فريق أميركي يصل لشرم الشيخ للإعداد لزيارة بوش

TT

كشفت مصادر اميركية مطلعة في القاهرة ان مقدمة الفريق المصاحب للرئيس الاميركي جورج بوش وصلت الى منتجع شرم الشيخ المصري أمس، لبحث ترتيبات عقد قمة ثلاثية بين الرئيس الاميركي ورئيسي وزراء اسرائيل أرييل شارون والسلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) مع احتمال مشاركة الرئيس المصري حسني مبارك بناء على طلب فلسطيني. وقال فيليب فراين المتحدث باسم السفارة الأميركية في القاهرة الذي كان يتحدث هاتفياً من منتجع شرم الشيخ ان "طلائع الفريق الأساسية وصلت اليوم (أمس) إلى مصر". وكان مسؤولون أميركيون قد تحدثوا عن امكانية عقد القمة في مصر، لكن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أعلن أنها ستعقد "في الأردن على مايبدو".

واضافت المصادر ان القرار الرسمي بعقد القمة لم يتخذ بعد نظرا لوجود عدد من القضايا المهمة التي مازالت معلقة بين الجانبين وعلى رأسها بذل ابو مازن جهودا اكثر لقمع الجماعات الفلسطينية المعارضة لخريطة الطريق. وحسب ما اكدته المصادر فإن من المحتمل عقد القمة في 5 او 6 يونيو (حزيران) المقبل مع التلميح باستبعاد عقدها في خليج العقبة الاردني نظرا لوجود الفريق الان بشرم الشيخ، الا ان المصادر ذاتها اكدت ان الفريق سيتوجه بعد ذلك الى الاردن للاعداد لزيارة لبوش المحتملة للاردن في اطار جولته التي ستبدأ في فرنسا وتشمل عددا من الدول الاوروبية.

واضافت المصادر ان الادارة الاميركية تفضل عقد القمة بشرم الشيخ لاتاحة الفرصة كاملة لانهاء الخلاف بين الجانبين نظرا لثقة ادارة بوش في سياسة الرئيس مبارك باعتباره الزعيم العربي الوحيد الذي استطاع جمع الفصائل الفلسطينية على اختلافها في حوار بالقاهرة، ومن المقرر عقد جولة اخرى، وهو ما سيعطي دفعة قوية لعملية السلام في حالة عقده بمصر ومشاركة الرئيس المصري حسني مبارك في القمة.

وتابعت المصادر القول ان الجهود التي بذلتها مصر قبل ذلك في إقناع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأهمية وجود حكومة أبو مازن وتدخله في لحظة حرجة جعلت الادارة الاميركية تراهن على الوساطة المصرية بين الفصائل الفلسطينية. كما ان ابو مازن لن يوافق، حسب المصادر، بسهولة على العديد من الامور الا بعد استشارة الجانب المصري الاكثر خبرة في التفاوض مع الطرف الاسرائيلي. لذلك ترى الادارة الاميركية ان شرم الشيخ هو المكان الانسب في حالة موافقة الاطراف على عقد القمة والدخول في مفاوضات مباشرة.

واوضحت المصادر ان الجانب المصري احيط علما ببعض نقاط الخلاف التي مازالت تمثل عقبة في سبيل عقد القمة. واشارت الى ان هناك ملاحظات مصرية تتمثل في ضرورة ابداء الطرف الاسرائيلي مرونة اكثر في التعامل مع قضايا الامن والاقتصاد حيث يعتبر عددا من المؤسسات والبنوك الاسلامية والجمعيات الخيرية المخصصة لرعاية اسر الشهداء مصادر تمويل للارهاب، في حين يعتبرها الجانبان الفلسطيني والمصري دورا لرعاية الايتام وان اغلاقها قد يسبب مشاكل اقتصادية واجتماعية للاسر الفلسطينية بعد فترة من المعاناة والبطالة.

وقالت المصادر ان الملاحظات المصرية اخذت في عين الاعتبار ويجري التفاهم عليها خصوصا مسألة اعتبار عدد من القياديين الفلسطينيين المعروفين، ارهابيين ومطلوباً التعرف على مصادر اموالهم ومصادرتها والتحقيق معهم حول انشطة الاجنحة العسكرية التابعة لهم.