اعتقال الزوج الثاني للإبنة الكبرى لصدام

تقارير: 3 ضباط من أبناء عمومة صدام ووزير خانوه مع دخول القوات الأميركية بغداد

TT

اعتقلت القوات الاميركية فجر اول من امس الزوج الثاني لرغد، كبرى بنات الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين التي كانت متزوجة من ابن عمه حسين كامل الذي قتل عام 1996 على يد عدي وقصي صدام حسين كما افادت تقارير بعد عودته الى بغداد اثر انشقاقه وهروبه الى الاردن، في هجوم على مستشفى بتكريت، حسبما اكدت مصادر عسكرية اميركية امس. من ناحية ثانية قتل جندي اميركي واصيب آخر في كمين قرب الحدود السورية. وقالت الميجر جوسلين ابيرل المتحدثة باسم الفرقة الرابعة مشاة الاميركية ان حمود عبد الجبار، الزوج الثاني لرغد اعتقل في الساعات الاولى من صباح اول من امس بعد ان رصدت طائرة هليكوبتر سيارة مسرعة تهرع الى مستشفى في وسط تكريت، وارسلت دورية للتحقق من الامر. وكان مع عبد الجبار في السيارة رجلان مصابان بطلقات نارية في الصدر والساق. وتعرف طبيب بالمستشفى على عبد الجبار وابلغ الجنود الاميركيين. واضافت انه كان بحوزة صهر صدام 300 الف دولار وثمانية ملايين دينار (6000 دولار) وثلاثة بنادق كلاشنيكوف وقذيفة صاروخية.

إلى ذلك كشف مسؤولون سابقون في نظام صدام حسين المخلوع عن ان ثلاثة ضباط كبار من ابناء عمومة صدام حسين ووزير «خانوا» الرئيس المخلوع مع دخول القوات الاميركية الى بغداد. واضاف هؤلاء ان الضباط الثلاثة اصدروا اوامر للقوات المسلحة العراقية بعدم القتال، فيما اشاع الوزير معلومات عن مقتل صدام، وان الاربعة نقلوا مع عوائلهم على متن طائرة عسكرية اميركية الى الخارج العراق. وقال احد هؤلاء المسؤولين السابقين طالبا عدم كشف هويته ان «قائد الحرس الجمهوري ماهر سفيان التكريتي الذي كان يعتبر ظل صدام حسين، اعطى الاوامر الى القوات العراقية بعدم القتال لدى دخول القوات الاميركية الى بغداد في الثامن من ابريل (نيسان)». واضاف المصدر ان «هذا الامر الشفهي اكده رئيس جهاز الاستخبارات طاهر جليل الحربوش التكريتي والمسؤول العسكري حسين رشيد التكريتي الذي كان ابنه مدير مكتب قصي»، الابن الاصغر للرئيس العراقي المخلوع الذي كان يقود الحرس الجمهوري.

يأتي ذلك بعد يوم من انباء نقلتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية الاسبوعية، عن «مصدر عراقي مقرب من النظام السابق» ان قائد الحرس الجمهوري الخاص وابن عم الرئيس العراقي السابق اللواء ماهر سفيان التكريتي هو الذي خان صدام حسين وقام بتسليم العاصمة بغداد من غير قتال، مقابل بضعة ملايين من الدولارات ومقابل اخراجه وعائلته وبعض المقربين منه من العراق.

واكدت الصحيفة، في عددها اول من امس، ان اللواء سفيان ماهر التكريتي الذي كان مساعد قصي صدام حسين المسؤول عن الدفاع عن المنطقة الوسطى التي تضم بغداد، امر رجاله في محيط العاصمة والمؤلفين من 10 آلاف رجل بعدم المقاومة والتصدي للأميركيين. وبحسب المصدر العراقي، فان اللواء ماهر سفيان التكريتي اخرج من بغداد، مع اعوانه، يوم 8 ابريل على متن طائرة عسكرية اميركية من طراز سي ـ 130، وهي الطائرة الاولى التي هبطت في مطار بغداد بعد سقوطه بأيدي القوات الاميركية. واشترك معه اللواء علي عبد الرشيد التكريتي وهو احد اقرباء صدام، وامين سر القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية. وتؤكد الصحيفة الفرنسية ان علي عبد الرشيد التكريتي وقائد ميليشيات «فدائيي صدام» الذي لم تذكر اسمه، صعدا على متن الطائرة العسكرية الاميركية يوم 8 ابريل التي نقلت جميع ركابها الى قاعدة عسكرية اميركية خارج العراق ثم الى مكان مجهول.

وبحسب «لو جورنال دو ديمانش»، ونقلا عن مصدرها العراقي الذي لم تعط اية مؤشرات يمكن ان تدل على هويته، فان احد كبار الضباط الملحقين بالقصر الجمهوري والمقربين من الرئيس صدام حسين، هو الذي اعلم المخابرات الاميركية بالاجتماع الذي عقده صدام حسين وكبار اعوانه في 19 مارس (آذار) الماضي، ونقل اليهم موقع المكان الذي التأم فيه الاجتماع في العاصمة بغداد. وكانت هذه المعلومة هي التي حفزت الرئيس الاميركي جورج بوش على اعطاء الاوامر بقصفه لغرض تصفية صدام. غير ان هذا الاخير غادر المكان قبل نصف ساعة من تساقط الصواريخ والقنابل.

وترجع الصحيفة الى الضابط نفسه مسؤولية اعلام الاميركيين بمكان وجود صدام، في حي المنصور في بغداد يوم 8 ابريل، والذي قامت الطائرات الاميركية بقصفه. وتؤكد الصحيفة ان المخابرات العراقية كشفت هوية الضابط بسبب استخدامه لهاتف جوال يعمل بواسطة الاقمار الصناعية وقامت بإعدامه.

وفي موازاة ذلك، حسب نفس المصدر، سرت بين اعضاء الحكومة العراقية شائعة عن مقتل صدام حسين في غارة جوية اميركية تعرض لها منزل في حي المنصور ببغداد في السابع من ابريل. وروج لهذه الشائعة وزير كان يشغل حقيبة سياسية. واضاف المصدر الذي رفض كشف هوية الوزير المعني، مؤكدا انه اجرى اتصالا هاتفيا معه ان «القوات الاميركية قامت بإجلاء هذا الوزير وافراد عائلته وهم يقيمون حاليا في بلد اوروبي». وتابع ان المسؤولين العسكريين الثلاثة وعائلاتهم «تم اجلاؤهم من قبل القوات الاميركية على متن طائرة عسكرية لدى سقوط بغداد». وكانت طائرة شحن عسكرية اميركية حطت في مطار بغداد الدولي مباشرة بعد تأمين القوات الاميركية المطار. ورفض المسؤولون العسكريون الاميركيون في حينه الافصاح عن طبيعة مهمة تلك الطائرة.

ويعتقد المسؤولون العراقيون السابقون ان صدام زار في الثامن من ابريل حي الاعظمية (وليس في التاسع من الشهر كما نقلت مصادر اخرى) مع ابنه الاصغر قصي حيث كان في استقبالهما حشد كبير. وقال احد هؤلاء المسؤولين نقلا عن اشخاص كانوا موجودين في الاعظمية «ذكر صدام حسين خلال زيارته انه تعرض للخيانة، في اشارة الى غارتين اميركيتين استهدفتاه». واضاف ان «صدام حسين كان يعرف انه تعرض للخيانة، وان معلومات حول مكان وجوده تم تسريبها الى الاميركيين خلال قصف ليل 19 الى 20 من مارس». وتابع ان الرئيس العراقي امر باخضاع الفريق المكلف ضمان امنه الشخصي وكان من القلة التي تعرف تحركاته، لمراقبة اشد. وقال مصدر اخر ان صدام «قام بعد ذلك بزيارة له الى المنصور في السابع من ابريل. وبحسب عادته استقل سيارة اجرة وتبعه حرسه، وقصد مطعما في الحي. وبينما كان حراسه يعتقدون انه في داخل المطعم، خرج من بابه الخلفي. وقد قصف الحي بعيد ذلك بقليل ونجا صدام من القصف». وتابع المصدر نفسه ان «صدام حسين الذي لم يعد بحاجة الى براهين امر باعدام هؤلاء الضباط المعروف عنهم انهم من اوفى الاوفياء للرئيس العراقي».