8 دول عربية وإسرائيل في أول مؤتمر متوسطي مع الاتحاد الأوروبي الموسع

الدول العربية تطلب تأجيل طرح وثيقة حقوق الإنسان لدراستها

TT

بمشاركة 35 دولة اوروبية ومتوسطية من بينها ثماني دول عربية افتتح وزراء الخارجية امس رسميا اعمال مؤتمرهم السادس في جزيرة كريت اليونانية وقد سيطر موضوع الشرق الاوسط على جدول الاعمال خاصة بعد تبني اسرائيل «خريطة الطريق» لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين ممثلو الدول الخمس والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الموسع اضافة الى شركائهم العشرة: المغرب والجزائر وتونس ومصر والاردن ولبنان وسورية والسلطة الوطنية الفلسطينية اضافة الى اسرائيل وتركيا. ويبحث المؤتمر الذي يعقد بصفة دورية مرة كل عام قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الواقعة شمال البحر المتوسط وجنوبه، وسيتطرق الى مسألة مكافحة الارهاب بعد الاعتداءات التي وقعت خصوصا في الدار البيضاء وادت الى مقتل 43 شخصا وجرح نحو مئة آخرين، الا ان القضايا السياسية غالبا ما تكون حاضرة بقوة حيث يعتبر المؤتمر فرصة للقاءات دبلوماسية عديدة.

وكانت الرئاسة الاوروبية للاتحاد اعربت عن ترحيبها بقرار الحكومة الاسرائيلية موافقتها على الخطة الدولية بعد ان حصلت على ضمانات اميركية لاخذ اعتراضاتها بعين الاعتبار عند التطبيق. وقال وزير خارجية اليونان جورج باباندريو، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية، امس للصحافيين قبيل مغادرته اثينا الى جزيرة كريت «انها خطوة ايجابية نحو السلام». واعرب عن امله «ان يفتح القرار الاسرائيلي الطريق للقيام مباشرة باجراءات تمهد الطريق للوصول الى الهدف النهائي: انشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة بحلول العام 2005 وضمان الامن لاسرائيل».

وعقد وزراء خارجية الدول العربية المتوسطية المشاركة قبيل افتتاح المؤتمر اجتماعا تشاوريا تلبية لدعوة الحبيب بن يحيى وزير خارجية تونس منسق المجموعة العربية في برشلونة. وطلبت الدول العربية في الاجتماع تأجيل طرح وثيقة حقوق الانسان «لانها لم تتمكن من دراستها بشكل كاف واطلاع حكوماتها عليها»، حسب مصدر ديبلوماسي عربي. واوضح المصدر ان الوفود العربية تلقت «منذ ثلاثة ايام فقط» نص هذه الوثيقة لافتا الى ان طلب التأجيل جاء «لضيق الوقت». وكانت الاجتماعات التمهيدية والتنسيقية بين وفود الدول المشاركة قد تكثفت قبيل الافتتاح على خلفية المواقف من القرار الاسرائيلي. وفي هذا الاطار عقد وزيرا خارجية اسرائيل والاردن سيلفان شالوم ومروان المعشر اجتماعا ثنائيا لبحث المواضيع المطروحة على جدول اعمال المؤتمر الذي يستغرق يومين، كما التقى شالوم بوزير خارجية مصر احمد ماهر. وقد لقي رفض اسرائيل مبدأ عودة اللاجئين الفلسطينيين غضب الوزراء العرب في المؤتمر. واكد وزير الخارجية اللبناني جان عبيد رفضه هذا الموقف خلال كلمته اثناء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

ويقيم في لبنان اكثر من 350 الف لاجىء فلسطيني نص الدستور على رفض توطينهم. وكان عبيد عقد «اجتماعا تنسيقيا» مع نظيره السوري فاروق الشرع استمر ثلاث ساعات انضم اليه لاحقا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. واعتبر موسى من جهته «ان المهم في موافقة اسرائيل على خريطة الطريق هو التطبيق». واضاف «لنأخذ الناحية الايجابية: القبول خطوة صغيرة والاختبار يكون بمدى التزام اسرائيل بتطبيق الخطوات المقررة في خارطة الطريق».

والتقى وزراء وممثلو الدول المشاركة على عشاء عمل مساء امس يقررون خلاله ما اذا كان المؤتمر سيعلن ام لا موقفا مشتركا بشأن خريطة الطريق بعد موافقة اسرائيل عليها. وكانت الشراكة الاوروبية المتوسطية اطلقت في 1995 في برشلونة ومؤتمر كريت هو السادس بعد اجتماعات مالطا (1997) وشتوتغارت (1999) ومارسيليا (2000) وبروكسل (2001) وفالنسيا (2002).