بوش وشيراك كلفا وزيري خارجيتيهما متابعة «خريطة الطريق» الثانية لسورية ولبنان

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر رسمية فرنسية ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيناقشون في اجتماعهم القادم الذي سيعقد في مدينة سالونيكا اليونانية مسودة ومقترحات «خريطة الطريق الثانية» الخاصة بلبنان وسورية والتي يعمل على بلورتها مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.

ووفق المعلومات التي استقتها «الشرق الأوسط»، فان «خريطة الطريق الثانية» ستنص على بحث المشاكل العالقة بين اسرائيل من جهة ولبنان وسورية من جهة اخرى. كذلك ستنص على عدة مراحل، كل مرحلة منها تتطلب تنفيذ مجموعة من المهام، مع وجود روزنامة لذلك وتاريخ نهائي للتوصل الى السلام بين سورية ولبنان واسرائيل.

كذلك، ستنص هذه الخريطة على استعداد الاتحاد الاوروبي لتقديم ضمانات امنية وغير امنية، من شأنها تسهيل وضعها موضع التنفيذ وطمأنة الاطراف المعنية. وبحسب هذه المعلومات، فان الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والاميركي جورج بوش كرسا في اجتماعهما اول من امس في ايفيان، على هامش اعمال القمة الصناعية الحديث عن المسارين اللبناني والسوري مع اسرائيل و«تطرقا لكيفة التعاطي مع هذا الملف».

وأفاد مصدر اميركي مطلع ان بوش وشيراك كلفا وزيري خارجيتيهما كولن باول ودومينيك دو فيلبان «الاستمرار في متابعة مسألة خريطة الطريق» الجديدة.

وفرنسا هي صاحبة الفكرة التي حازت، كما يقول مصدر فرنسي رسمي، «اهتمام الدول الاوروبية التي استشيرت بشأنها». ويظهر ايكال مهمة بلورة هذه الخريطة لسولان بمثابة التعبير عن «رغبة فرنسية للابتعاد عن الواجهة بانتظار معرفة اهتمام وردود افعال الاطراف ذات العلاقة».

وابلغ البريطانيون باريس دعمهم لهذه الفكرة التي تحظى كذلك بدعم اسباني، بالنظر لعلاقات اسبانيا الجيدة مع سورية التي ارسلت «عدة اشارات» تنبئ عن رغبتها في الانضمام الى مسيرة السلام في الشرق الاوسط.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد اثار هذا الموضوع في زيارته الاخيرة لسورية ولبنان.

ويعول الاوروبيون على واشنطن لحمل اسرائيل على عدم التصدي للفكرة. غير ان المشكلة الرئيسية، وفق مصادر اوروبية، تكمن في اصرار دمشق على استئناف المفاوضات مع اسرائيل من حيث انتهت اليه المفاوضات السابقة، فيما تصر اسرائيل على الانطلاق من نقطة الصفر.

وبحسب معلومات «الشرق الاوسط»، فان هذا التضارب «يؤخر بلورة» الخريطة الجديدة التي يعمل عليها، الى جانب سولانا، السفير ميكيل انخيل موراتينوس الاسباني الجنسية ومساعد سولانا لشؤون النزاع العربي ـ الاسرائيلي والفرنسي كريستيان ـ فرنسوا جوريه، القنصل الفرنسي السابق في القدس والذي يعمل حالياً الى جانب سولانا.

وأبدت الاوساط الفرنسية نوعاً من «التفاؤل والتشجيع» لاستعداد واشنطن منح الاتحاد الاوروبي «مساحة واسعة من العمل» على المسارين اللبناني والسوري، فيما يكرس الاميركيون جهودهم على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي.

غير ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، رفض امس، في المؤتمر الصحافي الختامي للقمة، قبول ما يمكن اعتباره بمثابة «توزيع ادوار» بين واشنطن واوروبا. وقال شيراك ان ذلك «ليس ما سمعه من الرئيس بوش»، مضيفاً ان واشنطن «تلعب دور المحرك وهي لا تريد ممارسته خارج اللجنة الرباعية» رغم ان بوش وحده هو الذي يرعى اجتماعي شرم الشيخ والعقبة.

وقال مصدر فرنسي لـ«الشرق الأوسط» ان اوروبا ومن ضمنها فرنسا تطالب منذ سنوات بدور اميركي اكبر في الشرق الاوسط ولذا فمن الصعب عليها اليوم انتقاد اميركا التي اعلن رئيسها بقوة، اول من امس، «التزامه الشخصي بدفع خطة خريطة الطريق الى الامام».

غير ان التفاؤل الفرنسي والاوروبي «يبقى حذراً». وقالت هذه المصادر ان هناك «نافذة» للتحرك من ثلاثة اشهر، فاما يحصل خلالها اختراق او ان الامور ستكون مجمدة لعامين على الاقل.