..والهاجس الأمني بين أبرز اهتمامات الأردن في قمة العقبة

TT

العقبة ـ أ.ف.ب: يشكل الهاجس الامني احد ابرز اهتمامات المملكة الاردنية التي تستضيف غدا قمة بالغة الاهمية في العقبة يفترض ان تشهد اعادة اطلاق عملية السلام الاسرائيلية ـ الفلسطينية. وقال مسؤول اردني لوكالة الصحافة الفرنسية ان حضور الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى العقبة «يتطلب اجراءات امنية مشددة بسبب التهديدات التي غالبا ما تطلقها مجموعات ارهابية ضد الولايات المتحدة واسرائيل».

وفي هذا الاطار، تم اختيار منتجع العقبة على البحر الاحمر جنوب الاردن بدلا من العاصمة عمان التي تبعد عنه 350 كيلومترا. وستعقد اجتماعات القمة في قصر العاهل الاردني المطل على شاطئ البحر.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان العقبة «باعتبارها منطقة حرة، مجهزة بمراكز للتفتيش الجمركي تسهل الرقابة على كل من يقصد المدينة» التي ستستقبل بوش وشارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن).

وتم تعزيز الاجراءات الامنية في كل المنطقة بينما يسعى ضباط اجهزة المخابرات الاردنية بالتنسيق مع عناصر الاستخبارات الاميركية الذين وصلوا الى المنطقة قبل الرئيس الاميركي بعدة ايام، الى مواجهة اي احتمال، حسبما افادت مصادر امنية. غير ان هذه الاجراءات المشددة الى حد كبير ليست مرئية في العقبة حيث ينتشر عدد من ضباط الاستخبارات باللباس المدني اكبر بكثير من العسكريين، وخصوصا في محيط فندقين كبيرين سيستضيفان الوفود الاميركي والاسرائيلي والفلسطيني.

ورغم التهديدات المتكررة التي يوجهها الى بلادهم زعيم تنظيم «القاعدة» الارهابي اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري، يؤكد المسؤولون الاردنيون ثقتهم في امكانية منع حدوث اعتداءات. وقال المسؤول الاردني «نحن دوما متيقظون ومتنبهون لامن البلاد وقد رفعنا درجات الحيطة تحسبا لهذه القمة التاريخية».

يذكر ان العقبة عرفت دائما باستتباب الامن حتى خلال حربي 1967 و1973 بين العرب واسرائيل. وتبعد المدينة بضعة كيلومترات عن منتجع ايلات الاسرائيلي على البحر الميت ايضا. وكانت ايلات في الماضي ضمن الاراضي الاردنية وتعرف باسم ام الرشراش حتى احتلتها اسرائيل في اكتوبر (تشرين الاول) 1950، اي بعد عامين من قيامها.

وكانت المدينتان بعد ذلك موضع اول اتفاق عربي ـ اسرائيلي غير خطي اتاح حمايتهما من الهجمات العسكرية.

وفتح الفدائيون الفلسطينيون في الاردن بين 1968 و1970 جبهات عدة في البلاد لمهاجمة اسرائيل لكنها لم تشمل مدينتي العقبة وايلات. وشهدت مدينة العقبة حادثا فريدا في 1969 عندما اطلق الفدائيون الفلسطينيون صواريخ على ايلات انطلاقا من العقبة. غير ان اسرائيل لم ترد عليها.

وقال مسؤول اردني ان «القصر الملكي (الذي ستعقد فيه القمة) بني قرب الحدود مع اسرائيل كرمز للامن السائد بين المدينتين». وشهد هذا القصر العديد من اللقاءات السرية في السبعينات بين العاهل الاردني الراحل الملك حسين والد العاهل الاردني الحالي الملك عبد الله الثاني، واسحق رابين الذي اصبح في ما بعد رئيس الوزراء الاسرائيلي واغتيل في .1995