مصادر أميركية تتحدث عن احتمالات عقد مؤتمر دولي للسلام عقب قمتي شرم الشيخ والعقبة

ماهر عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب: لن نناقش تحفظات على «خريطة الطريق»

TT

تبدأ اليوم في منتجع شرم الشيخ المصري القمة العربية الاميركية التي تشارك فيها 5 دول عربية الى جانب الرئيس الاميركي جورج بوش.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ماهر بعد اجتماع تشاوري عقده امس مع نظرائه المشاركين في القمة ان الهدف من لقاء شرم الشيخ هو تشجيع عملية السلام والتسوية الشاملة في المنطقة، مشيرا الى ان هذه القمة هي اجتماع بين الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية لدفع الحل السلمي وانهاء النزاع العربي ـ الاسرائيلي.

واضاف احمد ماهر في مؤتمره الصحافي الذي عاد بعده الى الاجتماع التشاوري الذي ضم الى جانب ماهر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والاردني مروان المعشر والفلسطيني نبيل شعث والبحريني الشيخ محمد بن مبارك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية ان المشاورات بين وزراء الخارجية «استهدفت ان يكون لدينا فكرة واضحة عما ستخرج عنه هذه القمة». وردا على سؤال حول ما اذا كانت القمة ستناقش أيضا التحفظات على «خريطة الطريق»، قال ماهر «لن يكون هذا الأمر مطروحا، فليس المطروح على القمة موضوع تحفظات»، مشيرا الى ان الولايات المتحدة ملتزمة بـ«خريطة الطريق» وان الجانبين وافقا عليها، كما ان الولايات المتحدة أكدت تمسكها بنص هذه الخطة وحول سبب عدم دعوة سورية أو لبنان أو الجامعة العربية لحضور هذه القمة أوضح ماهر ان «الاجتماع بين بعض الدول العربية والولايات المتحدة بهدف دعم عملية السلام وليس هناك تفسيرا غير ذلك وان الدول التي تحضر القمة هي التي اتفقت على ان تلتقي»، مشير في الوقت نفسه الى ان مفاوضات هذه القمة قد تعقبها مفاوضات أخرى تشارك فيها دول أخرى في مرحلة تالية وعما يتردد حول احتمال وضع هدنة لنشاط الفصائل الفلسطينية وما يمكن ان تقوم به مصر بالمساعدة في هذا الشأن، قال ماهر «هناك اتصالات مستمرة مع السلطة الفلسطينية وبين السلطة الفلسطينية والفصائل الأخرى، وبالامكان ان تساعد مصر في هذا الأمر لضمان تحقيق أفضل السبل لدفع السلام» ورداً على سؤال عما اذا كان موضوع العراق والإرهاب سوف يطرحان خلال القمة قال ماهر ان «موضوع العراق سيكون محل بحث وعندما نتحدث عن القضية الفلسطينية فنحن نتحدث عن العنف الاسرائيلي، فاسرائيل عليها التزامات والسلطة الفلسطينية عليها التزامات، وقد بدأت السلطة في تنفيذ التزاماتها غير ان اسرائيل لم تقم بالالتزامات المطلوبة منها حتى الآن».

وحول سبب غياب المغرب عن القمة قال وزير الخارجية ان موقف المغرب هو سؤال يجب ان يوجه إليه وعما اذا كانت هناك رؤية محددة سوف تطرحها مصر خلال القمة بشأن خريطة الطريق قال احمد ماهر ان «الرؤية المصرية واضحة تماما وقد أكدها الرئيس حسني مبارك أكثر من مرة وهو القيام بتنفيذ خريطة الطريق والالتزامات المطلوبة من الاطراف، فضلا عن ان الرئيس مبارك سيؤكد على ذلك خلال القمة اليوم» وأضاف احمد ماهر انه يجب ان نرى البدء في تنفيذ هذه الالتزامات، مشيرا الى ان اسرائيل لم تبدأ بتنفيذ هذه الالتزامات حتى الآن حتى يتسنى تنفيذ خريطة الطريق.

وردا على سؤال عما اذا كانت هناك خلافات ظهرت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب قال احمد ماهر «لم ألمس أي خلافات وكنا متفقين على انه يجب اعمال خريطة الطريق وهذا هو الموقف العربي» وحول ما اذا كانت قمة مبارك ـ بوش ستناقش أيضا التعاون التجاري واقامة منطقة تجارة حرة وما اذا كانت هناك زيارة للرئيس مبارك قريبا للولايات المتحدة، أكد ماهر ان التركيز خلال هذه القمة سيكون العمل على بناء السلام وسبل تنفيذ التزامات الطرفين وسبل تحقيق هذا السلام الذي سيقوم على اقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب وهذا هو الموضوع الرئيسي في مباحثات القمة وان كان الرئيسان قد يتطرقان الى مناقشة موضوعات ثنائية أخرى.

وعما اذا كانت هذه القمة التي دعي إليها رئيس الوزراء الفلسطيني تهدف الى تهميش عرفات أو اشارة الى ان عرفات قد انتهى، نفى وزير الخارجية هذا الأمر بشكل قطعي وقال ان عرفات هو الرئيس الفلسطيني الشرعي المنتخب من جانب الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان عرفات وأبو مازن يتشاوران دائما في كل الأمور.

وردا على سؤال عما اذا كانت مصر تعتزم إعادة السفير المصري الى اسرائيل، قال ماهر ذكرنا اكثر من مرة انه عندما تزول الاسباب التي من أجلها تم سحب السفير فإنه ستتم إعادته، وأضاف انه أيضا عندما تحدث مفاوضات جادة بشأن عملية السلام فإننا سننظر في هذا الأمر، وقال وزير الخارجية: اننا نرغب في رؤية اسرائيل تتوقف عن مهاجمة أراضي السلطة الفلسطينية وغزوها أراضي السلطة والتوقف عن اعتقالات العناصر الفلسطينية وتدمير المنازل ويجب على اسرائيل ان تظهر هذه الخطوات بصورة جادة.

وحول ما اذا كان الرئيس الاميركي بوش جاد هذه المرة عن غيره من الرؤساء السابقين إزاء تسوية النزاع في الشرق الاوسط قال ماهر ان كل رئيس اميركي له شخصيته وأسلوبه وان لدينا الآن وسائل جديدة لم تكن متاحة تتمثل في المبادرة العربية ورؤية الرئيس بوش التي اعلن عنها الى جانب المرجعيات السابقة في هذا الشأن.

وردا على سؤال حول بعض التصريحات التي أدلي بها شارون مؤخرا أمام الكنيست والتي تعد إيجابية اعرب ماهر عن أمله في أن يعبر شارون عن الثقة الصادقة وان ينهي الاحتلال ويزيل المستوطنات وان يترجم هذه الاقوال الى سياسة محددة على الأرض. الى ذلك مصادر أميركية بالقاهرة أمس ان قمة العقبة المزمع عقدها غدا ستخرج ببيان مشترك بين الاطراف الثلاثة (الاميركية ـ الاسرائيلية ـ الفلسطينية) يؤكد فيه كل طرف الالتزام بـ«خريطة الطريق» كحل أساسي للوصول الى سلام شامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

هذا وفي الوقت الذي اعلنت فيه اسرائيل ان الخلافات بين الجانبين ستحول دون اصدار بيان مشترك إلا ان المصادر الاميركية أكدت ان الصيغة النهائية للييان يجري الاعداد لها وان كانت لن تشمل على كثير من النقاط سوى تعهد الطرفين امام الرئيس بوش بالالتزام بخريطة الطريق. واضافت المصادر ان قمة بوش والزعماء العرب المزمع عقدها اليوم ستناقش امكانية عقد مؤتمر دولي للسلام عقب الوصول الى عدة نقاط للتفاهم بين الجانب العربي والاسرائيلي على غرار ما حدث في مؤتمر مدريد للسلام وسيتم توجيه الدعوة الى اعضاء اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة، بالاضافة الى أميركا) وعدد من الدول المحورية بالشرق الاوسط (مصر والسعودية والاردن والبحرين والمغرب) وربما لبنان وسورية.

وحسب ما رجحته تلك المصادر فمن المحتمل توجيه دعوة لمنظمة المؤتمر الاسلامي والتي أيدت «خريطة الطريق» باعتبارها أفضل الحلول المتاحة الآن لاقامة الدولة الفلسطينية إلا ان المشكلة التي تواجه اللجنة التي تعد الصيغة النهائية الآن هي احتمالية رفض بعض الدول العربية الجلوس على مائدة مفاوضات في مؤتمر دولي موسع قد يضم كذلك قوى دولية أخرى مثل الصين وفرنسا والمانيا حيث أبدت السعودية والامارات اعتراضا على الجلوس في مؤتمر يحصل فيه شارون على اعتراف كامل باسرائيل دون التعهد بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلت في 5 يونيو (حزيران) 1967 وضمان حق العودة للفلسطينيين بالاضافة الى التخوف من احتمالية سقوط الحكومة الاسرائيلية وهو ما يعول عليه شارون الآن حتى يكسب الوقت الكافي لقدوم الانتخابات الاميركية.