حمدان بن زايد: الإطاحة بصدام حسين أوجدت فرصة لتغيير مسار تاريخ الشرق الأوسط

TT

قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ان الاطاحة بصدام حسين اوجدت فرصة لتغيير مسار التاريخ في الشرق الأوسط. ودعا الشيخ حمدان في مقال له في صحيفة «التايمز» اللندنية امس بمناسبة زيارة ولي عهد ابوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لبريطانيا، المملكة المتحدة للقيام بدور في احياء عملية السلام، مشيراً في هذا الصدد الى ان لندن لها صوت مسموع ليس في الشرق الأوسط او اوروبا بل عبر المحيط الاطلنطي.

ورحب الشيخ حمدان بن زايد بالتزام رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شخصياً بعملية السلام. وأكد ان بلاده ستدعم اي جهد لاحياء عملية السلام بكل السبل الممكنة والمتاحة، ولكن يتعين في المقام الأول ان تبدي اسرائيل حسن النية باعلانها على الملأ التزامها بـ«خارطة الطريق» التي وضعتها القمة الرباعية، مثلما فعل الفلسطينيون.

كما اكد ان بلاده ستدعم أي جهد لانجاح «خريطة الطريق» التي وضعتها اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة) وقال «نعتقد انه من الضروري تطبيق هذه الخريطة بالشكل التي أعلنت به اول مرة».

وتناول الشيخ حمدان قضية الارهاب وقال في هذا المجال «ان خلاف العالم العربي والاسلامي مع الغرب ليس دينياً بل سياسي ويتركز حول قضية واحدة هي قضية فلسطين. ولا شك ان هناك مسلمين متطرفين يرفضون التسامح الذي تتسم به روح الدين الاسلامي الحنيف». وأشار الى انه رغم قلتهم الا انهم غرروا بالعديد من المسلمين وغير المسلمين ودفعوهم للاعتقاد بأن التعصب والارهاب هما جزء لا يتجزأ من الاسلام وبالتالي اصبح كل مكان وكل فرد هدفاً لحربهم. وأشار الى رفض بعض الشخصيات الغربية المؤثرة في الرأي العام هذا المنطق وتجاهل حقيقة ان المسلمين المخلصين يدينون ويشجبون جملة وتفصيلاً هذه الانحرافات التي ترتكب باسم الاسلام. وأعرب عن اسفه «لأن هذه الشخصيات لا تعترف بما بذلناه من جهود حثيثة لمحاربة الارهاب ولا تدرك انها بهجومها على الاسلام انما تصب الوقود على نار التطرف».

وقال «ان هذا الأمر يقلقنا كثيراً». وأشار الى «ان رئىس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طالما دعا ومنذ فترة طويلة وحتى قبل احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 المأساوية، الى الحوار بين الاسلام والمسيحية، وعلى وجه الخصوص بهدف المساعدة في الجمع بين أولئك الذين يعترفون بالتسامح والقيم المشتركة التي تكمن في المرتكزات والقواعد الأساسية للعقيدتين السماويتين، حتى نتمكن معاً من مواجهة سرطان وداء الارهاب».

وأعرب الشيخ حمدان عن اعتقاده بأن «الصراع العربي ـ الاسرائيلي يشكل المنبع الأصلي المهم للتطرف الاسلامي، واذا تم تخفيف ذلك المنبع بحل هذا الصراع فان اسباب وعوامل السخط والتعاطف التي يستغلها الارهابيون لاثارة العنف ستبدأ بالزوال. وللأسف فان الأمر احتاج لاندلاع حرب خليج ثالثة لحث الغرب على التركيز مرة اخرى على الصراع العربي ـ الاسرائيلي».

وأعاد الشيخ حمدان الى الاذهان مبادرة بلاده قبل الحرب وقال «ان دولة الامارات العربية المتحدة كان يحدوها الأمل في امكانية تجنب الحرب في العراق، وقد دعت بصراحة ووضوح قبل اندلاع الصراع الى تنحي صدام حسين عن السلطة والذهاب الى منفى آمن له ولأسرته لانقاذ الشعب العراقي من التعرض للمزيد من المعاناة. ولكنه وللأسف، رفض ذلك وجرّ بلاده الى حرب ثالثة خلال عقدين من الزمن. والآن وبعد تحرره من الطغيان، فان الشعب العراقي يستحق المساعدة من المجتمع الدولي بأسره من اجل اعادة البناء والاعمار. ولم تدخر دولة الامارات العربية جهداً في تقديم المساعدات الانسانية العاجلة للشعب العراقي، وايضاً في اعادة بناء بلاده».