عاشت نيجيريا والكاميرون أزمة غير معلنة طوال 6 أشهر مضت بسبب حيوانين نادرين من الغوريللا، وصل نبأ العثور عليهما في ديسمبر (كانون الأول) الماضي في حديقة بيت لرجل أعمال لبناني، حاصل على الجنسية البريطانية، ويقيم بمدينة كانو النيجيرية، الى أروقة الأمم المتحدة، الناشطة بعض لجانها بمكافحة شبكات لتهريب النادر من الحيوان، وكادت مطالبة الكاميرون بهما تصل الى محكمة العدل الدولية، لولا أن قررت نيجيريا يوم الجمعة الماضي اعادتهما الى الكاميرون، حيث أبصرا النور، وعلى متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية الكاميرونية بعد أن نقلتهما الحكومة النيجيرية بطائرة هليكوبتر خاصة من حديقة بيت اللبناني، بول رعد، الى مطار كانو، ومنه الى مطار لاغوس الدولي.
وكان رعد، 34 سنة، وهو أصلا من قرية عين زحلتا المجاورة لبلدة دير القمر في قضاء الشوف بلبنان «ويملك مع شقيقه ادوارد في كانو مصنعا لدبغ الجلود، اضافة الى شركة استيراد وتصدير متنوعة التجارة الدولية» وفق ما قاله لـ«الشرق الأوسط» المهاجر اللبناني في لاغوس، محمود حويلة، اشترى زوجي الغوريللتين، وهما «برايتر»، 9 سنوات، وكذلك «تويغي» التي تصغرها بعامين، من تاجر حيوانات نادرة «لكنه اتضح فيما بعد أن التاجر لم يكن سوى أحد الناشطين مع شبكة تهريب واسعة في أفريقيا لكل ما هو نادر، وفي مقدمتها الحيوانات، وهي رأسمال افريقيا الكبير بعد الذهب والماس. لكن رعد، وكذلك شقيقه ادوارد، لم يكونا على علم بالمرة بأن التاجر كان ناشطا مع الشبكة، ولا أن الغوريللتين ولدتا في الكاميرون، ومنها تم تهريبهما الى نيجيريا، المعتبرة أهم المراكز باعادة بيع النوادر من الحيوان وتهريبها للخارج، لذلك لم يلاحقوه قضائيا» كما قال حويلة.
وفي معلومات أوردتها وكالة «اسوشييتدبرس» أن الشرطة المحلية النيجيرية ساعدت القيّمين على برنامج تابع للأمم المتحدة، يديره البريطاني روبرت هيبورث، الناشط عبر البرنامج ولجانه في مكافحة التجارة بالحيوانات النادرة في افريقيا، على البحث عن غوريللات نادرة كثيرة تم تهريبها من الكاميرون، التي لم يعد فيها كما يقولون سوى 34 غوريللا من النوع الذي تم العثور عليه بحديقة بيت رعد في مدينة كانو بالشمال النيجيري «وهو نوع لم يبق منه الا 30 ألفا في افريقيا كلها» وفق ما تقوله الوكالة.
تذكر الوكالة أيضا، ونقلا عن متحدث باسم برامج ولجان تابعة للأمم المتحدة في افريقيا «أن العثور على هاتين الغوريللتين واعادتهما الى موطنهما الأصلي في الكاميرون، هو انتصار كبير على شبكات التهريب». أما وزير الدولة لشؤون البيئة في نيجيريا، وهو ايمو أوكيبيدو، فرحب بالعثور قبل 6 أشهر على الغوريللتين في بيت رعد، ورحب أكثر بانتهاء المفاوضات بين بلاده والكاميرون بشأنهما تحت رعاية الأمم المتحدة خلال تلك المدة، مضيفا أن نيجيريا لن تقبل أبدا بأن تتحول كمعبر للمهربين.
=