المغرب: اعتقال عنصر «مهم» و«خطير» يعتقد أنه كان من بين من دبروا تفجيرات الدار البيضاء

الانتحاري محمد حسونة عمل مدرسا عرضيا والتحق في السابق بمدرستي الطيران والبحرية

TT

قالت مصادر امنية متطابقة ان اجهزة الشرطة المغربية اعتقلت مشتبها في التورط في تفجيرات "الجمعة المرعبة" في الدار البيضاء.

ووصفت المصادر العنصر المعتقل بـ"المهم" و"الخطير" في نفس الوقت، ان لم يكن "اخطر العناصر" التي تعتقد الشرطة أنها دبرت وخططت للتفجيرات.

واكدت المصادر ان هذا العنصر واسمه عبد الرزاق الرتيوي، ينتمي الى جماعة "الصراط المستقيم" المتشددة، وهو من مواليد مدينة مراكش في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) 1958، وهو متزوج واب لخمسة ابناء.

وافادت المصادر ان الرتيوي كان يملك محل بقالة في حي طوما، حيث يقيم، وانه عمد الى ترشيح مجموعة من شباب الحي الصفيحي طوما لتكوين خلايا ارهابية استعملت في ما بعد لتفجيرخمسة مواقع في الدارالبيضاء.

واوضحت المصادر ان المشتبه فيه الذي اعتقل بعد 72 ساعة من حدوث الانفجارات، اعترف انه تعمد اختيار شباب يتوفرون على سجل عدلي نظيف (اي من دون سوابق) ومعروفين بعدم اكتراثهم بتعاليم الاسلام، واستطاع اقناعهم بالانضمام الى شبكة "الصراط المستقيم" منذ شهر رمضان الماضي، حيث شرع في اعدادهم واقناعهم بالقيام بالعمليات الاعتدائية عبر تفجير انفسهم.

وقالت المصادر الامنية انه يبدو ان اعضاء هذه الخلية التي نفذت تفجيرات الدار البيضاء استفادت من اخطاء رفقائهم في جماعة "الصراط المستقيم" الذين كانوا يجهرون بقناعاتهم "الدينية" وانهم تعمدوا التحضير النفسي والجسدي لهؤلاء الشباب في سرية تامة.

وافادت المصادر ان الرتيوي او اي احد من الانتحاريين الذين نفدوا العمليات الانتحارية، لم يكفروا اي احد من افراد عائلاتهم او جيرانهم، تفاديا للفت الانتباه.

وقالت المصادر "لقد عمد الرتيوي الى اختيار شباب يسكنون في نفس الحي وفي نفس المكان تجمعهم صداقة حميمة منذ الصغر مما صعب مهمة رصدهم من قبل رجال الامن".

ولا يتجاوز المستوى الدراسي للرتيوي المرحلة الابتدائية، وكان يعاني من عرج.

ومن ناحية أخرى خلصت تحقيقات رجال الامن المغربي الى ان احد الانتحاريين الذين نفذوا هجماتهم على مواقع في الدارالبيضاء، واسمه محمد حسونة، كان معلما عرضيا يعمل مدة نصف يوم في مدرسة توجد في منطقة تيط مليل بضواحي الدار البيضاء.

وحسونة ولد بمدينة اليوسفية يوم 31 مارس ( اذار) 1981، وتابع دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، قبل أن يلتحق بمدينة العيون (جنوب المغرب) لمواصلة دراسته الاعدادية.

كما التحق بالمدرسة الملكية التقنية والتطبيقية للطيران في مراكش، بعد ان افلح في الحصول على شهادتين للبكالوريا (الثانوية العامة) في الرياضيات والعلوم التجريبية سنة 1999، ثم التحق بمدرسة البحرية الملكية وظل بها مدة سنة واحدة فقط ثم غادرها بسبب النظام الصارم الذي تتبعه في مقرراتها التعليمية والتكوينية. ثم دخل مدرسة تكوين المعلمين ومكث بها سنتين قبل ان يعين معلما عرضيا بمنطقة تيط مليل.

وحسونة له 6 إخوة اشقاء، التقى أفراد عائلته يوما واحد قبل تنفيذ العملية الانتحارية. وقال والده ان ابنه محمد لم تبد عليه اي علامات ارتباك او خوف. وهو الانتحاري الوحيد الذي لم يكن يقيم في حي صفيحي في بلدية سيدي مومن وحسب مصادر قريبة من العائلة فإن جميع اخواته ووالدته كن ملتزمات دينيا، ويرتدين الحجاب ولايضعن النقاب.