المعشر لـ«الشرق الأوسط»: المطلوب خلق أجواء إيجابية لتنفيذ خريطة الطريق وعدم دعوة سورية ولبنان لا يعني خروجهما من الحل

TT

دافع وزير الخارجية الاردني مروان المعشر عن قمتي شرم الشيخ والعقبة ورفض وصف البعض لهما بأنهما قمتا الاملاءات، وقال «ليست قمم املائية بل قمتان لاطلاق العملية السلمية وفق المسار الصحيح»، وتابع: «لقد صرفنا وقتا طويلا لبلورة خريطة الطريق والآن اعداد نص وتم الموافقة عليه دون تعديلات من قبل كافة الاطراف».

وأضاف مشددا انه من المهم الآن ان ننتقل الى مرحلة التنفيذ، معتبرا «ان هاتين القمتين هما الشرارة التي ستطلق مرحلة التنفيذ، وحتى نتأكد من انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية».

وقال المعشر لـ«الشرق الأوسط»: «المطلوب خلق جو إيجابي في المنطقة يشجع تنفيذ الخريطة»، مشيرا الى ما تقوم به كافة الاطراف.

وسُئل حول ما اذا كان عقد القمة بين رئيسي الوزراء الاسرائيلي والفلسطيني ارييل شارون ومحمود عباس (أبو مازن) في العقبة وبرعاية اميركية مكافأة للدور الاردني فأجاب: نعم ان عقد القمة في العقبة هو تقدير للدور الاردني، وقال: لقد بذلنا جهوداً كثيرة لسنا وحدنا بالطبع لكن بالتعاون مع العديد من الاطراف العربية على رأسها مصر والمملكة العربية السعودية، مشددا على أنه كان هناك جهود خاصة بذلت في سبيل اقرار خريطة الطريق وفي موضوع ابقاء الأمل حياً لان الخريطة بالفعل تتضمن المبادئ الرئيسية التي يستطيع قبولها الطرف العربي والتي تشكل أساسا جيدا للحل، موضحا انه «كان هناك اصرار اردني ـ عربي على اعلان الخريطة وتنفيذها وهذا ما تحقق».

واعتبر المعشر ان قمة شرم الشيخ تقدير لمصر كما هي قمة العقبة تقدير للاردن، وقال ان الأهم من هذا وذاك ان تبدأ بالفعل مرحلة التنفيذ وان تتخذ اجراءات على أرض الواقع وان يخفف الاسرائيليون الحصار على الفلسطينيين ويبدأ العد العكسي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وحول التحفظات الاسرائيلية في خريطة الطريق قال الوزير الاردني: ان اسرائيل تقدمت بعدة تحفظات وعددها 14 بعضها أمنية، لكن الولايات المتحدة موجودة في الخريطة ويمكن معالجتها خلال مرحلة التنفيذ، لكن التحفظات غير الأمنية التي تقدمت بها اسرائيل لم تحصل على موافقة عليها سواء من اللجنة الرباعية أو من الولايات المتحدة وهي استثناء حق العودة من المفاوضات أو اسقاط المبادرة كأحد أسس الحل، وهذا لم يتم قبوله، وبالتالي ما تم اعتماده وقبوله هو الخريطة وهو النص الذي اتفق عليه في 20 ديسمبر (كانون الثاني) 2002 ولم يتغير هذا النص على الاطلاق.

وعن تصوره إزاء آلية التنفيذ الموجودة في الخريطة وانها كافية وضامنة لالتزام اسرائيل بها بحيث لا يكون مصيرها مثل الاتفاقات التي سبقتها قال ان موضوع آلية المراقبة هو أهم ما تتضمنه الخريطة لضمان الالتزام من الطرفين، موضحا ان الآلية ستكون بمثابة حكم دولي لتقرير مدى تنفيذ الاطراف بالتزاماتها ولتصحيح المسار في حالة حدوث أية انحرافات عنه، مشيرا الى ان هذا الحكم يتمثل في الولايات المتحدة واللجنة الرباعية لضمان تنفيذ الالتزامات ضمن الجداول الزمنية المرسومة لها.

وحول نقاط الخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين قال: هناك نقاط خلاف عديدة حول جوهر المفاوضات ومواضع الحل النهائي، موضحا ان الخريطة لا تتحدث عن كافة هذه المواضيع بل تتناول آلية وجداول زمنية وتتحدث عن المبادرة العربية كأحد أسس حل النزاع، معتبرا ان «ذلك أمر إيجابي للغاية يضمن لنا مرة أخرى أننا لا نتحدث عن دولة فلسطينية 40 أو 50 في المائة من أراضي الضفة بل نتحدث عن دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وكافة الأراضي العربية المحتلة»، مشيرا الى ان خريطة الطريق تتضمن وجود حل للمسار السوري واللبناني وتتضمن أيضا اشراك سورية ولبنان في المؤتمرات الدولية التي ستعقد من أجل اطلاق العملية السلمية وفق الخريطة.

وحول غياب سورية ولبنان وعدم دعوتهما في قمة شرم الشيخ طالما ان خريطة الطريق تتضمن المسارين السوري واللبناني، قال ان الجانب الاميركي هو الذي دعا هذه الاطراف العربية الى قمة شرم الشيخ وقمة العقبة، مشيرا الى ان البحث فيهما مقتصر على الموضوع الفلسطيني، مشددا على ان عدم دعوة سورية أو لبنان لا يعني في حال من الأحوال خروج سورية أو لبنان من الحل، وقال: لا يمكن إلا ان يكون الحل شموليا ولا يمكن إلا ان يتضمن سورية ولبنان خاصة ان الخريطة تتضمن هذين المسارين واعتبر المعشر ان واجب الدول العربية ان تقوم بدورها في دعم خريطة الطريق، مشيرا الى ان الخريطة الآن تحوز موافقة دولية، وقال: بالأحرى ان تحوز دعما وتأييدا عربيا، لافتا الى ان الاطراف العربية التي تؤيد الخريطة وتدعمها بشكل واضح وقوي أطراف هامة للغاية وهي مصر والسعودية والاردن والبحرين باعتبارها رئيسا للقمة، معتبرا ان هذه هي الرسالة التي ترسلها هذه القمة للعالم بأجمعه، وتقول «اننا مستعدون لبذل كافة الجهود المطلوبة من أجل انجاح هذا الجهد».

وحول مدى امكانية ان يلعب هذا الدعم العربي لخريطة الطريق دورا في الحوار القائم بين السلطة الفلسطينية والفصائل المعارضة من أجل وقف العنف قال: نعم بالتأكيد ان هذا الدعم المعنوي له دوره في هذا الصدد. واعتبر المعشر ان الحوار الذي يجري الآن بين السلطة والفصائل الفلسطينية ايجابي، موضحا ان هناك تفهماً كبيراً لمتطلبات المرحلة، وقال «والآن بعد ان وافقت اسرائيل على دولة فلسطينية ووافقت على مبدأ الخريطة لا بد من بذل كل الجهود من أجل انجاح الخريطة ولا بد من اعطاء الحكومة الفلسطينية فرصة كي تثبت جدوى المفاوضات السياسية باعتبار اننا جميعا نهدف الى انهاء الاحتلال سواء في المعارضة أو داخل الحكومة الفلسطينية، معربا عن تصوره ان «الفصائل المعارضة متفهمة جيدا لهذا الأمر».

وحول ما اعتبره البعض ان عدم حضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات موافقة عربية على تغيبه بارادة اميركية ـ اسرائيلية رد بأن الرئيس الفلسطيني رئيس منتخب وهو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وتابع: «أبو مازن أتى الى شرم الشيخ والعقبة بالتنسيق والتشاور مع الرئيس عرفات، لافتا الى ان أبو مازن الآن يرأس الحكومة الفلسطينية الجديدة التي هي المسؤولة عن الشأن الفلسطيني وبالتالي ليس هناك اشكال في هذه المسألة».

واعتبر انه «في حال إذا ما أدت قمتي شرم الشيخ والعقبة الى اطلاق خريطة الطريق واستئناف المسار التفاوضي والبدء بمرحلة التنفيذ اعتقد ان الرئيس عرفات هو أول الموافقين والمباركين على هذه القمة وليس هناك من مشكلة».