الميرغني والمهدي وقرنق يوقعون في مصر «إعلان القاهرة» لتوحيد العمل المشترك

TT

دشن زعماء حزبي الاتحادي الديمقراطي والامة والحركة الشعبية لتحرير السودان من العاصمة المصرية في السادسة من مساء امس ومن فيلا محمد عثمان الميرغني بمصر الجديدة، اعلان القاهرة للعمل المشترك بين القوى السياسية الثلاث الكبرى في السودان.

وكشف الميرغني في افتتاحه للمؤتمر الصحافي الذي حظي بتغطية اعلامية كبيرة انه ظل يعمل منذ عام 1999 على تقريب وجهات النظر بين الصادق المهدي زعيم حزب الامة وجون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الى ان اثمر هذا الجهد عن لقاءاتهما الثنائية بالقاهرة ثم لقائهما الثلاثي الذي نتج عنه اعلان القاهرة الذي تلاه على المؤتمر ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية بتقديم من حاتم السر علي الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي.

واشتمل اعلان القاهرة على اربعة بنود اساسية هي دعم مسيرة السلام العادل والشامل وضرورة تحقيق الاجماع الوطني، واعلان ماشاكوس والحل الشامل، ووحدة السودان على اسس جديدة واخيرا العمل المشترك.

من جهته اعتبر الصادق المهدي وجون قرنق في اجابة لهما عن اسئلة صحافية انهما لا يعتبران ان المعارضة قد اضاعت وقتا بين مقررات اسمرة عام 1995 ثم ماشاكوس وعودة لاعلان القاهرة الاخير. وقالا ان التغيير سنة الحياة وان القضايا لا تظل راكدة لان ماشاكوس قامت على ارضية مقررات اسمرة فيما جاء اعلان القاهرة ليكسب ماشاكوس زخما شعبيا مطلوبا ويشترط له تأييدا وشرعية شعبية.

واكد الصادق المهدي في اجابته عن سؤال من «الشرق الأوسط» ان الزعماء الثلاثة قد أولوا مسألة دارفور اهتماما خاصا ومعها سائر المناطق الاخرى بغية تأمين مسيرة السلام السودانية ووفاء لاستحقاقات النظر الشامل والمتكامل لقضايا السودان.

من جهته توجه الميرغني بالشكر للرئيس السوداني عمر البشير على ما تواتر من ترحيب من الخرطوم بهذا اللقاء فيما ثمن عاليا احتضان القاهرة لهذا الاجتماع وتوجه بشكره للرئيس حسني مبارك وشعب مصر، مصطحبا شكره بفذلكة تاريخية لدور مصر التاريخي في الوقوف مع شعب السودان.

وفي اجابة عن اسئلة اخرى قال المهدي ان هناك موجة اقليمية وعالمية لجهة الديمقراطية الحقيقية وان اعلان القاهرة بين القيادات الثلاث هو توجيه لمركب السياسة في السودان لتساير هذه الموجة الجديدة والصحيحة ليبقى الاحتكام معها للناخب السوداني في انتخابات حرة ونزيهة وفق ما دعا اعلان القاهرة.

يشار الى ان الزعماء الثلاثة وقعوا على الاعلان امام المؤتمر الصحافي ووقفوا ليتبادلوا التهاني بالمصافحة امام الحضور ووسط عاصفة من التصفيق، ليغادر بعدها المهدي وجون قرنق فيلا الميرغني تباعا بعد ان كانا قد وصلا واجتمعا مع الميرغني لمدة ساعة ادت الى تأخير المؤتمر الصحافي لمدة ساعة كاملة.

وشهدت القاهرة خلال الساعات الماضية نشاطا سودانيا مكثفا تم خلاله عقد عدد من اللقاءات والاتصالات بين قادة أكبر 3 فصائل سودانية هم محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة، والدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان.

وكانت اللقاءات قد بدأت على غير ما كان متفقا عليه بلقاء بين الميرغني وقرنق ثم لقاء ثانٍ بين المهدي وقرنق وبعدها أجرى الميرغني اتصالا مع المهدي تم خلاله الاتفاق على عقد لقاء ثلاثي مساء أمس. وكان من المفترض حسب البرنامج الذي كان معدا قبل وصول الدكتور جون قرنق للقاهرة ان يتم عقد لقاء بين قرنق والمهدي مساء الجمعة ومع الميرغني مساء السبت على ان تختتم اللقاءات بعقد اللقاء الثلاثي اليوم، ولكن نسبة لازدحام برنامج الدكتور جون قرنق وقصر فترة الزيارة اقتصرت اللقاءات على يومي الجمعة والسبت.

وكان قرنق قد اطلع الميرغني خلال اجتماعهما اول من أمس على نتائج مباحثات الجولة الماضية في مفاوضات ماشاكوس وتبادلا الافكار حول اللقاء مع الصادق المهدي فيما يتعلق بمسألة الاجماع الوطني السوداني. وأعقب ذلك وفي نفس اليوم لقاء بين الدكتور جون قرنق والصادق المهدي الذي استمر حتى ساعة متأخرة من ليلة أول من امس تناول ضرورة التنسيق في هذه المرحلة والاتفاق على رؤى محددة بين الاطراف الثلاثة.

كما أجرى الميرغني مساء أول من أمس اتصالا مع الصادق المهدي واتفقا خلاله على أجندة الاجتماع الثلاثي الذي عقد بمصر أمس بين الزعماء الثلاثة وتم خلاله اعلان التنسيق في القضايا التي تتعلق بالسلام والحل السياسي الشامل وتقسيم الثروة والسلطة والقضايا الأخرى المطروحة في مفاوضات ماشاكوس.

وقال حاتم السر علي المتحدث الرسمي باسم التجمع السوداني المعارض لـ«الشرق الأوسط» ان اللقاءات التي تمت في القاهرة بين الزعماء الثلاثة تعد انطلاقة كبرى في اتجاه السلام. وحول الدور المصري في مساعي الحل السياسي الشامل، قال حاتم السر علي ان عقد هذه اللقاءات في القاهرة يعكس عمق العلاقات بين مصر والقوى السياسية السودانية، مشيرا الى ان مصر تعمل بجدية من أجل حل سياسي شامل في السودان من خلال موقفها المتوازن والعادل مع كل الاطراف السودانية. وقال حاتم السر ان الذين يتحدثون عن استعادة مصر لدورها في السودان أقول لهم ان مصر لم تتخل عن دورها تجاه السودان مطلقا بل ظلت حريصة على التوفيق بين الاطراف وتقريب وجهات النظر فيما بينها.