخير ان اتخذ قرارا يقضي بمقاطعة اي مسؤول اجنبي يلتقي عرفات، الا انه استثنى من القرار خمسة لقاءات مقررة هذا الاسبوع مع عرفات لوزراء خارجية فرنسا ونيوزيلندا وبلغاريا والمجر والدنمارك.

ويستند الموقف الفرنسي الى اجماع اوروبي حول الاستمرار في الحوار مع عرفات (الرئيس الشرعي المنتخب للشعب الفلسطيني)، كما يعتبره الاتحاد الاوروبي الذي واجه مسؤول العلاقات الخارجية فيه خافيير سولانا الوضع نفسه في اسرائيل قبل اسابيع.

وقال مصدر رسمي فرنسي لـ«الشرق الأوسط» ان دو فيلبان يذهب الى الشرق الأوسط للمساعدة على اعادة اطلاق عملية السلام والدفع باتجاه البدء بتنفيذ مضمون «خريطة الطريق» التي اعلن شارون موافقته عليها. واضاف المصدر: «اذا ارادت اسرائيل الاستفادة من هذه المساحة، فسنكون سعداء بذلك وان لم تكن راغبة بذلك فهذا شأنها».

وحتى صباح امس التزمت الخارجية الفرنسية الغموض حول امكانية لقاء شارون، فيما فصّلت لقاءاته مع الجانب الفلسطيني التي تشمل، الى جانب الرئيس عرفات، رئيس الحكومة محمود عباس (ابو مازن)، ووزير الخارجية نبيل شعث.

الى جانب توثيق العلاقات الثنائية مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني والبحث في بدء العمل بـ«خريطة الطريق»، فان دو فيلبان يحمل افكارا حول اقامة آلية للرقابة يناط بها مهمة الاشراف على تنفيذ الخريطة. وقبل ايام، اعلن دو فيلبان عن استعداد بلاده للمشاركة في مثل هذه الآلية التي اعدت باريس بشأنها ورقة عمل والتي تدعو الى انشاء قوة رقابة.

وأمس، نشرت صحيفة «ليبراسيون» مقابلة مع شالوم، رحب فيها بزيارة دو فيلبان. وقال شالوم للصحيفة المذكورة: «خلال سنوات، بدا لنا ان موقف فرنسا (من النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي) غير متوازن، لكن اعتقد ان هناك قاعدة عريضة لتحسين العلاقات الثنائية». واضاف شالوم: «ان دومينيك دو فيلبان سوف يستقبل كصديق وسنقوم بكل ما هو ممكن لتحسين علاقاتنا مع فرنسا واوروبا».

غير ان الموقف المتعجرف لشارون وموقفه غير الدبلوماسي ازاء وزير يمثل دولة دائمة العضوية في مجلس الامن وتقيم فيها ثاني اكبر جالية يهودية في العالم ليس الطريق الافضل لتحسين هذه العلاقات.