الحكيم ردا على المهلة الأميركية لتسليم الأسلحة: قواتنا ليست مسلحة أصلا.. ومن حق العراقيين حمل السلاح دفاعا عن أنفسهم

قال إنه سيحاول إقناع «المحتلين» بالرحيل وأعرب عن أمله في أن يتم ذلك بدون مواجهة

TT

النجف ـ رويترز: رد آية الله محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، على المهلة الاميركية للمجموعات العراقية المسلحة، بما فيها الجناح المسلح لتنظيمه «فيلق بدر»، لتسليم اسلحتها بحلول 14 يونيو (حزيران) المقبل بالتأكيد ان من حق العراقيين حمل السلاح «دفاعا عن انفسهم»، مضيفا ان قواته «ليست مسلحة اصلا». ويسيطر الحكيم الذي عاد الى العراق بعدما امضى 23 عاما في المنفى على واحدة من اكبر الميليشيات في البلاد، وقال انه يعارض مهلة تسليم الاسلحة، لكنه لم يوضح ما اذا كان ينوي الالتزام بها. وقال «انه قرار خاطئ». ومضى الزعيم الشيعي قائلا انه لا يعتقد ان قوات التحالف تستطيع فرض القانون والنظام، ولذا فقد كان من الافضل لو انهم ناقشوا الامر مع القوى السياسية العراقية كي تتعاون معهم في استعادة الاستقرار والامن. ويتمتع الحكيم، 66 سنة، باحترام واسع النطاق بين ابناء الاغلبية الشيعية في العراق التي عانت طويلا في عهد صدام وتتوق الآن الى الحصول على نصيبها من السلطة. وقال الحكيم في المقابلة التي جرت بمكتبه في النجف انه يجب اعطاء العراقيين الحق في الدفاع عن انفسهم بعد فشل قوات التحالف في حماية الشعب العراقي. واضاف ان قوات «فيلق بدر» التي دخلت العراق معه في الشهر الماضي جاءت لا تحمل اسلحة. واضاف انه شخصيا ليس له موقف في ما يتعلق بنزع السلاح وان «فيلق بدر» داخل العراق ليس مسلحا وليست عليه واجبات عسكرية.

وكان الحكيم قد قال في وقت سابق من هذا الشهر انه يريد دمج ميليشياته في جيش وطني عراقي جديد. وقال مساعدوه ان نزع السلاح «خطوة خطيرة» تهدف الى تقويض القوة. وفي احاديثهم الخاصة قال افراد من «فيلق بدر» الذي تلقى تدريبه وتسليحه على ايدي الحرس الثوري الايراني ان عشرات الآلاف من مقاتليهم دخلوا العراق بعد الحرب. ويقولون ان القرار الاميركي نزع سلاح الميليشيات وحلها اثار انزعاجهم لكنهم قد يضطرون للامتثال للقرار لانهم لا يريدون الدخول في مواجهة مع القوات الاميركية في هذه المرحلة.

واول من امس نزعت القوات الاميركية سلاح قوات «العراقيين الاحرار» وهي ميليشيا تضم نحو 700 فرد تتبع احمد الجلبي، رئيس المؤتمر الوطني العراقي، الموالي للاميركيين. وقال الجيش الاميركي السبت الماضي ان «اي فرد يضبط بعد 14 يونيو وبحوزته سلاح غير مرخص سيلقى القبض عليه وتوجه اليه تهم جنائية». واستثنى قرار نزع السلاح الذي اصدره الجيش الاميركي مقاتلي البيشمركة الاكراد الذين قاتلوا الى جانب القوات الاميركية في الحرب وسيسمح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم في المنطقة الكردية بشمال العراق. وانتقد الحكيم القوات الاميركية قائلا ان الناس ابلغته ان الجنود يعاملونهم بفظاظة وقسوة وان هذا يولد مشاعر عداء وغضب.

واضاف انه اذا استمرت هذه المعاملة فسيكون من الطبيعي ان تظهر جماعات مقاومة ضد قوات الاحتلال. كما انتقد القوات الاميركية لسماحها بوصول النهب والجريمة الى معدلات لم يسبق لها مثيل ولابقائها العراق في حالة فراغ سلطة منذ اسقاط صدام. وقال ان نزع سلاح المجتمع امر صائب ولكن عندما لا يكون هناك نظام حكم او دولة ولا احد يقيم القانون والنظام فحينئذ يكون من الطبيعي اعطاء الناس الحق في الدفاع عن انفسهم. واضاف انه يأمل ان ترحل القوات الاميركية عن العراق في اسرع وقت ممكن «لان الاحتلال امر مرفوض تماما من الشعب العراقي». وقال انهم سيحاولون بكل السبل اقناع الاحتلال بالرحيل لان ذلك في مصلحته وفي مصلحة العراق ايضا. واضاف انه يأمل الا يكون هناك داع للمواجهة المسلحة.