أردني أمضى أسبوعا في بغداد يبحث عن ولديه فوجـد أحدهما مدفونا والآخر سجينا في أم قصر

TT

رحلة بحث طويلة ومضنية قضاها الاردني نايف طهبوب في رحلة بين عمان وبغداد بحثا عن ولديه (رامز وجهاد) الطالبين في جامعة بغداد اللذين انقطعت اخبارهما مع بدء العمليات العسكرية على العراق.

وكان الاب يعتقد ان ابنيه معتقلان لدى القوات الاميركية فسعى للبحث عنهما رغم صعوبة وخطورة المهمة في بلد يفتقد للامن والاستقرار، فجاب المساجد والشوارع والمستشفيات والمعسكرات الى ان فوجئ بنبأ مقتل ابنه الاكبر رامز، 21 عاما، الذي انهى عامه الدراسي الثاني في جامعة بغداد، واكتشف الاب ان ابنه مدفون في مقبرة (الست زينب). ويقول نايف طهبوب لـ«الشرق الاوسط»: «لقد عشت اسبوعا في بغداد من المرارة والتعب النفسي والجسدي في البحث وتتبع اخبار ولدي وبعد طول بحث وتقص استخدمت فيه جميع الاساليب للوصول الى معلومة حول مصيرهما عرفت ان رامز استشهد في معركة نفق الشرطة ببغداد في التاسع من ابريل (نيسان) الماضي» يوم سقوط بغداد في ايدي القوات الاميركية. واصيب رامز برأسه جراء شظية او رصاصة بعد تعرض المكان الموجود فيه وهو حي القادسية الى قصف صاروخي وقصف من طائرات الاباتشي.

ويضيف طهبوب، «بعد البحث المضني بدأت بسؤال شيوخ المساجد والمستشفيات كما سألت المسؤولين في مستشفى الكرامة ببغداد الذين ابلغوني انهم دفنوه في مقبرة (الست زينب) خلف المستشفى واعطوني اسم الشيخ الذي اشرف على دفنه وذهبنا الى قبره وطلبت منه اخراج الجثة وتعرفت على شكله بطوله المميز وملابسه وكانت سلسلة من العظم فيها (شعار ناجي العلي حنظلة) لا تزال في رقبته».

واوضح طهبوب ان السفارة الاردنية في العراق ساعدته على نقل الجثمان الى عمان في الاسبوع الماضي حيث دفن. لكن مصير الابن الثاني جهاد، 20 عاما، كان مختلفا عن مصير شقيقه فلا يزال على قيد الحياة لكنه في سجن ام قصر جنوب العراق. ويقول والده «اتصل جهاد بي وبأمه وطمأننا على صحته وانه بخير وابلغنا ان سبب اعتقاله يعود الى ان الجنود الاميركيين طلبوا منه وزملائه في القادسية الخروج من بيتهم فرفضوا وقام الجنود باعتقالهم دون سبب او تهمة، فقط لانهم رفضوا تسليم بيتهم للجنود».

ويضيف طهبوب ان جهاد اشتكى من رحلة الاعتقال التي استمرت 6 ايام حتى وصل الى ام قصر، واشتكى من قلة الماء والطعام والحر الشديد وهو لا يعرف شيئا عن مصير شقيقه رامز بسبب صعوبة الاتصال بين الاردن والعراق. وناشد والد جهاد الصليب الاحمر الدولي وجميع المنظمات الانسانية التدخل للافراج عن ابنه وتأمين عودته للاردن.