مدير هيئة الآثار العراقية: «حملة» مقصودة للتقليل من حجم أعمال نهب المواقع الأثرية

TT

عمان ـ أ.ف.ب: قال مدير هيئة الآثار والمتاحف العراقية جابر خليل ان هناك «حملة» للتقليل من حجم اعمال النهب التي طاولت المواقع الاثرية العراقية مؤكدا ان حجم السرقات من القطع الاثرية «بالآلاف». واوضح خليل الذي يشارك في مؤتمر اقليمي للبحث في انقاذ الثروات العراقية التراثية ينعقد على مدى ثلاثة ايام في عمان ان «ثمة حملة مقصودة للتقليل من حجم الاضرار التي لحقت بالاثار العراقية» رافضا اعطاء المزيد من المعلومات.

وقال المسؤول العراقي «هناك 38 قطعة نفيسة سرقت من قاعات متحف بغداد غير ان السرقات التي طاولت مخازن المتحف اكبر بكثير وتعد بالالاف» من القطع. وشرح ان القطع النفيسة المسروقة تضم «تماثيل وقطعا برونزية واخرى مختلفة من حيث المادة والاحجام والشكل». وكان رئيس منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) كويشيرو ماتسورا اعلن في وقت سابق من هذا الشهر ان المئات فقط وليس عشرات الالاف من القطع الاثرية سرقت من المتحف الوطني العراقي في بغداد.

وقال المدير العام للاثار العراقية معلقا «لقد اعادت جهة واحدة الى المتحف الوطني 450 قطعة مسروقة، فكيف يكون حجم السرقات بالمئات فقط؟». وروى ان جهة اعلامية قامت بتبليغ ادارة المتحف عن هذه القطع المسروقة مؤكدة انها تملك صور فيديو لها «فاتصلنا بالجهة المعنية واعادت هذه القطع من دون عوائق كبيرة» رافضا الكشف عن هوية هذه الجهة. ويروي خليل الذي كان اخر من بقي في المتحف ومعه موظف اخر حتى صباح التاسع من ابريل (نيسان)، تاريخ دخول القوات الحليفة الى بغداد «خلال الحرب، اتخذنا اجراءات لتحصين مبنى المتحف ودعمنا الابواب برفع جدران غير ان القطع الكبيرة النفيسة التي سرقت لم يكن بالامكان نقلها». ويضيف «بعد دخول القوات الاميركية والبريطانية الى العاصمة، قصدت مسؤول المارينز في بغداد وطلبت منه المساعدة فوعدني انه سيرسل اقرب قوة عسكرية اليه غير ان القوة لم تصل الا بعد اربعة ايام». والقوائم والسجلات بالموجودات في متحف بغداد لا تزال موجودة وقد امكن انقاذها وحفظها «في مكان امين» كما يؤكد مسؤول المتاحف العراقية. ويضيف «ليس بمقدور اي فريق دولي ان يعطي حاليا تقديرا دقيقا لحجم السرقات في المواقع الاثرية العراقية اذ ان الاحصاء عملية صعبة ويتطلب فريق عمل ضخما».

وينكب حاليا فريق من موظفي متحف بغداد على اجراء جرد بالقطع المسروقة غير ان العمل يتقدم ببطء شديد بسبب غياب التجهيزات اللازمة وانعدام الامن. ويؤكد خليل ان «العملية تتطلب شهورا نظرا الى ضخامة العمل». ويضيف «نعمل من دون الحد الادنى من التجهيزات، لا يوجد حتى طاولة نعمل عليها والموظفون لم يتقاضوا رواتبهم حتى الان». ويشرح ان الاتصالات الشخصية هي الوسيلة الوحيدة المتوافرة حاليا لاعادة بعض القطع المسروقة في المتحف. ويقول «اجريت اتصالات مع علماء دين في المناطق تحدثوا بمكبرات الصوت الى المواطنين ودعوهم الى ارجاع القطع التي سرقوها وتم بالفعل اعادة بعض القطع ولكن عددها بسيط جدا». ويقتصر دور القوات الاميركية والبريطانية حاليا في المساهمة في عملية اعادة هذه القطع على حراسة مدخل متحف بغداد وتسلم القطع من المواطنين الذين يعيدونها. ويقول خليل ان الجيش الاميركي «قدم مساعدة الى موظفي المتحف ايضا بقيمة 20 دولارا للشخص».

واذا كانت عملية احصاء المسروقات من متحف بغداد تتقدم ببطء شديد، فان عملية الاحصاء في متحف الموصل، ثاني اكبر المواقع العراقية الاثرية تضررا، لا تزال في مراحلها الاولية. ويقول مدير المتاحف العراقية «لم يتم حتى الان اي عمليات احصاء في مخازن متحف الموصل فابواب المتحف محصنة بجدران واعادة فتح الثقوب في الجدران التي كان اقامها اللصوص، لدخول الموظفين يتطلب ضمان رقابة شديدة». ويشارك مدير عام هيئة الاثار العراقية في اعمال مؤتمر اقليمي للبحث في سبل اعادة الاثار العراقية التي نهبت وتقصي حجم الاضرار التي لحقت بها، بدأت اعماله اول من امس ويستمر ثلاثة ايام. ويجمع المؤتمر الذي تنظمه المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) ودائرة الاثار العامة الاردنية، خبراء اثار من مصر والعراق وسورية ولبنان اضافة الى الاردن.