بوتفليقة يعرض على خاطفي الرهائن العفو مقابل إنهاء الأزمة وقوات الأمن تعثر على آليات تعود للسياح الأوروبيين

TT

استراسبورغ (فرنسا) ـ الجزائر ـ وكالات الانباء: أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من مقر البرلمان الاوروبي امس استعداده لإخلاء سبيل خاطفي الرهائن الاوروبيين الخمسة عشر اذا تم اطلاق الرهائن من دون الحاق اي اذى بهم. ودافع الرئيس الجزائري من ناحية اخرى عن استجابة حكومته في التعامل مع الزلزال المدمر الذي تعرضت له الجزائر في الآونة الاخيرة.

وقال بوتفليقة في مؤتمر صحافي عقده بعد إلقائه كلمة امام البرلمان الاوروبي في مدينة استراسبورغ الفرنسية انني «من اجل انقاذ ارواح، على استعداد ان اترك الارهابيين طلقاء. هذا اقصى ما استطيع القيام به»، من دون ان يقدم تفاصيل اكثر، او يشير الى موقف الحكومة الجزائرية مما تردد عن مطالبة الخاطفين بفدية.

يشار الى ان السياح المختطفين، وهم 10 المان و4 سويسريين وهولندي، محتجزون في الصحراء الجزائرية على الارجح لدى الجماعة السلفية للدعوة والقتال المرتبطة بتنظيم «القاعدة». واشارت تقارير صحافية جزائرية الى ان السياح قد تم توزيعهم على مجموعات.لكن الرئيس اكد امس ان وضعية الرهائن لم تتغير، وانهم «كلهم في مكان واحد» و«تم تحديد مكان الرهائن والمسؤولين» عن احتجازهم. واوضح الرئيس الجزائري ان عملية تحرير الرهائن كانت ستتم بطريقة اسرع «لو توفرت لدينا المعدات». واكد ان الجزائر «في حاجة الى معدات متطورة».

وافادت صحيفة «الوطن» الجزائرية امس ان قوات الامن عثرت في منطقة ايليزي (1500 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية) على اربع دراجات نارية وسيارة عائدة للسياح الاوروبيين المحتجزين، ونقلت عن مصدر امني قوله ان الدراجات الاربع قد تكون للسويسريين الاربعة بينما السيارة تخص «على ما يبدو» السائح الاماني المختفي منذ 22 فبراير (شباط) الماضي. يشار الى ان منطقة ايليزي تتشكل من سلسلة من الشلالات ولا يمكن عبورها الا بواسطة الجمال وغير مقصودة عمليا. وقالت الصحيفة ان الآليات كانت مخبأة «بعناية» تحت الصخور من قبل الخاطفين.

من ناحية اخرى، دافع بوتفليقة امام البرلمان الاوروبي عن استجابة حكومته للزلزال المدمر الذي تعرضت له الجزائر في 21 مايو (ايار) الماضي واصيب فيه اكثر من الفي قتيل و10 آلاف جريح واصبح بسببه نحو 80 الفاً بدون مأوى. ودافع الرئيس الجزائري امام النواب الاوروبيين عن الحكومة وما تعرضت له من انتقادات من جانب بعض المواطنين الجزائريين بالبطء في التحرك مما زاد في ارتفاع عدد القتلى تحت الانقاض. وقال بوتفليقة: «في هذه الظروف الصعبة، لقد قامت الدولة بالواجب الذي تحمله على عاتقها. انني اؤكد ان المساعدة تم تقديمها الى كل الضحايا واننا سنعيد اعمار المناطق المتضررة من الزلزال. التضامن ليس فقط كلمة تقال».

وطلب الرئيس الجزائري من الاتحاد الاوروبي المساعدة في التعامل مع ازمة الزلزال، قائلاً: «انه سيكون فخراً مبالغاً فيه القول اننا لسنا في حاجة» الى مساعدة. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك اكد اول من امس ان قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى تعهدوا بتقديم مساعدات للجزائر «الصديقة» للتغلب على مخلفات الزلزال.