الأميركيون حصلوا على «الملف الأسود» لفدائيي صدام المتضمن أسماء ومسؤوليات 902 من الأشخاص

آخر كلمات الصحاف وهو يمضي إلى بيت شقيقته في بغداد بعد يوم من سقوطها: أسكت، وخليها على الله

TT

حصلت القوات الأميركية أمس من رجل أعمال كردي عراقي، مقرّب من الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه جلال طالباني، على «الملف الأسود» المتضمن أسماء ورتب ومسؤوليات القيّمين الكبار على جيش «فدائيي صدام» وألمت ببعضهم «الشرق الأوسط» أمس من رجل الأعمال نفسه، اضافة الى جديد يتعلق بوزير الاعلام لعراقي السابق، محمد سعيد الصحاف، ومتى غادر موقعه في بغداد بعد والى أين وماذا كانت كلماته الأخيرة.

ويقول رجل الأعمال العراقي، الذي طلب من «الشرق الأوسط» عدم ذكر اسمه وهو يحدّثها عبر هاتفه الفضائي من بغداد أمس، ان «الملف الأسود» محاط بغلاف أسود اللون ولامع، وتتوسطه صورة مذهبة الألوان لرأس الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين، وفوقها كلمة «الله» مطلية بالذهب ككلمتي «الوطن» عن يمينه و«القائد» عن يساره، فيما ورد تحتها «رئاسة الجمهورية» ومن تحتها «فدائيو صدام» مطلية بالذهب أيضا.

ويتضمن الملف الذي عثر عليه عامل تنظيفات حاليا في مقر «فدائيي» صدام بمنطقة الوزيرية في بغداد، وفقا لما ذكره رجل الأعمال العراقي الذي قام بنفسه بتسليمه الى القيادة الأميركية، أسماء 902 المسؤولين عن «فدائيي صدام» ذكر منهم تباعا:

1ـ السيد المشرف على فدائيي صدام الأستاذ الفاضل عدي صدام حسين رقم التسلسل 169419 (يضاف اليه رقم واحد كلما ورد اسم بقية المسؤولين).

2ـ الفريق الركن علي عبد محمود علي اللهيبي 3ـ اللواء الركن عبد اله الكليبي عوين جمعة التكريتي 4ـ اللواء الركن مكي مصطفى حمودات 5ـ اللواء الركن جاسم حسن علي صالح الدليمي 6ـ اللواء الركن صدر هاشم حسن لطيف الراوي 7ـ اللواء الركن رياض طه عبد أحمد التكريتي 8ـ اللواء الركن محمود عايز نجم حنيش المرسومي 9ـ اللواء الركن رعد عبد المهدي كريم الجبوري 10ـ اللواء الركن حمود المحمود حمادي عودة الجنابي 11ـ اللواء الركن سعدي عبد الرزاق سعيد العاني 12 اللواء الركن جبار سعيد العاني 13ـ اللواء الركن سعيد وهيب سلمان جاسم العبيدي ثم تتسلسل بقية أسماء من كانت رتبهم أقل، أي لواء وعميد وعميد ركن، ومنهم مثلا: اللواء فوزي يوسف مخلف التكريتي. أو العميد سامر كامل توفيق الناصري. في حين أن عشرات الأسماء وردت في نهاية اللائحة، من دون رتب عسكرية، كاسم ابراهيم خليل داخل العليوي، ورقمه التسلسلي في اللائحة هو 170321 اذ ورد من دون رتبة، مع ذكر عنوانه وبأنه من محافظة واسط.

وذكر رجل الأعمال أن الملف يقع في 18 صفحة، تتضمن فقط الأسماء والرتب والمسؤوليات وعناوين البعض «ونال اهتمام الشخص الذي تسلمه في القيادة الأميركية ببغداد، الى درجة أنه أسرع بتسليمه الى شخص أعلى منه رتبة هناك» كما قال.

وروى رجل الأعمال أنه تعرف الى مهندس ميكانيكي وكهربائي «موثوق ويعرفه بعض أصدقائي، واسمه داود» وأن داود كان يعمل متخصصا بالاصلاحات الكهربائية في منازل المسؤولين العراقيين الكبار، وبشكل خاص منزل طه معروف الجزراوي، نائب الرئيس المخلوع، والذي سلم نفسه للاتحاد الوطني الكردستاني قبل مدة، فسلموه بدورهم في مدينة السليمانية للأميركيين.

وروى داود أنه كان في بيت الجزراوي بحي المنصور في بغداد بعد يوم من سقوط العاصمة، أي في 10 ابريل (نيسان) الماضي «وهناك رأى الصحاف، وزير الاعلام السابق، ففرح الصحاف بعد أن رآه، لأنه يعرفه، ثم قال له: جئت في الوقت المناسب، خذني بسيارتك الى شارع فلسطين» وفق ما نقل رجل الأعمال عن المهندس الكهربائي داود.

وقال داود انه رأى الصحاف وهو ينقله الى موقع قريب في الحي، مرتبكا وتعبا وخائفا ويتلفت من شباك السيارة يمينا ويسارا «وفي احدى اللحظات سأله داود عن سبب هذا الاقتحام الأميركي السريع لبغداد وشوارعها، فقال له الصحاف وهو ينزل من السيارة حين توقفت أمام بيت شقيقته في حي المنصور أيضا: «اسكت.. اسكت، وخليها على الله».

وروى داود أن الصحاف كان يهز برأسه وهو يقول هذه الكلمات متحسرا، الا أن داود لم يدرك معنى تلك الهزات البطيئة، لكنه قال أمس لرجل أعمال العراقي: «أعتقد أنه اكتشف شيئا من معلومات زوده بها طه معروف الجزراوي وهو عنده في البيت، لذلك أفهم الآن لماذا كان في السيارة شارد الذهن كما لاحظت عليه».