الرجوب لـ«الشرق الأوسط»: من سيتحمل تبعات خطاب أبو مازن في قمة العقبة؟

TT

دعا مسؤول الامن الوقائي السابق في الضفة الغربية جبريل الرجوب الحكومة الفلسطينية الى العمل على تحقيق حد ادنى من الاجماع الوطني على أي خطاب سياسي. وقال الرجوب في تصريحات لـ«الشرق الاوسط»: «لا يضير الحكومة ان تطلع جميع القوى السياسية على الخطوط العريضة للموقف السياسي كي تضمن نتائج ايجابية فيما يتعلق بتوحيد الصف الفلسطيني».

وأعرب الرجوب عن أسفه تجاه خطاب رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) في قمة العقبة، وقال: حتى «حركة فتح» لا ترى ان الخطاب معبر عن توجهاتها المرحلية». وتابع متسائلا «من يتحمل نتيجة الخطاب الذي ألقاه»؟

وطالب الرجوب أبو مازن باعادة النظر في مجمل الصيغ والآليات التي يعتمد عليها في ادارة الحكومة بما يضمن حداً ادنى من الالتفاف من حركة فتح حول توجهات الحكومة، محذرا من أنه دون ذلك سيكون هناك كارثة. واشار الى «ان الفرض امام الفلسطينيين محدودة والمطلوب استغلال هذه الفرص لكن ليس على حساب الوحدة الوطنية». وانتقد المسؤول الفلسطيني السابق تحديد أبو مازن بدء الهدنة بثلاثة اسابيع، واصفا هذا التحديد بأنه «سلبي»، موضحا ان القوى السياسية الاخرى لها برامجها. وقال «كان الاجدر ان نتوصل لاتفاق دون ان نعلن عن توقعات لأن الطرف الآخر يمكن ان يوظف هذه التوقعات لصالحه وهذا ما حدث».

واعتبر الرجوب انه «لا توجد حكومة فلسطينية يمكنها ان تسوق تحقيق الامن للاسرائيليين دون اجراءات اسرائيلية حقيقية على الارض تخفف من معاناة الفلسطينيين اليومية والمتعلقة بالحياة المعيشية والاقتصاد وبقناعة ان العملية السلمية ستحقق بالفعل دولة فلسطينية». وقال «اذا انعدم ذلك فاين الحافز والدافع لابن الشارع أو رجل الامن ليتوقف عن نضاله»، محذرا من «الاستهتار بالشعب وبالقوى السياسية والقيادة لان ذلك من شأنه ان يقود ذلك الى نتائج غير محمودة خاصة اذا حاولت ان تنفرد أو أن تراهن على رغبة دولية في انجاح الحكومة».

واعرب عن تفاؤله بعقد جلسة مصارحة بين أبو مازن وقيادة فتح لمعالجة الاخطاء التي حدثت ولملمة الوضع وايضا ان يتم سد الفجوة التي بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والحكومة الفلسطينية، مشيرا الى اهمية حدوث تنسيق.

واستبعد الرجوب نجاح الاسرائيليين أو الاميركيين في شطب عرفات من المعادلة بدون تعاون عناصر فلسطينية. واعرب عن قلقه تجاه تصريح ادلى به الوزير الاسرائيلي ايهود أولمرت يقول «ان بعض الوزراء الفلسطينيين قالوا له انه في غضون عام فان دور عرفات سينتهي». ودعا الرجوب الى اصدار بيان رسمي عن الحكومة الفلسطينية ترفض فيه هذا الادعاء.

وشدد الرجوب على ان الهدنة لن تتحقق بدون افق سياسي يوقف العدوان ويكون مقدمة لانهاء الاحتلال. وقال «بدون خطوات عملية وجدية تمنح الفلسطينيين الامل في مستقبلهم لا يستطيع اي زعيم سياسي تحقيق الهدنة».

ولفت الرجوب انه حتى الآن لم يمنح الاسرائيليون موافقة واضحة على «خريطة الطريق»، مشيرا الى ان «هناك قيادات في الجيش الاسرائيلي ترفض هذه المبادرة وبايعاذ من شارون».

وتابع: انني كمسؤول سابق اؤكد ان هناك 99% من الاجراءات الاسرائيلية لها علاقة بالامن والغاؤها يمكن ان يخلق اجواء ايجابية وحينئذ يمكن تنفيذ الاستحقاقات الفلسطينية. بدون ذلك استبعد تماما حدوث تقدم في المسار السلمي.

واعلن الرجوب انه ملتزم بأن يكون عاملاً ايجابياً من اجل تحسين العلاقة بين الرئيس عرفات وبين أبو مازن، موضحا انه يعمل على تقليص الفجوة بينهما لان هناك من يسعى لتأجيج الخلافات بينهما.

ودافع الرجوب عن الرئيس الفلسطيني قائلا: انه اكثر شخص مهتم بتحقيق اتفاق سلام لانه معني بتتويج مسيرته النضالية بتحقيق الاستقلال والدولة الفلسطينية.