زلزال الجزائر: مشاعر الحزن تتحول إلى سخط على السلطات والمقاولين

TT

تحولت مشاعر الحزن التي خلفها الزلزال الاخير في الجزائر الى استياء المواطنين من سلطات هذه البلد لعدم قيامها بجهود كافية ومبكرة في عمليات الانقاذ ومن الطريقة الرديئة التي انشئت بها المباني والعمارات. لكن وسط مشاعر الاستياء واحصاء اعداد القتلى، جاءت بعض لحظات السعادة، اذ تمكن عناصر الانقاذ المحليون والاجانب اول من امس من انتشال عدد من الناجين بينهم طفلان.

وفي مواجهة نقص المواد الطبية والغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية وباضطرارهم للبحث عن الناجين المحتملين بايديهم ودون اي معدات، عزا الكثير من المواطنين الجزائريين ارتفاع العدد الكبير من الضحايا الى انعدام المساعدات الخارجية بشكل مبكر وخصوصاً عدم وصول آلات الحفر المتخصصة.

وفي حين وجه بعضهم اللوم الى المقاولين، اتهم آخرون الحكومة لعدم فرضها الرقابة الكافية على عمليات الانشاء والبناء. وقال الياس بومريجة، بمدينة بومدراس المتضررة من الكارثة: «إن بنايتنا لا تزال قائمة، لانها انشئت من قبل رجل أمين». ثم أشار الى موقع بناية مجاورة: ذلك المنزل كان يسكنه اناس جيدون، لكنه كان انشئ من قبل اناس اشرار».

وبلغت درجة الاستياء من السلطات إلى درجة ان استقبل مئات الاشخاص الغاضبين امس الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصيحات استهجان ورشقوه بالحجارة خلال زيارة قام بها لبومرداس لتفقد اضرار الزلزال. واضطر الرئيس الجزائري الى اختصار زيارته التي جرت وسط اجراءات امنية مشددة في حين هتف مئات الاشخاص «سلطة مجرمة»، و«ينقصنا كل شيء، لا شيء لدينا لا خيام ولا مساعدات». اضطر الرئيس بوتفليقة الى العودة الى سيارته بعد خمس دقائق من وصوله الى المكان وانطلق موكبه تحت وابل من الحجارة. وكانت تقارير صحافية افادت امس ان مواطنين غاضبين رشقوا بالحجارة وزير الداخلية يزيد زرهوني حين كان يجري اول من امس جولة في منطقة برج منايل المتضررة هي الاخرى من الزلزال.

وتزايدت مشاعر الغضب مع الارتفاع الكبير في اعداد ضحايا الزلزال، اذ اعلن رئيس الحكومة احمد اويحيى امس ان العدد ارتفع الى 1875 قتيلا و8081 جريحا. وتحدثت حصيلة رسمية مؤقتة عن مقتل 1110 اشخاص وجرح 2628 في بومرداس، وعن سقوط 638 قتيلا و4523 جريحا في العاصمة.

واعلن اويحيى امس ان اعمال الاغاثة تتكثف، موضحا ان عدد عناصر الدفاع المدني ارتفع من 1900 الخميس الى 5000 السبت مع وصول تعزيزات من مناطق اخرى. ويشارك حوالي 300 اجنبي من الاختصاصيين في عمليات الانقاذ الى جانب فرق الاغاثة الجزائرية المدعومة من وحدات من الجيش. واقر اويحيى بان هناك صعوبات كبيرة في تنظيم المساعدات وطلب من الجزائريين التحلي بالصبر، مؤكدا ان الحكومة ستسيطر على الوضع «خلال هذا الاسبوع».

واشارت الاذاعة الرسمية الجزائرية امس الى احتمال تفشي الاوبئة بسبب موجة الحر التي بدأت تسيطر على شمال الجزائر. وقد يدفع الحر الحكومة الى اعطاء الاوامر بتدخل آليات الجيش الضخمة لازالة الانقاض، الامر الذي من شأنه ان يقلل من فرص العثور على احياء.

وبسبب الخشية من وقوع هزات جديدة، واصل الالاف من السكان قضاء الليل في العراء. وقال صلاح اوراس الذي نام الليل مع ابنائه الستة بجوار ما تبقى من منزله: «لا نعلم اذا ما كانت المباني سليمة. اننا بحاجة الى خبراء ليقولوا لنا ما اذا كان بامكاننا العودة الى منازلنا. لا زلنا نشعر بالتوابع، ولا يمكننا المخاطرة».

ً