مجموعة الـ16 تتشاور لإصدار بيان جماعي للإشادة بقرار الرئيس اليمني إسقاط الأحكام

TT

قال أنيس يحيى رئيس الكتلة البرلمانية السابق للحزب الاشتراكي اليمني واحد اعضاء مجموعة الـ16 الذين صدر قرار رئاسي باسقاط الاحكام الصادرة بحقهم ان هناك تشاوراً بين قيادات المعارضة اليمنية في الخارج لاصدار بيان جماعي للتعبير عن موقف هذه القيادات وتجاوبها مع ما وصفه بالخطوة الجسورة التي اتخذها الرئيس علي عبد الله صالح باسقاط الاحكام.

ووصف يحيى اللقاء الذي جرى مع الرئيس اليمني في ابوظبي يوم الاحد الماضي بأنه كان لقاء «ايجابياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وان الرئيس كان حريصاً على تأمين الحقوق السياسية والمدنية للقيادات اليمنية».

وذكر يحيى ان اللقاء كان نقطة تحول في الخطاب السياسي الرسمي، حيث ان الرئيس خاطب القيادات اليمنية بالقول: انتم شركاؤنا في الوحدة، معتبراً ذلك نقلة نوعية تلغي الخطاب المتشدد الذي كان يصف هذه القيادات بالانفصاليين.

وقال انيس يحيى ان هذا التحول في الخطاب السياسي الرسمي يؤكد ان الرئيس بات اكثر ادراكاً من اي وقت مضى لأهمية مشاركة الجميع في بناء الوطن سواء كان هؤلاء في السلطة او المعارضة.

ورفض يحيى اعتبار خطوة الرئيس بأنها محاولة لقطع الطريق للتقارب بين الحزب الاشتراكي وحزب الاصلاح وقال: «نحن جميعاً معنيون بترك الماضي وراءنا والاتجاه نحو الحاضر والمستقبل والبحث عن قواسم مشتركة سواء في اطار اللقاء الذي يجمع بين احزاب المعارضة او من خلال العمل مع الحزب الحاكم». واضاف: «اننا نمد أيدينا للحزب الحاكم لا من أجل الوجود في الحكم ولكن لرسم الدولة الحديثة التي ننشدها»، مؤكداً انه بدون قيام دولة حديثة بالمعنى المؤسسي فلا مجال لحل مشكلات الشعب اليمني ووضع حد للاختلالات الامنية واعطاء دور فاعل للمرأة في الحياة العامة.

وقال انيس يحيى ان هناك احتمالاً لعقد دورة استثنائية للحزب الاشتراكي اليمني عند عودة القيادات لكنه ذكر ان هذه القيادات لا تزال تحتفظ بمواقعها في المكتب السياسي في اطار قرار سابق للجنة المركزية للحزب في اول اجتماع عقدته بعد الحرب عام 1994، والذي نص على الابقاء على عضوية القيادات في عضوية المكتب السياسي.

على صعيد اخر قال الدكتور عبد العزيز الدالي وزير خارجية اليمن الاسبق المقيم حالياً في الامارات انه لا يفكر بأي منصب او دور سياسي عند عودته لليمن لكنه قال ان من الصعب عليه ان يقول انه يعتزم اعتزال العمل السياسي الذي قال انه جزء من الحياة اليومية.

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» حول لقائه بالرئيس علي عبدالله صالح في ابوظبي يوم الاحد الماضي انه لا يضع لنفسه تصوراً او موقعاً معنياً وانه يشعر انه اعطى الحياة السياسية الكثير وان من الافضل ان يترك المستقبل لجيل جديد اقدر واكثر شباباً.

واستدرك الدالي قائلا:ً لكن اذا طلب مني شيء وكانت لدي القدرة فلن ابخل بها على وطني.

وذكر الدالي وهو طبيب اسنان انه يفكر بالعودة الى ممارسة مهنته الاصلية كطبيب اسنان، مؤكداً انها المهنة التي يشعر بسعادة غامرة لممارستها نظراً لما ينتج عنها من روابط انسانية.

وحول اللقاء بالرئيس علي عبدالله صالح قال الدكتور الدالي ان ما لمسه من الرئيس كان اكثر مما توقعه، حيث اتسم حديثه بالصراحة تجاه المرحلة التي دخل فيها اليمن بتعقيدات وتأزمات انتهت الى الحرب، كما شمل الحديث الاوضاع والاخطاء التي شارك فيها الجميع وكذلك الوضع الحالي.

وقال: «ان الرئيس صالح اكد في اللقاء على اننا شركاء في تحقيق الوحدة وبناء اليمن الجديد ودعا الجميع للعودة للمشاركة في عملية البناء».

واكد الدكتور الدالي ان القيادات اليمنية التي التقت الرئيس صالح لم تذهب للقاء من اجل مطالب معينة، بل ذهبت لكي تستمع اليه حول تصوره بعد صدور القرار الخاص باسقاط القضية المعروفة باسم قضية مجموعة الـ16.

وقال «ان الرئيس تحدث عن مرحلة جديدة وخرجنا جميعاً بانطباع جيد حول رؤيته لهذه المرحلة».

وذكر الدالي ان قرار اسقاط الاحكام قرب موعد العودة للوطن لان القرار اسقط كل الحواجز القانونية والنفسية التي كانت تحول دون العودة.

وأشار الى انه حتى اولئك الذين لم تكن صادرة بحقهم أي أحكام كانوا يجدون صعوبة بالعودة وينسون اخوتهم المشمولين بالاحكام اما الان فقد ازيل هذا الحاجز النفسي، وقال ان عودته لليمن هي اقرب من أي وقت مضى وانه يرى ويشم رائحة الوطن.

ونوه الدكتور الدالي بالرعاية التي حظي بها خلال اقامته بدولة الامارات وقال انه «بفضل الرعاية الابوية التي أسبغها علينا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم نكن نشعر بالغربة بل بين اهلنا وفي جزء من وطننا».

من جانبه وصف قاسم يحيى عبد الرب عضو مجلس النواب اليمني السابق والمقيم بأبوظبي اللقاء بالرئيس صالح بأنه خطوة هامة تفتح المجال لتسوية كافة مخلفات الحرب الاهلية وطي ملفها والتوجه نحو المستقبل لبناء الوطن.

لكن عبد الرب ذكر ان القرار يتطلب خطوات اضافية تتعلق بالحقوق المادية والمدنية للقيادات المدنية المشمولة بقرار اسقاط الاحكام او تلك القيادات التي حصلت على احكام بالبراءة دون ان تحول احكام البراءة تلك من مصادرة ممتلكاتهم. وقال انه شخصياً حصل على حكم بالبراءة، ومع ذلك فان 3 منازل له في عدن وصنعاء صودرت.

وذكر عبد الرب انه لا ينوي متابعة استرجاع حقوقه المادية والمدنية عن طريق القضاء لأنه على ثقة من ان الرئيس صالح بقراره الشجاع يمهد الطريق أمام إعادة الحقوق لاصحابها ادارياً لاعطاء القرار باسقاط الاحكام مضموناً وفاعلية، لفتح الطريق أمام القيادات اليمنية في الخارج للعودة والمشاركة في بناء الوطن.