أبو مجاهد يهدد احتمالات السلام في الشرق الأوسط

ينتظر دوره في تنفيذ عملية تفجيرية ولن يشعر بوخز الضمير لإسالة دماء مدنيين

TT

غزة ـ رويترز: منذ ان ترك ابو مجاهد المدرسة لينضم الى احدى المنظمات الاسلامية ادرك انه سيموت.. والان بعد ان اختير ليقوم بمهمة لحركة الجهاد الاسلامي يأمل ابو مجاهد وهذا هو اسمه الحركي الذي يبلغ الثلاثين الا ينتظر طويلا.

وقال وهو يحتسي الشاي في مكتب في مدينة غزة «ان شاء الله سأستخدم جسدي في انفجار دقيق يقتل اكبر عدد ممكن من الاسرائيليين». وأومأ قائده الضخم الجثة موافقا وهو يتحسس مسدسه كما لو كان يشعر بشيء من القلق.

وتستخدم اسرائيل، التي ترى في رجال مثل ابو مجاهد قنابل موقوتة يجب تدميرها قبل ان تدمر اهدافها، شبكة واسعة من المخبرين لتتبع اثر من هم مثل ابو مجاهد.

ورغم ذلك نجح المهاجمون التفجيريون في تأكيد قوة الانتفاضة التي اندلعت قبل 32 شهرا وتوجيه ضربات الى أهداف اسرائيلية مثل المجمعات التجارية والحافلات والمقاهي ودور اللهو والمستوطنات ونقاط الجيش الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.

وبينما تطرح واشنطن اكثر خطط السلام طموحا منذ ثلاث سنوات يخشى مسؤولون في الادارة الاميركية من ان ينسف مهاجم تفجيري فرص نجاحها مما يزيد من الاهمية العاجلة لمهمة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في اقناع المتشددين بوقف عملياتهم طبقا لخطة «خريطة الطريق» التي تدعمها الولايات المتحدة.

ولكن مقابلات مع متشددين مطلوب القبض عليهم توحي بأنها مهمة صعبة. لان لفكر «الاستشهاد» تأثيراً كبيراً في قطاع غزة المكتظ بالسكان. فقد اصبح القطاع ارضا خصبة للتفجيريين والمسلحين الذين يقولون انهم ينتقمون من اسرائيل لفرضها حصارا خانقا على القطاع وشن غارات بالدبابات وقتل الفلسطينيين.

وندد ابو مازن بالعمليات التفجيرية التي وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها جرائم ضد الانسانية. وقال اياد سراج الطبيب النفساني بغزة «العنصر الاساسي هو اليأس والانتقام..».

ويؤمن ابو مجاهد الذي جند في منتصف التسعينات بأنه ليست هناك دعوة اسمى من هذه. وقال ان كثيرين مثله يتوقون الى «الشهادة» لدرجة ان تنظيم الجهاد يرفض طلبات عدد كبير من المتطوعين. وخضع ابو مجاهد لتدريبات روحية طويلة قبل الانضمام الى «الشهداء الاحياء» كما يسميهم الذين يرتدون ملابس بيضاء ويندر ظهورهم علنا الا اذا كانوا يرتدون اقنعة ويسيرون بجانب نعوش رفاقهم.

وتقسم منظمة الجهاد، مقاتليها الى خلايا تضم اربعة الى خمسة افراد يتلقون تعليماتهم من قادتهم عن طريق قنوات سرية. وقال ابو مجاهد في لقاء سري بغزة «كل منا لديه سترة المفرقعات الخاصة به حتى نكون مستعدين عند صدور الامر... انه حلم كل شاب ان يسعى الى القيام بعملية استشهادية حتى يدفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لعدوانهم».

ولابو مجاهد ثمانية ابناء وابلغ عائلته بما يعتزم القيام به. ويقول «انهم فخورون بي». ويصر على ان التفجيرات ليست ارهابا ولكنها سلاح فلسطيني ضد اسرائيل المدججة بالسلاح. وابو مجاهد انيق وعلى درجة طيبة من التعليم ويرتدي نظارة ويبدو مثل مدرس وليس مقاتلا. واوضح انه يفضل ضرب هدف اسرائيلي عسكري وعند صدور الامر لن يشعر بوخز الضمير لاسالة دماء مدنيين. وقال «عندما يتوقف الاسرائيليون عن قتل نسائنا واطفالنا سنتوقف عن قتل نسائهم واطفالهم».