طهران: لا نعرف أهمية عناصر القاعدة المعتقلين لدينا

TT

طهران ـ وكالات الانباء: كشفت ايران، التي تتعرض لضغوط من واشنطن للتعاون معها في الحرب التي تقودها على الارهاب، انها اعتقلت العديد من عناصر تنظيم «القاعدة» لكنها غير متاكدة من اهمية المراكز التي يشغلونها في الهيكل التنظيمي للحركة. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي، أمس، ان «اعضاء في تنظيم القاعدة اوقفوا في ايران لكن المسجونين ليسوا قادة مهمين في التنظيم». واضاف ان «الاتهامات الاميركية للجمهورية الاسلامية تشكل تدخلا وتخالف القواعد والاعراف الدولية». وقال ان«الجمهورية الاسلامية اعتقلت واستجوبت وطردت جميع عناصر القاعدة الذين دخلوا ايران بصورة غير مشروعة. وحاليا يتم استجواب عدد منهم وسنتحمل مسؤولياتنا في ما يتعلق بهم».

وكان السفير الايراني في الامم المتحدة جواد ظريف قد اعلن، أول من أمس، ان «عددا» من اعضاء تنظيم القاعدة «موجودون في السجن» في ايران، مؤكدا ان بلاده تقف في خط المواجهة الامامي في الحرب على الارهاب خلافا لما تعلنه الولايات المتحدة. وفي وقت لاحق صححت الوزارة التصريحات التي نقلت سابقا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية آصفي عن ان المعتقلين من اعضاء «القاعدة» ليسوا «قادة مهمين» في الشبكة، فأكد اصفي اعتقالهم ولكنه لاحظ ان«لا نعرف من يكون اولئك الناس حتى يتسنى لنا القول انهم من العناصر البارزة ( في القاعدة) ام لا».

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن اصفي قوله، دون ذكر تفاصيل بشأن ملابسات اعتقال تلك العناصر،«نحتاج الى تحديد هوياتهم والتحقيق معهم». وأكد آصفي ان «ايران جادة بشأن مواجهة القاعدة» داعيا واشنطن الى «اتباع المنطق والحكمة في العلاقات الدولية وتجنب توجيه ملاحظات تتدخل» في شؤون البلاد.

وكان وزير الخارجية الايراني، كمال خرازي، قد ذكر في مقابلة مع صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية نشرت امس ان ايران تفعل ما بوسعها لطرد نشطاء «القاعدة». وقال «ما من سبب يدعونا لمساعدة تلك المنظمة». الا انه أضاف: «حدودنا مع افغانستان وباكستان طويلة للغاية مما جعل بعض اعضاء القاعدة يلجأون الى ايران. اعتقلنا كثيرين منهم وسلمناهم الى بلدهم الاصلي».

الا ان مسؤولين اميركيين يقولون ان لديهم معلومات مخابراتية ترجح ان اعضاء كباراً من القاعدة يختبئون في ايران كانوا على علم مسبق بالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في 12 مايو( ايار) الحالي بالسعودية وتسببت في مقتل 34 بينهم 8 اميركيين. وتكهن مشرعون اميركيون بارزون أول من امس بحدوث تطورات ايجابية من جانب ايران في الايام المقبلة فيما يخص القاعدة.

وكان السفير الايراني في الامم المتحدة جواد ظريف قد اعلن الاحد ان«عددا» من اعضاء تنظيم «القاعدة» «موجودون في السجن» في ايران دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.

الا أن واشنطن واصلت ضغوطها على طهران للحصول على المزيد من التعاون من جانبها حيال حملتها الراهنة على تنظيم «القاعدة». وفي هذا السياق اكد رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز مجددا أمس الاتهامات الاميركية لايران بايواء عناصر من تنظيم «القاعدة» الارهابي.

وقال الجنرال مايرز في تصريح لشبكة «ان بي سي» التلفزيونية «ان مسألة ايران واضحة». واضاف «علينا القضاء على جميع ملاذات الارهابيين وايران تؤوي بالطبع عناصر من القاعدة». وقال ان«القاعدة ترسخ وجودها بانتظام في ايران منذ بعض الوقت، وخصوصا منذ تدخلنا في افغانستان».

وذكرت الصحف الاميركية في نهاية الاسبوع الماضي ان عددا من كبار المسؤولين الاميركيين سيعقدون اجتماعا اليوم للنظر في الاستراتيجية الواجب اعتمادها حيال ايران.

ورفض الجنرال مايرز ردا على سؤال بشان هذا الاجتماع الادلاء باي تعليق حول مضمونه، مكتفيا بالقول «ساحضر على الارجح هذا الاجتماع، وبعده ساكون بالتالي اكثر علما بشأنه».