سعود الفيصل: إيران سلمتنا سعوديين أخيرا وهناك تهريب أسلحة يحدث من العراق

الرياض ترحب برفع عقوبات العراق وتعتبر قبول إسرائيل «خريطة الطريق» خطوة إيجابية

TT

اعلن الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، عن ترحيب بلاده برفع العقوبات عن العراق، ووصف قبول حكومة اسرائيل لخريطة الطريق بالايجابية، نافيا في نفس الوقت علم بلاده بوجود قمة عربية مصغرة او مشاركة السعودية في قمة اخرى تضم عددا من الدول الى جانب اسرائيل.

وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمره الصحافي الدوري امس في الرياض ان بلاده لديها معلومات عن تهريب اسلحة من العراق، مشيرا الى ان ايران سلمت الرياض مؤخرا عددا لم يحدده من السعوديين.

وعبر الامير سعود في المؤتمر الصحافي عن ترحيب بلاده برفع العقوبات عن العراق الصادر بقرار مجلس الامن الدولي رقم 1483، موضحا ان هذا يجسد وحدة المنظمة الدولية مجددا في التعامل مع الشأن العراقي ويعزز دور الامم المتحدة في تقديم المساعدة في الجهود الرامية الى اصلاح مؤسساته واعادة بناء بلده والمساهمة في تهيئة ظروف الامن والاستقرار فيه وتوفير الظروف الملائمة التي تسمح للعراق بتقرير مستقبله السياسي بحرية.

ووصف الامير سعود الفيصل قبول حكومة اسرائيل لخريطة الطريق بانها ايجابية وخطوة اولية، مؤكدا على ضرورة ان يستتبعها العديد من الخطوات الفعلية الجادة من دون مماطلة او تسويف. وقال «ان قبول حكومة اسرائيل لخريطة الطريق خطوة اولية تستلزم مع ايجابيتها استتباعها بالعديد من الخطوات الفعلية الجادة للتعبير عن الالتزام العملي والتنفيذ الصادق لجميع بنود الخريطة بشكل دقيق وامين ومن دون مماطلة او تسويف لكافة استحقاقاتها ومرجعياتها ومن ضمنها مبادرة السلام العربية الشاملة التي اقرتها قمة بيروت للوصول الى السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط».

ونفى الامير سعود علمه بوجود قمة عربية مصغرة تضم بالاضافة الى السعودية كلاً من مصر وسورية، نافيا ايضا مشاركة السعودية في قمة قد تضم اسرائيل الى جانب عدد آخر من الدول. وقال «لم اسمع لا بهذا ولا بذاك، لا بقمة تجمع اسرائيل بدول المنطقة ولا اجتماع ثلاثي ولا ادري من اين اتت هذه، والرد على السؤال الثاني لا». وفي رد على سؤال حول توجه رؤوس الارهاب الى الشباب السعودي تحديدا من دون غيرهم من الشباب، قال الامير سعود «في نظرنا ان نياتهم هي القاء التهم على السعودية بأنها منبع الارهاب في المنطقة وبالتالي افساد علاقاتها بالدول الصديقة سواء كانت دولا غربية او غير غربية». وتابع «والتوجه لمعالجة هذا الموضوع لا ادل من الاهتمام من الخطاب الذي القاه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في افتتاح اعمال مجلس الشورى مؤخرا، فهو حدد مسؤوليات السعودية من كل جوانبها التعليمية والثقافية والاجتماعية والاعلامية لمكافحة هذا الموضوع». واضاف «وولي العهد قال بنفسه ان هذه حرب شاملة الآن على الارهاب وان المملكة قصدت بشكل خاص بهذا الارهاب الى ان وصل الاذى الى السعوديين انفسهم من هؤلاء الفئات المغرر بهم ونظرتنا مستقبلية. نظرنا في ما هي واجبات الدولة، ونظرتنا فيما يخص الوضع الداخلي شاملة وجامعة لكل مسارات الحياة لمواجهة هذه الآفة البغيضة».

واشار الى مستوى الغضب الموجود في المواطن والمواطنة السعودية حول هذه الاحداث الاجرامية، مؤكدا على الوحدة القوية بين القيادة والشعب. وقال «نحن بحول الله سننهي هذه من ارضنا وستعود ارضا آمنة كما اراد الله لها ان تكون». وفي اشارة الى اهداف الارهابيين من وراء التفجيرات الارهابية، قال وزير الخارجية السعودي «اذا كان هدفهم تغيير جهود الحكومة في مجال الاصلاحات فهذا لن يتم، واذا كان هدفهم ارتباطنا بالمجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة فهذا لن يحصل وفي الاساس لا يوجد لديهم دافع فهم مجرمون يجب التعامل معهم بصورة فاعلة».

وفي هذا السياق، قال الامير سعود الفيصل ان ايران سلمت الرياض مؤخرا عددا من السعوديين، لكنه لم يوضح عددهم. وقال «لدينا اتفاقية امنية مع ايران وهذا يعبر عن مدى وثوق العلاقات بين البلدين لاننا في السابق لم نلمس اي تردد من قبل الايرانيين في تسليم السعوديين اذا كانوا ممن تلاحقهم الدولة بسبب قيامهم باجرام. واتوقع انه عندما يتم اتصال بين البلدين في هذا الاطار فاننا سنلقى نفس التجاوب كما انهم هم سيلقون نفس التجاوب منا لو حدث العكس، وقد سلموا لنا مؤخرا سعوديين ولكن لا اتذكر عددهم».

وفي نفس السياق، اوضح الامير سعود ان التعاون الامني بين السعودية واميركا يسير سيرا حثيثا ليس مؤخرا فقط ولكن منذ زمن. وقال «فيما يتعلق بحادثة التفجيرات الاخيرة هناك بعثة اميركية تشارك في فحص الادلة الجنائية والجوانب الفنية جميعها المتعلقة بهذه التفجيرات وهو تعاون مفيد للطرفين، والبلدان اعربا عن رضاهما عن هذا التعاون».

وأكد الامير سعود الفيصل على وجود تهريب اسلحة من العراق عبر الحدود بين البلدين، موضحا ان بلاده ستظل على اتصال مع سلطات الاحتلال بهذا الشأن. وقال «لدينا معلومات عن تهريب اسلحة من العراق وسنظل على اتصال مع سلطات الاحتلال هناك لنرى ماذا يمكن عمله حيال هذا الامر».

وكان وزير الخارجية السعودي قد استهل المؤتمر الصحافي بالاشارة الى التأكيدات التي حملتها خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز والامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، من ان السعودية لن تتوانى عن موجهة هذه الحوادث الاجرامية الارهابية بكل اشكالها وصورها ولكل من ينتمي اليها سواء بالفعل او تغذيتها بالقول او التحريض عليها والتعاطف معها. وتابع «اننا جميعا مواطنين ومسؤولين نقف يدا واحدة في التصدي لمن يحاول المساس بأمن الوطن ولمن يحاول العبث بقيمه الاسلامية الحنيفة ومبادئه السمحة التي تدعو الى المحبة والسلام وتنبذ العنف والتطرف». واضاف «بدون شك فان توالي التفجيرات الارهابية في كل من الرياض والدار البيضاء وعلى نحو متزامن ومن قبلها في العديد من دول العالم، يؤكد من جديد عالمية ظاهرة الارهاب وجذورها وابعادها متعددة الاطراف التي اصبحت تهدد الامن والسلام الدوليين». وأكد في هذا الخصوص على «ضرورة تضافر الجهود وتكثيفها عالميا لمكافحة هذه الظاهرة واجتثاثها من جذورها والعمل الدؤوب نحو تضييق الخناق على مرتكبيها وداعميها».