محللون يشككون في مختبرات الأسلحة الجرثومية العراقية

TT

واشنطن ـ رويترز: قالت صحيفة «نيويورك تايمز» امس ان بعض المحللين البارزين في شؤون الاستخبارات الذين فحصوا شاحنات عراقية يشتبه في انها كانت تستخدم في صنع اسلحة بيولوجية شككوا في ان هذه الشاحنات استخدمت في صنع مواد جرثومية. وقالت الصحيفة ان ثلاثة فرق على الاقل من الخبراء الغربيين فحصوا الشاحنات والادلة التي تم الحصول عليها من هذه الشاحنات. واضافت الصحيفة انه بينما اعتقد أول فريقين تقريبا ان الشاحنات كانت تستخدم في صنع اسلحة بيولوجية فان الفريق الثالث المكون من محللين بارزين ساد بينهم انقسام شديد في هذا الشأن. واشارت الولايات المتحدة الى اكتشاف هذه الشاحنات التي وصفتها بأنها مختبرات متنقلة لصنع الاسلحة البيولوجية على انها دليل على ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت لديه اسلحة دمار شامل لكنه ربما دمرها قبل بداية الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في مارس (آذار) الماضي. وقالت «نيويورك تايمز» ان المحللين الذين لم تكشف عنهم والذين شككوا في ان الشاحنات كانت تستخدم في صنع اسلحة جرثومية اشاروا الى ان هذه الوحدات تفتقر الى امكانيات التعقيم بالبخار وهي خطوة ضرورية لصنع الاسلحة البيولوجية.

وقالت الصحيفة انه حتى لو كان امكن الالتفاف على هذه الخطوة فان كل وحدة كانت ستصنع كمية صغيرة من سائل جرثومي يحتاج الى مزيد من المعالجة في مصنع اخر لتركيزه وتحضيره للاستخدام كسلاح، وبالاضافة الى ذلك فان هذه الشاحنات ليست لديها وسيلة متاحة لازالة السائل الجرثومي من خزان المعالجة، مستشهدة في ذلك بخبراء في الشرق الاوسط وبريطانيا والولايات المتحدة. وقال بيل هارو المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه» للصحيفة ان الحكومة الاميركية متمسكة بالتأكيدات التي قدمتها في ورقة بيضاء اوجزت فيها المعلومات الخاصة بالوحدات المتنقلة لانتاج الاسلحة البيولوجية العراقية، لكنه اشار الى ان تلك التقارير كانت من وجهة نظرهم الخاصة.

وقال احد كبار المحللين الذين استشهدت برأيهم صحيفة «نيويورك تايمز» والذي شاهد الادلة التي تم الحصول عليها من الشاحنات نفسها «ليست لدي ثقة كبيرة في انها (أي الشاحنات) كانت جهاز اكثار للجراثيم» وزعم ان الورقة البيضاء «اعدت بسرعة وتبدو سياسية». وزعم العلماء العراقيون ان هذه الشاحنات كانت تستخدم في انتاج الهيدروجين للمناطيد المستخدمة في التنبؤ بالطقس بينما قالت الحكومة الاميركية ان هذه الرواية ذكرت للتغطية.