انتقد الرئيس السابق للحكومة اللبنانية عمر كرامي قول رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري عقب جلسة مجلس الوزراء الاخيرة الخميس الماضي انه «اذا لم تكن هناك مدارس في بيروت فلا مدارس في مناطق اخرى». وقال كرامي: «لا يجوز لرجل دولة يتبوأ مثل هذا المركز كرئيس للسلطة التنفيذية ان يخلط مصالحه الانتخابية بمصالح الوطن والمواطن»، فيما ابدى وزير الصحة سليمان فرنجية عدم تفاؤله بتصحيح الاداء في مجلس الوزراء، واصفاً الامر بأنه «فالج ما تعالج» متمنياً ان يكون على خطأ في هذا القول. وقال كرامي في احتفال تربوي اقيم في طرابلس مساء اول من امس: «لا شك بأن الجميع يشعر بوطأة الازمة الاقتصادية والتي هي نتيجة الازمة العالمية ونتيجة السياسات الخاطئة المتبعة منذ عشر سنوات او اكثر قليلاً. هذه السياسات التي لم تمنع الهدر ولا السمسرة ولا السرقات في الدولة. هذه السياسات التي ادت الى تحميل لبنان وموازنته واقتصاده اعباء لا يستطيع ان يتحملها». واضاف: «الجميع يسأل: ما الحل؟ وانا ارى ان الحل الوحيد هو في التنمية التي تعني الاستثمار والمزيد من المشاريع الاستثمارية في البلد وتعني المزيد من ضخ الاموال في الاقتصاد اللبناني وتعني المزيد من خلق فرص العمل. ولكن هذه التنمية تحتاج الى مناخ في الداخل ومن الخارج. فالمناخ في الداخل لا يشجع على الاطلاق».
وانتقد كرامي بعنف عدم تنفيذ المشاريع في طرابلس والشمال وما تعانيه هذه المنطقة «التي اصبحت من اكثر المناطق اللبنانية حرماناً» على حد قوله. وافاد: «انا اقول هذا الكلام لأعلق على ما قاله الرئيس الحريري في آخر جلسة لمجلس الوزراء عندما احضر مشروعاً يتعلق بالاستملاكات بقيمة 320 مليون دولار ومعظم هذه المبالغ هي لبيروت، وقسم منها لمدارس بيروت. طبعاً نحن كلنا مع بيروت لانها عاصمتنا وعنوان لبنان كله واهل بيروت يستأهلون كل خير. ولكن المرفوض ان يخرج دولة الرئيس بعد نقاش طويل في مجلس الوزراء، حيث انبرى بعض الوزراء للدفاع عن مناطقهم وعن مبدأ الانماء المتوازن الموجود في الدستور اللبناني والذي لم يطبق في اي مرحلة من مراحل الحكم بعد الطائف، خرج الرئيس الحريري غاضباًَ ليقول: اما المشروع لبيروت واما ليس هناك مشاريع لاحد. وكأن دولة الرئيس هو رئيس وزراء بيروت فقط. فهذا امر مرفوض وكأنه يفتح مبكراً معركته الانتخابية في بيروت.فلا يجوز على الاطلاق لرجل دولة يتبوأ مثل هذا المركز كرئيس للسلطة التنفيذية ان يخلط مصالحه الانتخابية بمصالح الوطن والمواطنين».
ومن جهته، اوضح وزير الصحة سليمان فرنجية، في رد على اسئلة الصحافيين بعد لقائه وفداً من «حزب الله» امس، انه لم يهاجم وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني من منطلق شخصي، مؤكداً ان «لا نية لدى احد بأن يقول كلاماً مذهبياً».