البرغوثي يفاجئ المحكمة بالإشارة إلى تصريح شارون حول ضرورة إنهاء احتلال 3.5 مليون فلسطيني

تأجيل محاكمة أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية إلى 14 يوليو المقبل

TT

قدمت النيابة العامة الاسرائيلية امس آخر شهودها امام المحكمة المركزية ضد مروان البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي، وذلك استعدادا للتحضير لمرافعاتها.

وأثار البرغوثي مفاجأة من خلال الاشارة في معرض دفاعه الى تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول وصف الوجود الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية بأنه احتلال. وقال البرغوثي لدى بدء جلسة محاكمته ان شارون، شخصيا، قال إنه يجب إنهاء الاحتلال لـ3.5 مليون فلسطيني. وقام البرغوثي من مقعده وقد طال شعره ولحيته وقال للقاضية «ان رئيس حكومتكم شارون قال انكم لا تستطيعون احتلالنا اكثر والسيطرة على ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني فلماذا تحاكمونني، من الطبيعي ان يقاوم الشعب محتليه». ولذلك، يجب، حسب رأيه، إعادة النظر في ما إذا كانت إسرائيل تملك صلاحية محاكمته، واضاف «تحدث شارون وبشكل واضح عن الاحتلال، وإذا كان شارون يتحدث عن الاحتلال بهذا الشكل، فما الذي تتوقعونه من الشعب الفلسطيني؟ هذا هو الطريق الصحيح، والاتجاه الصحيح لبدء عملية سلام حقيقية، مقاومة الاحتلال تعتبر أمراً مشروعاً». وتابع البرغوثي القول «شارون سيعترف بالدولة الفلسطينية خلال أيام. قد قال بنفسه إنه يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي».

وعقبت رئيسة هيئة المحكمة، القاضية سارة سيروطا، على أقوال البرغوثي، بقولها «إنها أقوال مثيرة فعلاً، لكنها ليست ذات صلة بالمحاكمة».

وانعقدت المحكمة صباح امس في جلسة سرية واستمعت الى شهادة احد رجال المخابرات الاسرائيليين ضد البرغوثي، وطلب من الصحافيين والمحامين والبرغوثي الخروج من القاعة. واستمعت المحكمة الى شهادة احد رجال الشرطة حول افادة بلال البرغوثي احد مرافقي مروان.

وأكد البرغوثي مجددا أمس الاثنين عدم شرعية هذه المحاكمة لانها تمثل الاحتلال بكل تركيبته وكان يتكلم باللغة العبرية. واضاف «انا لم يكن لي وظيفة عسكرية». وسألت القاضية ساره سيروطا اذا كان البرغوثي يرغب بالوقوف امام منصة الشهادة فأجاب «اريد وقتا للتفكير اذا ما كان علي الشهادة او لا».

وردت القاضية «ألا توجد لديك شجاعة لتقف امامنا لتشهد ويحقق معك؟»، فأجاب البرغوثي «من له الشجاعة بأن يقاوم الاحتلال له الشجاعة بالوقوف امامكم، الاحتلال هو الجبان وليس له الشجاعة بإحلال السلام».

وأكد البرغوثي انه «يعيش في قبر بين الصراصير والحشرات ويمنع عنه دخول قصاصة من الورق الى زنزانته ومن حقه التفكير والحصول على المواد والبروتوكول عن محكمته».

واضاف «ان المدعية العامة تجمع من الشارع اوراقا وتكدسها في صناديق كمواد ضده وتتأبط ذراع كل من في الطريق ويعرف البرغوثي للشهادة ضدي ولا تريدون اعطائي الوقت للتفكير».

وساد جو من الضحك في قاعة المحكمة بسبب سخرية البرغوثي اللاذعة في احاديثه وحتى المدعية العامة التي تناصب البرغوثي العداء علنا كانت تضحك، كذلك كان افراد الامن الموجودون داخل القاعة يضحكون، وعندما اخطأ البرغوثي في استخدام احدى الكلمات بالعبرية ضحك الجميع.

وعندها تساءل البرغوثي «لماذا لا تتعلمون العربية انتم تعيشون في منطقة كلها عربية» وردت القاضية سيروطا «اننا نعلم العربية بالمدارس». لكن البرغوثي رد بتهكم «انك تقاضينني ولا تعرفين حتى كلمة واحدة باللغة العربية».

وقررت القاضية سارة سيروطا اعطاء فرصة من الوقت للبرغوثي للتفكير اذا ما كان سيشهد في المحكمة ويخضع لاستجواب محامي النائب العام، او احضار شهود دفاع عنه وحددت موعدا جديدا لانعقاد جلسة المحكمة القادمة في 14 يوليو (تموز) المقبل.

ووصل الى المحكمة سري نسيبة المسؤول السابق لملف القدس في السلطة الفلسطينية، ورون بونداك، مدير عام «مركز بيريس للسلام» الذي قال «جئت لأن هذه هي المرة الأخيرة التي يتحدث فيها البرغوثي يجب الإفراج عنه، فهو قائد سياسي فقط. هو الشخص الذي يجب أن يقف وراء الاتفاق. يجب الإفراج عنه لمصلحة دولة إسرائيل. هو معتدل أكثر من الكثيرين من الرجال الذين تتحدث إسرائيل معهم».

وقال سري نسيبة إن الإفراج عن البرغوثي هو أمر لا يمكن منعه. وأضاف انه قال للبرغوثي إلى أي مدى يشتاقون إليه. وأضاف نسيبة أيضا أنه واثق بأنه سيكون هناك اتفاق سلام سيتضمن أيضا الإفراج عن البرغوثي.