السعودية تكشف عن هوية 12 من منفذي العمليات الإرهابية في الرياض أبرزهم خالد الجهني الملاحق أميركيا وسعوديا

TT

اعلنت السعودية امس هوية 12 انتحاريا قاموا قبل 26 يوما بعمليات تفجير في ثلاثة مجمعات سكنية اوقعت 35 قتيلا ونحو مائتي جريح، فيما جرى التأكيد على ان التحريات والتحقيقات ما زالت جارية لكشف المزيد من الاسماء. وتكشف من البيان الصادر عن وزارة الداخلية السعودية وبثته وكالة الانباء السعودية، عن وجود خمسة انتحاريين كانوا ضمن قائمة الـ19 المتهمين بالارهاب، والتي سميت «خلية اشبيليا» التي نشرتها السلطات السعودية في 7 مايو (ايار) الماضي. كما اشار البيان الى اكتشاف السلطات السعودية في 24 مايو الماضي لما مجموعه 138 قالبا من مواد شديدة الانفجار، خلال مداهمة لمنزل سكني في محافظة الخرج المجاورة للعاصمة السعودية، وتزن المتفجرات اكثر من 128 كيلوغراما من مادة «دي اكس آر».

ووفق معلومات توفرت لـ«الشرق الأوسط» في منتصف الشهر الماضي واكدها الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي خلال حديث خاص لمراسل الصحيفة في جدة، فإن السلطات السعودية توصلت الى تحديد هوية خمسة من انتحاريي الرياض عقب اقل من 10 ايام من وقوع احداث الرياض.

وامس كشفت قائمة وزارة الداخلية عن اسماء الخمسة اضافة الى سبعة آخرين، وهم: خالد محمد بن مسلم العروي الجهني (خلية اشبيليا)، ومحمد عثمان عبد الله الوليدي الشهري (خلية اشبيليا)، وهاني سعيد احمد آل عبد الكريم الغامدي (خلية اشبيليا)، وجبران علي احمد حكمي خبراني (خلية اشبيليا)، وخالد بن ابراهيم محمود بغدادي، ومحماس بن محمد محماس الهواشلة الدوسري، ومحمد بن شظاف علي آل محزوم الشهري، وحازم محمد سعيد كشميري، وماجد عبد الله سعد بن عكيل، وبندر بن عبد الرحمن منور الرحيمي المطيري، وعبد الكريم محمد جبران يازجي (خلية اشبيليا)، وعبد الله فارس بن جفين الرحيمي المطيري.

واغلق بيان امس التكهنات حول مصير واحد من ابرز المطلوبين امنيا على المستوى الدولي بتهمة ضلوعه في التخطيط لاعمال ارهابية وهو خالد محمد بن مسلم الجهني، 30 عاما تقريبا، والذي سبق لجهاز الاستخبارات الاميركية التحذير من خطورته في مطلع العام الماضي، لتأتي قائمة السلطات السعودية بكشف هوية 19 متهما بالارهاب مُعززة لحجم التحذير من نشاطاته. وكان الجهني قد ظهر سابقا في شريط عثر عليه في افغانستان بثته العام الماضي وكالة الاستخبارات الاميركية، وبدا فيه يقبل بندقية كلاشنيكوف وهو يضحك. وكانت عائلة الجهني، قد ذكرت لـ«الشرق الأوسط» في فترات متقطعة خلال الاعوام الماضية عن اعتبارها «ان خالد توفي حسب مكالمات وردت لنا من اماكن مختلفة تؤكد انه استشهد في معارك في الشيشان، ومرة قالوا لنا انه استشهد في البوسنة والهرسك». وهو ما يدفع، بعد بيان امس، الى التشكيك في قائمة طويلة من السعوديين الذين اعتبرت عائلاتهم انهم قتلوا في معارك في اماكن متفرقة من العالم.

ورغم ان اعلان المصدر المسؤول بوزارة الداخلية امس لم يشر الى علاقة الانتحاريين بأي من التنظيمات الارهابية، إلا انه من طبيعة بعض الاسماء بات من المؤكد ارتباط تنظيم القاعدة بدور رئيسي في تفجيرات مجمعات «الحمراء» و«اشبيليا» و«فينيل» السكنية في الرياض.

واكد مصدر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية السعودية على تعاون عائلات المشتبه بتورطهم في حوادث الرياض، وذلك عند الطلب منهم اخذ عينات دم من جميع افراد عائلاتهم. وتحدثت «الشرق الأوسط» لمجموعة من العائلات المشتبه في ضلوع ابنائها فاعتبروا انهم «في خدمة التحقيقات وما يراه المسؤولون في خدمة اظهار الحقائق». وقال والد من احدى الاسر التي اخذ من افرادها عينات دم «تعاونا مع طلب السلطات بدون ادنى انزعاج. فهذا الامر اما يعفينا من الاشتباه أو انه يساعد سلطات بلادنا في حفظ الامن وتتبع المفسدين حتى وان كانوا من ابنائنا». من جانبها، قالت عائلة اخرى ثبت انتحار احد ابنائها في عمليات إرهاب الرياض «جاءنا الطلب بشكل رسمي لكنه يبالغ في الحرص على مشاعر جميع افراد عائلتنا ونحن نشكرهم (السلطات) على انجازهم لعملهم دون الحاجة الى جرح مشاعرنا لا بتصرف او كلام يسيء لشعورنا»، وقالت الاسرة «جاءتنا مجموعة من رجال الامن معهم اطباء واخذوا عينات من جميع افراد العائلة بدون استثناء».