الحزب الشعبي الحاكم في إسبانيا يتراجع في الانتخابات البلدية و«الاشتراكي» يتقدم

TT

مني الحزب الشعبي، الحاكم في اسبانيا، بنكسة في الانتخابات البلدية والمحلية التي جرت اول من امس، بينما حقق الحزب الاشتراكي، اقوى احزاب المعارضة، وتجمّع اليسار المتحد، فوزا واضحا على حساب الحزب الشعبي.

وتوجه اكثر من 34 مليون ناخب اسباني منذ الساعة التاسعة من صباح الاحد، وحتى الساعة الثامنة مساء لانتخاب 65522 نائبا بلديا و8108 رئيس بلدية. وشارك في الانتخابات ايضا مواطنو الاتحاد الاوروبي والنرويج ممن يقيمون في اسبانيا ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 153405 اشخاص.

واشترك في تنظيم الانتخابات 168453 مواطنا وانتشر اكثر من 100 الف شرطي للمحافظة على الامن. وقد اعلن وزير الداخلية ماريانو روخاي ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 67% اي اعلى من نسبة عام 1999 التي بلغت فيها نسبة المشاركة 63%، كما اعلن الوزير الاسباني ان الانتخابات جرت في جو ديمقراطي وسليم.

فاز الحزب الاشتراكي المعارض بمجموع عدد الاصوات في الانتخابات البلدية والمحلية في اسبانيا، ولكنه لم يستطع ازاحة الحزب الشعبي، الحزب الحاكم، الا من بعض المواقع المهمة، مثل اقليم مدريد، الذي يضم عدة بلدات، ولكن الحزب الشعبي ظل يحتفظ ببلدية مدريد العاصمة، وخسر الحزب الشعبي ايضا مدينة سرقسطة (شمال شرقي اسبانيا) وهي المدينة التي حقق فيها الحزب الاشتراكي وتجمع اليسار المتحد تقدما واضحا. كما خسر الحزب الشعبي ايضا مدينة «بلد الوليد».

وسوف يحتاج الحزب الاشتراكي لمساعدة تجمع اليسار المتحد كي يفوز او يستمر في حكم الكثير من البلديات الاسبانية.

ويبدو ان تجمع اليسار مستعد لعقد تحالف مع الحزب الاشتراكي وقد عبر عن ذلك العديد من مسؤوليه.

وبالرغم من تراجع الحزب الشعبي (الحزب الحاكم) الا ان بعض المحللين كانوا يتوقعون له هزيمة كبيرة، خاصة بعد المظاهرات الضخمة التي خرجت منددة بسياسة الحكومة ابان الحرب على العراق. وعزا معظم المحللين السياسيين سبب تراجع الحزب الشعبي الحاكم الى سببين رئيسيين هما دفاعه عن موقف رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار المؤيد للحرب ضد العراق، بينما عارضها الحزب الاشتراكي وتجمع اليسار المتحد بشدة، والسبب الثاني غرق ناقلة النفط برستيج قبالة سواحل اقليم غاليسيا (شمال غربي اسبانيا) وهلاك الاحياء البحرية في تلك المنطقة مما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة تقدر بألف مليون يورو، وكانت الحكومة طيلة فترة عطب الناقلة ومن ثم جنوحها للغرق تقلل من اهمية الحادث.