لبنان مرتاح لرفض أميركا شرطي إسرائيل إسقاط حق العودة والانسحاب إلى حدود 67

لحود بحث ولارسن في الجهود المبذولة لتطبيق «خريطة الطريق»

TT

اعرب الرئيس اللبناني اميل لحود، خلال لقائه امس منسق الامم المتحدة لعملية السلام في الشرق الاوسط تيري رود لارسن، عن «ارتياح لبنان الى موقف الولايات المتحدة الاميركية والامم المتحدة لجهة رفض الشرطين الاسرائيليين المتعلقين بإسقاط حق العودة للفلسطينيين والانسحاب حتى حدود عام 1967». واعتبر ان الاستمرار بالتزام هذا الموقف الاميركي والدولي «يعطي فرصة جديدة لامكانية الوصول الى صيغة عادلة وشاملة للنزاع العربي ـ الاسرائيلي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية».

وقد تناولت محادثات لارسن مع الرئيس لحود والتي شملت وزير الخارجية بالوكالة ميشال سماحة ووزير الدفاع محمود حمود، مسألة «خريطة الطريق» والتعاون بين لبنان والامم المتحدة حول الانسحاب الاسرائيلي من لبنان. وجرت المحادثات بحضور الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب لبنان ستيفان دو ميستورا ومستشار الرئيس اللبناني للشؤون السياسية الخارجية جورج ديب.

وذكرت مصادر الرئاسة اللبنانية ان الرئيس لحود «اكد ان اي مبادرات تقوم بها الامم المتحدة او تشارك فيها ينبغي ان تصب في النتيجة في مصلحة السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط، والذي يتطلب تحقيقه تطبيق قرارات الامم المتحدة التي تعيد الاراضي العربية المحتلة في لبنان وسورية وفلسطين الى اصحابها».

وابلغ الرئيس لحود لارسن «ان لبنان، الذي يتمسك بحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم وبالتالي رفض التوطين، يعتبر ان الموقف الاسرائيلي من «خريطة الطريق» يحمل في طياته مناورة اسرائيلية واضحة للالتفاف على الحقوق، الامر الذي يتطلب من اطراف اللجنة الرباعية تحمل مسؤولياتهم كاملة».

ولاحظ الرئيس لحود ان تحريك المسارين اللبناني والسوري «يفتح الباب مجدداً امام تحريك العملية السلمية. ويعطي الامل بامكانية الوصول الى ما يحقق الامن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها».

وقد أطلع لارسن الرئيس لحود على الاجواء المحيطة بالاتصالات الجارية للبدء بتطبيق «خريطة الطريق». واستمع الى وجهة نظر لبنان حيالها.

وبعد المحادثات ادلى لارسن بتصريح قال فيه: «تداولت مع الرئيس لحود في عدد من المسائل المطروحة، بما فيها خبرتنا المشتركة، اي خبرة الامم المتحدة ولبنان، المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي من لبنان... ولقد قيمنا معاً التطورات الاخيرة في منطقة الجنوب التي تشهد هدوءاً ملحوظاً. وانا ارى ان هناك امكانية للوصول الى استقرار دائم في الجنوب. اما الموضوع الثاني الذي تباحثنا فيه فهو مسألة «خريطة الطريق». وانا اعتقد انه، وللمرة الاولى منذ سنتين، هناك بارقة امل صغيرة وحقيقية. والجانبان الاسرائيلي والفلسطيني هما الآن مجدداً حول طاولة الحوار. وهناك الآن رئيس وزراء فلسطيني جديد، وقد اجتمع برئيس الوزراء الاسرائيلي، كما توجد خطط لاجتماعات قريبة».

وعن مخاوف لبنان بالنسبة الى وضع اللاجئين الفلسطينيين فيه، قال لارسن: «لقد اثرنا هذا الموضوع خلال الاجتماع مع الرئيس لحود. وانا اكدت له موقف اللجنة الرباعية الواضح منه، والذي يعتبر ان حق العودة هو الوضع النهائي للاجئين. واجدد القول ان الخطة تدرج ضمنها مقررات قمة بيروت التي تشير بشكل واضح الى هذه المسألة. وهذا يشكل اساساً لعمل اللجنة الرباعية».

ورداً عن سؤال حول موقف الحكومة الاسرائيلية الرافض للعودة، وهل ان مسألة اللاجئين تندرج في المراحل النهائية للخطة، قال لارسن: «كانت هناك معارضة اسرائيلية تدعو الى عدم عودة اللاجئين الى بلادهم والى التخلي عن حق العودة. لكن هذا كان قبل خطة السلام. اما الآن ودعوني اقولها بصراحة ان اللجنة الرباعية اتخذت موقفاً مشتركاً حول هذه المسألة التي تعتبر جزءاً من عملية السلام. وهي تعتبر ان مسألة الوضع النهائي ستتم معالجتها تماماً وفقاً لمقررات قمة بيروت التي تتعلق بمشكلة للاجئين».

وبعد لقائه وزير الخارجية اللبناني بالوكالة ميشال سماحة، قال لارسن: «شددت في لقاءاتي مع المسؤولين اللبنانيين على الفرصة الجديدة التي قد تسمح بإعادة إحياء عملية السلام المتعلقة بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي على صعيد المسارات كافة». واضاف: «علينا جميعاً استغلال هذه الفرصة لنجعلها واقعاً. وهذا يعني ان علينا العمل يداً بيد. وانا اعتقد انه للمرة الاولى ومنذ مدة طويلة هناك احتمال للتوصل الى قواسم مشتركة والتقدم الى الامام. واعتقد ان عملية جديدة للسلام ستصبح واقعاً عما قريب».