الدول الداعمة لعملية نزع الألغام في لبنان تشكو من عدم توقيعه معاهدة «أوتاوا»

TT

شكا سفراء من مجموعة الدعم الدولية لنزع الالغام في لبنان من ان عدم توقيع بيروت على معاهدة «اوتاوا» لتحريم الالغام يقلل من قدرة هذه الدول على تقديم المساعدة الفاعلة للبنان الذي اعتبر ان امكاناته الحالية لا تسمح له بإزالة خطر نحو 550 ألف لغم تنتشر في اراضيه قبل5 او 7 سنوات.

وكانت هذه الشكوى غير المباشرة قاسماً مشتركاً لكلمات السفراء الاجانب المشاركين في اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول نزع الالغام التي عقدت اجتماعها العام الخامس في بيت الامم المتحدة في بيروت امس، اذ تحدث هؤلاء عن تقديم بلادهم العون للبنان، رغم ان المعاهدة تنص على ضرورة ان يكون البلد الذي تقدم له المساعدة موقعاً على الاتفاقية ـ علماً ان لبنان ما يزال يرفض التوقيع على هذه المعاهدة رغم انه من اكبر المتضررين من مشكلة الالغام، وذلك بسبب ظروف الاحتلال والمقاومة وعدم توقيع اسرائيل المسؤولة عن 80 في المائة من الالغام المنتشرة في لبنان على هذه المعاهدة.

وفيما تعتبر المساهمة الاماراتية هي الاكبر (50 مليون دولار لمشروع التضامن الاماراتي الذي انهى اعماله اخيراً)، شرح سفراء آخرون المساعدات المالية والفنية التي قدموها، وبدا السفير الاميركي فنسنت باتل، الذي تبرعت بلاده بمعدات كشف عن الالغام وكلاب مدربة، مهتماً بالخرائط التي شرح ضباط الجيش اللبناني عليها حجم مشكلة الالغام مطالباً بالحصول على نسخ منها.

وخص منسق الامم المتحدة لشؤون عملية السلام تيري رود لارسن الاجتماع بحضور جزء كبير منه، مشجعاً الدول المانحة على تقديم المزيد، معتبراً ان مشكلة الالغام انسانية وامنية واقتصادية. ورأى ان التخلص منها يعطي اندفاعاً للحركة الاقتصادية في جنوب لبنان.

اما ممثل الامين العام للامم المتحدة في جنوب لبنان ستيفان دو ميستورا فقد اعتبر ان لبنان أصبح «حالة تستحق الدراسة»، مشيراً الى ان الحالة اللبنانية هي موضع درس لتطبيقها في دول اخرى. وعزا فرادة هذه الحالة الى انها جمعت عدة شركاء من عدة دول، كما جمعت الجهدين الخاص والعام، بالاضافة الى اهتمامها في منطقة «متوترة لكنها مستقرة». وإذ أشار دو ميستورا الى ان الجيش اللبناني أصبح قادراً على السيطرة على المشكلة، قدم ممثل قيادة الجيش في الاجتماع شرحاً لمشكلة الالغام في لبنان، موضحاً انها تتركز بنسبة 80 في المائة في الجنوب، كما انها تصيب مناطق اخرى في جبل لبنان وغابة الارز في البترون (شمال لبنان)، مؤكداً ان «امكانات لبنان الحالية لا تسمح له بتخطي المشكلة قبل5 أو7 سنوات».

وقال وزير الدفاع اللبناني محمود حمود في رسالته الى الاجتماع ان «نزع مئات الآلاف من الالغام التي تركتها اسرائيل خلال احتلالها لارضنا هو تحد يفوق قدرات لبنان وحده»، موضحاً ان «هناك 23 دولة صديقة تدعم لبنان في هذا المجال، وكذلك الامم المتحدة». ووصف حمود العمل الجاري بـ«المشجع جداً»، لكنه أشار الى انه «يبقى لدينا الكثير»، موضحاً ان لبنان يسعى الى «تطوير قدرات الجيش اللبناني الذي سيشارك بنزع الالغام في منطقة الخط الازرق، وهذا يتطلب منا مضاعفة عدد العناصر وتزويدها بالمعدات اللازمة لتقوم بعملها بشكل جيد».