محاكمة الأصوليين في بروكسل: طرابلسي خطط لاستخدام شاحنة في الهجوم على 70 جنديا أميركيا

TT

استأنفت محكمة بروكسل الجنائية امس جلسات محاكمة 23 اصولياً من جنسيات عربية مختلفة متهمين في ملف يضم قضيتي مقتل القائد الأفغاني احمد شاه مسعود والانتماء الى تنظيم «القاعدة».

وتلت رئيسة المحكمة كلير دو غريز اعترفات كان المتهم التونسي نزار الطرابلسي قد أدلى بها للمحققين، وجاء فيها انه حصل من شخص اميركي على 28 صورة لقاعدة عسكرية اميركية في منطقة كلاين بروجل مقابل مبلغ 50 ألف دولار. وقد التقط تلك الصور ذلك الشخص الاميركي الذي كان يتردد على القاعدة العسكرية الاميركية. وجاء في اعترافات لاعب كرة القدم السابق انه وثلاثة اشخاص آخرين التقوا بالشاب الاميركي في هولندا، واتفقوا معه على الصفقة.

وأوردت وكالة الأنباء البلجيكية امس ان اعترافات الطرابلسي تضمنت ايضاً قيامه مع الأشخاص الثلاثة الذين كانوا يشاركونه التخطيط لتفجير القاعدة العسكرية، بالذهاب الى مكان بالقرب من موقع القاعدة العسكرية في ساعة متأخرة من الليل للتعرف على الموقع عن قرب، وبحوزتهم الصور التي حصلوا عليها من الأميركي. وأضافت ان الخطة التي رسمت لتفجير القاعدة العسكرية الأميركية كانت على النحو التالي:

يقوم الطرابلسي بمفرده بقيادة شاحنة يتجه بها نحو المطعم الملحق بالقاعدة العسكرية ما بين الساعة الثانية عشرة ظهراً والواحدة بعد الظهر حين يكون ما بين 50 إلى 70 جندياً اميركياً داخل المطعم يتناولون الغداء.

وأكد محامو طرابلسي امس تخطيط موكلهم لمهاجمة القاعدة العسكرية والتقاءه في أفغانستان بزعيم تنظيم «القاعدة»، لكنهم شددوا على انه (طرابلسي) صار الآن يدين أعمال العنف. وقال ديدييه دي كويفي محامي طرابلسي للتلفزيون البلجيكي اثناء استراحة في جلسات المحاكمة ان طرابلسي «التقى بن لادن حوالي 7 مرات على ما اعتقد، كان آخرها قبل ان يحاول شن هجوم ضد قاعدة كلاين بروجيل الجوية في بلجيكا».

وقال المحامي عباس مهدي الذي يدافع هو الآخر عن طرابلسي ان موكله صار يعتقد حالياً ان العنف «ليس الوسيلة لترويج أفكاره وان هناك سبلاً سلمية أخرى للقيام بذلك». ونقل مهدي عن طرابلسي، لاعب كرة القدم السابق في المانيا، قوله: «ادركت بالفعل ان العنف لا يؤدي الى أي شيء».

ومن المقرر ان تستمر جلسات المحاكمة حتى منتصف يونيو (حزيران) المقبل، لسماع اقوال جميع المتهمين ثم السماح للادعاء والدفاع بمواصلة المرافعات. وفي حال ادانتهم، يواجه المتهمون عقوبات سجن تتراوح مدتها بين 10 و15 عاماً.

يذكر ان الأشخاص الماثلين امام المحكمة ألقي القبض عليهم في فترات مختلفة في أعقاب احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وكان طرابلسي قد اعتقل بعد أيام قليلة على تفجيرات 11 سبتمبر، وبحوزته كميات كبيرة من المتفجرات.

وهناك عدد من المتهمين اعتقلوا لتورطهم في قضية اغتيال الزعيم الأفغاني السابق احمد شاه مسعود الذي قتل في التاسع من سبتمبر 2001 وعثر بحوزة مرتكبي الحادث على جوازات سفر بلجيكية مسروقة من سفارتي بلجيكا في فرنسا وهولندا، وتم اعتقال عدد من الأشخاص المتورطين في عمليات تزوير الوثائق وجوازات السفر والتي استفاد منها مرتكبو حادث اغتيال مسعود.

وترى النيابة ان هناك علاقة بين قضيتي اغتيال مسعود والانتماء لتنظيم «القاعدة»، ولذلك طالبت بدمج القضيتين في ملف واحد.