السفارات الليبية تعاني أزمة مالية بعد تجميد الإنفاق عليها منذ خمسة أشهر

TT

تعرف معظم السفارات الليبية في الخارج ضائقة مالية بسبب تجميد الميزانيات وعدم تحويل مبالغ لهذه السفارات منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت مصادرمطلعة إن الادارات الحكومية في الداخل تعرف وضعاً مماثلا ًحيث كان يفترض ان يبدأ العمل بالميزانية السنوية في يناير (كانون الثاني) لكن القيادة الليبية طلبت من اللجنة الشعبية العامة (الحكومة) البحث عن موارد لتغطية اعتمادات الميزانية من غيرمداخيل العائدات النفطية على أساس ان تلك المداخيل «ملك للثورة» وليس للحكومة،وبما أن مداخيل ليبيا من غيرالعائدات النفطية ليست ذات قيمة فإن الحكومة لم تستطع أن تجد حلاً.

وقالت المصادر إن المؤتمرات الشعبية بدأت اجتماعات منذ السبت الماضي من أجل «تجميع قراراتها ورفعها لمؤتمر الشعب العام (بمثابة برلمان)، على حد قول المصادر الرسمية. ربما يناقش مسألة تجميد الميزانيات».

وقالت المصادر إن المساعدات والدعم الذي تقدمه ليبيا لبعض الدول الافريقية لم تتأثر بهذه الوضعية. وكانت ليبيا قد بدأت توجهاً يقضي بتعزيزعلاقاتها الافريقية،واتجهت بقوة نحو القارة السمراء أملاً في تحقيق وحدة افريقية يعتقد العقيد معمر القذافي إنها ممكنة بدلاً من وحدة عربية التي لم تعد تستهويه.

وفي هذا السياق، تركز ليبيا حالياً اهتمامها على اتحاد كرة القدم الافريقي الذي سينتخب رئيساً جديداً العام المقبل في تونس على هامش منافسات كأس افريقيا للأمم. ويطمح الساعدي القذافي نجل العقيد معمر القذافي،أن يتولى هذا المنصب بدلاً من الكاميروني عيسى حياتو،الذي انتخب في المغرب عام 1988.

وكان الساعدي القذافي قد استطاع قبل فترة أن يقنع العقيد القذافي بعودة الاندية والمنافسات الكروية للبلاد بعد أن ظلت مجمدة عدة سنوات حيث كان العقيد القذافي قد طرح فكرة مؤداها انه لا يعقل ان يلعب 22 لاعباً الكرة في حين أن الآلاف يتفرجون عليهم،لذلك اقترح العقيد القذافي ان يلعب الجميع كرة القدم.واعتبرت تلك الفكرة بمثابة توجيه بالغاء المنافسات.

ومع عودة منافسات كرة القدم أصبح الساعدي القذافي يلعب دوراً متنامياً داخل القطاع الرياضي في بلاده، وطبق الى حد ما فكرة العقيد القذافي في الممارسة الرياضية فأصبح هو الاب ومسؤولاً عن القطاع الكروي في الوقت نفسه.

ويعتزم الساعدي،31 عاما،الذي اصبح يلعب للمنتخب الليبي، ويتولى في الوقت نفسه منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم الليبي، القيام بجولة افريقية في سبتمبر(ايلول) المقبل للحصول على الدعم لطلب ترشيحه. وقال الساعدي ان 20 اتحاداً افريقياً يسانده. لكن الساعدي ليس هو المنافس الوحيد لحياتو في الانتخابات التي ستجرى خلال اجتماع الاتحاد الافريقي المقبل في تونس يوم يناير(كانون الثاني) اذ كان البوتسواني اسماعيل بامجي، عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اعلن ترشيحه للمنصب. وكانت ليبيا بين اكثرمن نصف الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي البالغ عددها 52 دولة التي صوتت لصالح جوزيف بلاتر بدلا من منافسه حياتو في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وأعلن بلاتر الذي زار ليبيا في بادرة دعم غير مسبوقة مساندة ترشيح الساعدي للمنصب مكافأة له على موقفه خلال انتخابات الفيفا.

ويلعب الساعدي مع نادي الاتحاد في طرابلس وهو ايضاً عضو مجلس ادارة نادي يوفنتوس بطل الدوري الايطالي ولا تقف طموحات الساعدي القذافي عند تولي رئاسة الاتحاد الافريقي بل صرح بان بلاده «قادرة على تنظيم نهائيات كأس العالم عام 2010 بمظهر يشرف قارة افريقيا».