صفير: ما جرى في لبنان لن يقضي على العيش المشترك وتعاون المسلمين والمسيحيين ينقض نظرية صراع الأديان

المجمع البطريركي الماروني ينعقد بعد انتظار قرن ونصف قرن

TT

لاحظ البطريرك الماروني نصر الله صفير ان الاحداث التي جرت في لبنان «تركت جروحاً بليغة في النفوس والاجساد لا يزال اللبنانيون يعانون من آثارها، وباعدت بين الفئات اللبنانية، وخلخلت العيش المشترك لكنها لم ولن تقوى على القضاء عليه».

واشار صفير، في كلمة القاها في افتتاح المجمع البطريركي الماروني الذي بدأ اعماله امس في بلدة فتقا بمنطقة كسروان (شمال شرقي بيروت)، الى انه كان للكنيسة المارونية وابنائها نصيب مما جرى، مؤكداً على ان «تنقية الافكار وتطهير الضمائر وتجديد الروح المسيحية بما هي روح غفران ومصالحة لا تصح الا بطي صفحة الحروب والمبادرة الى المصالحة». وأضاف: «ان المسيحيين يعيشون على هذه البقعة من الارض مع من يدينون بغير ما يدينون به، بما يؤكد ان هذا الوجود ينقض النظرية القائلة بصراع الاديان اذا عرف المسلمون والمسيحيون كيف يعيشون في تفاهم وتعاون ووئام لخيرهم المشترك. وهذا ما يقومون به. ولبنان في هذا المجال يعتبر امثولة حية ومثالاً يحتذى».

وقال البطريرك صفير، في مستهل كلمته، ان هذا المجمع ينعقد بعد ما يقارب القرن ونصف قرن من الانتظار. وبعدما عرض الاسباب التي استدعت عقد هذا المجمع، اعتبر ان الاحداث التي عصفت بلبنان «تركت جروحاً بليغة في النفوس والاجساد لا يزال اللبنانيون يعانون من آثارها الكاوية. ومن منا يجهل ما كان لها على جميع الفئات اللبنانية من تأثيرات سلبية، فباعدت بينهم وقسمت الاحزاب والفئات والمجموعات وحتى العائلة الواحدة، الى اقسام عدة. وهجرت من هجرت الى بلدان بعيدة، من دون كبير امل في العودة. وخلخلت قواعد العيش المشترك، لكنها لم ولن تقوى على القضاء عليه. وقد اصابت شظاياها كل طبقات المجتمع اللبناني وكان للكنيسة ولابنائها نصيبهم».

واضاف: «ان تنقية الافكار وتطهير الضمائر مما يثقلها من شهوة انتقام، وتجديد الروح المسيحية لدى جميع ابناء الكنيسة، اي روح الغفران والمصالحة، لا تصح الا بطي صفحة الحروب، وما لها من ماض بغيض، ومبادرة الاخوة الى المصالحة بدافع من محبة (...) وقد شاء الله ان يضع كنيستنا في هذه البقعة من الارض حيث تعيش مع من يدينون بغير ما تدين به. وهذا الوجود ينقض النظرية القائلة بصراع الاديان، اذا عرف المسيحيون والمسلمون كيف يعيشون في تفاهم وتعاون ووئام لخيرهم المشترك. وهذا ما يقومون به عندنا. ولبنان في هذا المجال يعتبر امثولة حية ومثالاً يحتذى»..