الأمير سلطان بن عبد العزيز يتسلم في دبي جائزة الشيخ راشد للشخصية الإنسانية ويتبرع بـ10 ملايين ريال لمركز خيري

TT

تسلم الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية امس في حفل كبير بدبي جائزة الشخصية الانسانية لعام 2002 التي منحها له مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة وذلك بحضور عدد من كبار المسؤولين من داخل الدولة وخارجها ورجال السلك الدبلوماسي الى جانب ابرز وسائل الاعلام العربية والأجنبية.

وقام الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس ادارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة بتسليم الجائزة الى الأمير سلطان بن عبد العزيز وهي عبارة عن مجسم كريستالي للجائزة عرفانا بانجازاته ومساهماته الانسانية الرائدة في مختلف دول العالم.

الى ذلك تبرع الأمير سلطان بن عبد العزيز بمبلغ عشرة ملايين ريال لصالح مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة وهي الجهة المانحة للجائزة بعد ان قام قبل حفل التكريم بتدشين المقر الجديد لهذا المركز في دبي.

وتقدم ولي عهد دبي بالتهنئة الى الأمير سلطان بن عبد العزيز باختياره شخصية العام الانسانية لعام 2002، مشيراً الى ان الاختيار «جاء موفقاً وفي محله وانه جدير بهذا التكريم». وشهد حفل التكريم الكبير العديد من الفعاليات بدأت بعزف موسيقى السلام الوطني لدولة الامارات والمملكة العربية السعودية، تلا ذلك آيات من الذكر الحكيم ثم عرض فيلمين وثائقيين عن مسيرة انجازات الأمير سلطان في مجال العمل الانساني وفيلم تسجيلي عن المبنى الجديد لمركز راشد والخدمات التي يقدمها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الامارات. وفي كلمة له بهذه المناسبة أكد محمد العبار مدير عام الدائرة الاقتصادية بدبي نائب رئيس مجلس ادارة مركز راشد، ان ترشيح الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، لنيل الجائزة من قبل المؤسسات والأفراد في الوطن العربي، هو تصويت صادق لرد جزء من جميل هذه الشخصية، نظير الخدمات الانسانية التي قدمتها على شكل مشاريع تنموية ومساعدات وأعمال انسانية متعددة الأوجه في معظم الدول العربية.

وأضاف ان جائزة الشيخ راشد للشخصية الانسانية منذ اطلاقها في العام 1996، أصبحت مشروعاً انسانياً رائداً، يكبر باستمرار بفضل شخصيات تؤمن بأن بناء الانسان مسؤولية مشتركة وان العمل التطوعي والانساني ضروري لرقي المجتمعات.

وقال في كلمته: «صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، لقد زرعتم اطيب زرع وحان الآن موسم قطاف هذا الزرع الطيب. فهنيئاً لسموكم وللمملكة العربية السعودية الشقيقة فوز ابنها البار بهذه الجائزة الرفيعة».

وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز، قد قام قبل توجهه الى حفل التكريم، بزيارة خاصة الى مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال في منطقة البرشاء بدبي حيث قام بقص الشريط التقليدي ايذاناً بالاعلان الرسمي عن افتتاح المركز بحضور الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم العضو المنتدب للمركز وأعضاء مجلس ادارة المركز وعدد من رؤساء وممثلي الشركات الراعية للمبنى الجديد. وقام اطفال مركز راشد باستقبال الأمير سلطان وقدموا له باقة من الورود، ثم قام بعد ذلك بجولة تفقدية في ارجاء المركز اطلع خلالها على مرافق المركز ونوعية الخدمات التي يقدمها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، معرباً عن تقديره لهذا الصرح الانساني والخدمات الجليلة التي يوفرها للمجتمع المحلي.

وتبرع الأمير سلطان بعد حفل التدشين بمبلغ 10 ملايين ريال لصالح المركز الذي يعد واحداً من ابرز المراكز المتخصصة بعلاج واعادة تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنطقة.

وقد حظي الأمير سلطان بن عبد العزيز بأعلى نسبة من أصوات المشاركين في عملية الترشيح لنيل هذه الجائزة الانسانية الرفيعة على المستويين المحلي والاقليمي، ووصلت نسبة الترشيحات التي اختارت الأمير سلطان بن عبد العزيز الى 53% من اجمالي الاستمارات التي بلغ عددها 10 آلاف استمارة تم توزيعها على الجهات المعنية بالعمل الانساني والمراكز الخيرية بكافة انواعها ومراكز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول العربية بالتعاون مع السفارات والقنصليات العربية العاملة في دولة الامارات.

وعلى صعيد برنامج الحفل، فقد شمل العديد من الفقرات ذات المغزى الانساني منها توزيع كتاب خاص عن سيرة حياة وانجازات الأمير سلطان بن عبد العزيز تحت عنوان «سلطان.. الأمير الانسان» من اصدار مركز راشد بالاضافة الى تقديم عمل مسرحي مميز تحت عنوان «قصائد الطيور الجريحة» من تأليف الدكتور جواد الأسدي. وتناول مضمون المسرحية اوضاع الأطفال خاصة في العراق وفلسطين والدعوة للعمل على توفير ظروف حياة مستقرة وأوضاع طبيعية لهم لكي ينالوا حظهم كأقرانهم في بقية انحاء العالم، في التعليم والصحة والحياة الطبيعية.

كما ألقى الفنان عادل امام بصفته ممثل الأمم المتحدة كسفير للأعمال الانسانية كلمة خاصة بهذه المناسبة تناول فيها أهمية الأعمال الانسانية والتكافل الاجتماعي في تطوير الانسان اينما كان. وشمل الحفل ايضاً تقديم أغنية من تأليف الفريق اول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع تحت عنوان «زارنا في دارنا» من غناء الفنان عبد المجيد عبد الله وتلحين صالح الشهري بالاضافة الى أغنيتين استعراضيتين أخريين تحت عنوان «شمس السعادة» و«للسعودية التحية وللامارات السلام».

يذكر ان الأمير سلطان بن عبد العزيز نال الجائزة تكريماً له على الانجازات الكبيرة التي قدمها طوال السنوات الماضية والمؤسسات والمراكز الخيرية التي بناها ومن ابرزها مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية وهي مؤسسة غير ربحية انشأها وينفق عليها منذ العام 1995. وللمؤسسة عدد من المشاريع والأهداف الانسانية والاجتماعية تتمثل في تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وايجاد دور النقاهة والتأهيل والتمريض لتقديم خدمات طبية وتخصصية متطورة والمساهمة في توعية المعاقين والمسنين. ومدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الانسانية وتعد اكبر مدينة تأهيلية من نوعها في العالم، ذلك انها تحوي بين اسوارها خدمات لا تجتمع في مكان واحد في العالم اجمع وتضم مركزاً متكاملاً للفحوص الطبية والمخبرية والاشعاعية اضافة الى 18 غرفة عمليات ومركزاً للتأهيل الطبي يشتمل على 150 سريراً ومركزاً لتنمية الطفل يستوعب 150 طفلاً في آن واحد من سن الولادة الى سن السادسة من العمر، والهدف الرئيسي للمركز هو التدخل المبكر لمساعدة الأطفال الذين لديهم بعض الاعاقات ليستطيعوا الانخراط في المدارس العامة، بالاضافة الى برامج انمائية أخرى هي برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (مديونت) وهو مركز متطور جداً يقدم خدمات الاتصالات الطبية ونشر التعليم الصحي عن طريق استخدام الأقمار الصناعية والألياف البصرية. ومركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم التقنية ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية للاسكان، هذا عدا عن عشرات الهيئات والمؤسسات خارج المملكة العربية السعودية، منها مركز لدراسات العلوم الاسلامية بجامعة بولونيا بايطاليا وبرنامج للنطق والسمع في مملكة البحرين ومركز للدراسات العربية والاسلامية بجامعة بيركلي في اميركا ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الاغاثية وجهودها في مجال مكافحة الأمراض واقامة المشاريع التنموية كحفر الآبار وبناء المدارس والمساجد والمستشفيات ومراكز غسل الكلى وغيرها من النشاطات الخيرية الأخرى.

وتعد جائزة الشيخ راشد للشخصية الانسانية واحدة من أبرز الجوائز الانسانية على المستوى الدولي. وتنبع اهميتها من عدة عوامل ابرزها ارتباط اسمها باسم شخصية تاريخية هي المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم باني دبي الحديثة وصاحب الأعمال الانسانية الجليلة وفرادتها على مستوى الساحة العربية واهدافها الانسانية الرفيعة التي تنطلق من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف.

وقد أطلق مركز راشد لعلاج ورعاية الأطفال بدبي الجائزة في عام 1997 بهدف تكريم رواد العمل الانساني في الوطن العربي الذين يعطون بصمت كنوع من رد الجميل لهم والتحفيز على العمل الخيري والتطوعي لخدمة الانسان اينما كان. وقد كرمت الجائزة منذ اطلاقها اربع شخصيات استثنائية هي الفريق اول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع والأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود والشيخة فاطمة حرم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة.

وتشرف على الجائزة لجنة عليا تضم نخبة من المسؤولين في الامارات هم الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي رئيس طيران الامارات رئيساً ومحمد علي العبار مدير عام الدائرة الاقتصادية بدبي نائباً للرئيس وعضوية كل من خالد محمد احمد رئيس تحرير صحيفة «البيان» ورجال الأعمال سلطان خلف الحبتور وعبد العزيز خان صاحب واقبال خوري.

وتمنح الجائزة مرة كل سنتين ويتم تنظيمها بالتعاون مع السفارات العربية في الامارات حيث يتم عن طريقها توزيع استبيانات على المراكز والجهات المعنية بالعمل الانساني في الدول العربية، التي تقوم بدورها باختيار الشخصية الانسانية بناء على انجازاتها ورصيدها في مجال العمل الخيري والانساني.