مدينة الفلوجة العراقية غير قادرة على تقبل الوجود الأميركي وبعض سكانها يحملون «أقلية» مسؤولية التوترات الأمنية

TT

الفلوجة (العراق) ـ أ.ف.ب: يجد سكان مدينة الفلوجة العراقية المحافظة غرب بغداد صعوبة كبيرة في تقبل ما يعتبرونه احتلالا اميركيا مذلا لمدينتهم. ويخيم الهدوء الحذر على المدينة التي تسكنها غالبية من المسلمين السنة بعد موجة من المواجهات الدموية في اواخر الشهر الماضي قتل خلالها 16 شخصا على يد القوات الاميركية في مظاهرة معادية للولايات المتحدة، وبعد هجوم بالقنابل جرح فيه سبعة جنود اميركيين.

واتفق زعماء التحالف وزعماء العشائر وكبار علماء الدين في المدينة على العمل معا، بحيث يقوم زعماء التحالف بضمان الامن بينما يقوم زعماء العشائر والزعماء الدينيون بادارة المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا من العاصمة العراقية. الا ان هجوما ضد القوات الاميركية وقع هذا الاسبوع واسفر عن مقتل عراقيين اثنين، عاد الى تأجيج التوتر ومشاعر الاستياء ضد الجنود الاميركيين الذين ينظر اليهم الكثيرون هنا بوصفهم غزاة. وهاجم الامام الشيخ جمال الشاكر الذي اطلق في السابق دعوات لالتزام الهدوء في اعقاب سفك الدماء الشهر الماضي، الاميركيين «الكفرة» خلال خطبة الجمعة وحملهم مسؤولية انعدام الامن في المدينة. وقال «لقد كسبت الولايات المتحدة الحرب ضد صدام حسين، ولكنها لم تكسب الحرب ضد الاسلام» وحث المسلمين على القتال «بسلاح الايمان».

وفي اعقاب الاحداث التي وقعت الاربعاء الماضي اتصل مسؤولو البلدية بالشخصيات العشائرية والدينية البارزة وحثوهم على المساعدة في اعادة الهدوء الى المدينة. وسادت لهجة تصالحية في البلدية التي يديرها مسؤولون اميركيون وعراقيون. وقال الكابتن الاميركي الان فوت ان العلاقات بين القوات الاميركية والسكان جيدة بشكل عام، بينما وصف محافظ الفلوجة طه حامد العلوي الهجمات المعادية للولايات المتحدة بانها من عمل «اقلية من الناس تسعى لخلق الفوضى وعدم الاستقرار». ويقول الاميركيون والعراقيون ان هؤلاء ربما يكونون من انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين او جماعات تسعى للانتقام لمقتل عراقيين. وقال العلوي «ان من يقومون بمثل هذه الهجمات لا يمثلون الفلوجة» الا انه اقر بانه «في بعض الاحيان ينظر الى وجود القوات الاجنبية غير المسلمة في المدينة التي تتميز بطابع عشائري وديني على انه غزو».

وفي الحقيقة فان العديد من سكان الفلوجة يقولون انهم مستاءون من الوجود الاميركي في المدينة. وقال حسين شاكر الضابط السابق في الجيش العراقي بغضب «يتعمد الاميركيون اهانة السكان. انهم يهينوننا بتفتيش بيوتنا ولمس نسائنا». وحذر عمر، الشاب الذي رفض الافصاح عن اسم عائلته، «انهم يقومون بدوريات ويفتشون بيوتنا ويراقبون الناس. نحن هنا نكره ان نكون تحت المراقبة، وهذا سيؤجج غضبنا». ويسود جو من الكراهية منطقة في المدينة قام فيها الجيش الاميركي بحملة تفتيش اعتقل خلالها اكثر من عشرة اشخاص بعد الهجمات الاخيرة. وقال احمد، الشاب الذي عاد اخيرا من الخارج ليجد «ديكتاتورية جديدة» حسب تعبيره، ان الجنود الاميركيين «يصدرون لنا الاوامر. انهم يستعرضون عضلاتهم. انني اكره الاميركيين». وقال المسؤول المحلي زياد العرار «الناس متوترون ولكنهم يعلمون ان ليس امامهم من خيار، ان الوجود الاميركي فرض علينا ويجب ان نقبله ونتحلى بالصبر».