زلزال الجزائر: فوضى في عمليات توزيع المساعدات والسلطات تحظر جمع التبرعات غير المرخص لها

أصوليون مسلحون يقتلون 14 من عائلة واحدة في الشلف

TT

الجزائر ـ وكالات الانباء: مع تلاشي الآمال في العثور على احياء بين انقاض المباني التي دمرها الزلزال الاخير في الجزائر، حلت الفرق الطبية والاغاثية محل فرق الانقاذ الاجنبية التي بدأت في العودة الى بلادها. الا ان عمليات ايصال وتوزيع المساعدات للمتضررين شابتها الفوضى والسلطات من ناحيتها منعت الجمعيات المحلية غير المرخص لها بجمع التبرعات لضحايا الكارثة.

ومع انتهاء عمليات البحث عن ناجين محتملين، قال احد العاملين الاجانب فيما كان يجمع امس حقائبه بفندق بالجزائر العاصمة استعدادا للرحيل: «لا يوجد شيء آخر يمكننا عمله. كل الموجودين تحت تلك الاكوام موتى». وفي حين بدأت فرق الانقاذ مغادرة البلاد، وصلت فرق اغاثية عربية ودولية جالبة معها مساعدات غذائية وطبية وخيام.

وفي هذا الاطار، وصلت امس ثاني طائرة سورية محملة «بعشرة اطنان من المواد الطبية وعشرة اطنان من اغذية الاطفال عالية التركيز وعدد من صناديق الطوارئ»، حسبما افادت وكالة الانباء السورية امس. كذلك وصلت الى الجزائر امس دفعة ثانية من المساعدات الاغاثية من سلطنة عمان تحمل 41 طناً من المواد الغذائية والامدادات الطبية والخيام والبطانيات.

ومن جانبها، اعلنت منظمة «يونيسف ـ فرنسا» انها قررت «صرف مبلغ خمسين الف يورو من صندوقها للحالات الطارئة لتمويل نشاطات تتعلق بحماية الاطفال» ضحايا الزلزال في الجزائر. واوضح رئيس المنظمة جاك هينتزي في البيان انه «من الضروري اعطاء الاولية للاطفال الذين يشكلون الضحايا الاول لهذا النوع من الكوارث». ووجهت اليونيسف «نداء الى الجهات المانحة لجمع 240 الف دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان المناطق التي ضربها الزلزال» خصوصا في مجال الصحة وحماية الاطفال، حسبما جاء في البيان. ومن جهة اخرى، تم نقل يسرى حمنيش الناجية من زلزال الجزائر، الى مستشفى روبير دوبريه في باريس.

وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة وضواحيها الشرقية مساء الاربعاء الماضي الى 2217 قتيلا و9085 جريحا. الا ان هذه الارقام مرشحة للارتفاع مجدداً نظرا لعدم اتضاح مصير عشرات المفقودين.

كذلك، ظهرت المخاوف من تفشي الاوبئة التي تهدد حياة الناجين من الزلزال. وانتشر عمال الصحة بسرعة في الضواحي الشرقية للعاصمة الجزائرية بهدف منع تفشي الاوبئة الممكن انتقالها عبر المياه غير النقية بين نحو 15 الفا شردتهم الكارثة. وقال عمال الصحة والاغاثة انه لم تظهر بعد دلائل على تفشي اوبئة معدية بين السكان، الا ان خطر انتشارها في مخيمات اللاجئين يظل قائما.

وتحدثت تقارير اعلامية عن حدوث اعمال شغب في مجمع سكني ببلدة الثنية، حيث سد السكان احدى الطرق وهددوا بمنع المرور على طريق سريع ما لم تأت السلطات لمساعدتهم. وقال بوشارب عبد العزيز مدير مدرسة في برج منايل القريبة: «المساعدات تصل لكن تنظيمها سيئ للغاية. لم يبق مكان في المستشفيات، ولا يمكنهم ملاحقة التطورات».

واندفع رجل يقول فيما كان يتابع عملية نقل مواد غذائية من خلف شاحنة: «الحكومة هنا غائبة تماما. كل هذه الاشياء تأتي من جمعية اسلامية محلية». ويشار الى ان وزارة الداخلية كانت قد حظرت اول من امس الجمعيات التطوعية غير المرخص لها جمع تبرعات لصالح ضحايا الزلزال. ولم تحدد الوزارة اسماء تلك الجمعيات، الا ان المراقبين المحليين يعتقدون ان الامر يتعلق بالجمعيات الاسلامية التي جمعت مواد غذائية وطبية لضحايا الزلزال على مدار الايام الماضية.

وحول شأن جزائري آخر، قتل 14 من افراد عائلة واحدة الليلة قبل الماضية على ايدي اصوليين مسلحين في منطقة الشلف (200 كلم غرب الجزائر)، حسبما افادت مصادر امنية رسمية. وقامت مجموعة مسلحة بقتل ربي اسرة وزوجتيهما واولادهما الذين تراوح اعمارهم ما بين العام ونصف العام و17 عاما بالرصاص. وتأتي هذه المذبحة الجديدة غداة مذبحة اخرى ذهب ضحيتها ثمانية اشخاص في المنطقة نفسها التي تنشط فيها «الجماعة الاسلامية المسلحة» بزعامة رشيد ابو تراب.