تقرير أميركي رسمي ينتقد بشدة ظروف اعتقال العرب والمسلمين بعد هجمات سبتمبر

TT

اصدر فريق من وزارة العدل الاميركية قام بتشكيله المفتش العام في الوزارة تقريرا عن احوال الاجانب الذين تم اعتقالهم بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وكشف التقرير عن وجود تجاوزات خطيرة في طريقة التعامل مع هوءلاء المعتقلين، واشار الى أن مئات من العرب والمسلمين الذين اعتقلوا بتهم خاصة بمخالفة قوانين الهجرة عقب هجمات سبتمبر وضعوا تحت ظروف غاية في القسوة لمدة شهور في سجون فيدرالية.

واشار التقرير الى ان الكثير من المعتقلين احتجزوا دون ابلاغهم بالاتهامات الموجهة اليهم ومنعوا من الاتصال بذويهم ومحاميهم كما ان بعضهم تم تكبيلهم بالسلاسل الثقيلة.. كما ان مكتب التحقيقات الفيدرالي في نيويورك لم يفرق بين المشتبه في أنهم ارهابيون وبين من اعتقلوا بالصدفة أثناء الحملة الامنية نظرا لانتهاء مدة تأشيراتهم أو دخول البلاد بطريقة غير شرعية. وتحدث التقرير المكون من 198 صفحة عن احتجاز معتقلين على مدار الساعة وتكبيل ايديهم وارجلهم خارج الزانزنات».

وتطرق التقرير الذي اعده المفتش العام عن حالة 762 سجينا من اصول عربية واسلامية احتجزوا في السجون الاميركية في اعقاب هجمات سبتمبر. وقال التقرير ان السجناء الـ762 يمثلون 20 دولة، الغالبية العظمى من هؤلاء المساجين بنسبة 33 في المائة، كانوا من باكستان. واضاف التقرير ان بعض السجناء تم احتجازهم بزعم انتهاكهم لقوانين الهجرة، وتم احتجاز جميع السجناء في مركزي احتجاز فيدراليين احدهما في بروكلين بنيويورك، والاخر في باترسون في نيو جيرسي. واشار التقرير الى ان معظم هؤلاء السجناء احتجز في الزنزانات لمدة 23 ساعة في اليوم. ويحتوي التقرير على 100 مقابلة مع مسؤولين اميركيين وكذلك مع سجناء. ويشير الى مشاكل في طريقة اعتقال السجناء بعد هجمات سبتمبر. ومن جهته طالب الدكتور انتوني روميرو المدير التنفيذي لمؤسسة «اتحاد الحريات» بجلسة استماع في الكونغرس الاميركي «لمناقشة نتائج التقرير الجديد». وأعلنت منظمة العفو الدولية أن تقرير مكتب المفتش العام عن معاملة سجناء ما بعد 11 سبتمبر برغم أنه محدد في نطاقه يمثل خطوة هامة في كشف المظالم التي عاناها مئات الرجال الذين سجنوا بسبب مخالفات طفيفة لقانون الهجرة على أيدي الحكومة الاميركية.

وكانت منظمة حقوق الإنسان التي أصدرت أول تقرير شامل عن المحتجزين في مارس 2002 واحدة من بين عدة منظمات زودت مكتب المفتش العام بمعلومات قبل أن يجري تحقيقه الخاص.

وضمن التقرير اقر 12 سجينا في سجن بروكلين الفيدرالي بتعرضهم «لاعتداءات جنسية من الحراس»، فيما اشار 10 سجناء اجانب الى تعرضهم الى اعتداءات لفظية من الحراس.

ويشير التقرير الى ان بعض المدانين بموجب قوانين الهجرة الاميركية انتظروا شهورا طويلة قبل ان يتم امدادهم ببيان التهم الموجهة اليهم، فيما المفترض حصول السجناء في قضايا الهجرة على ادلة الادانة بعد 72 ساعة من احتجازهم.

الى ذلك قال مسؤول فيدرالي طلب عدم الكشف عن اسمه: «ان ضمن الـ762 سجينا، الذين تعرض لهم تقرير المفتش العام لوزارة العدل الاميركية، «أناساً خطرين» للغاية، مشيرا الى ان احدهم كان يعرف بعض الخاطفين الانتحاريين الذين نفذوا الهجمات الارهابية، فيما ان هناك سجينا آخر تلقى تدريبات عسكرية في معسكرات بن لادن».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بــ«الشرق الأوسط»