هيلاري كلينتون تطل على العالم عبر مذكراتها غدا: وافقت وزوجي على استشارة اخصائي زواج أثناء أزمة لوينسكي

TT

رغم ما يشبه الحظر العسكري المفروض عليه، فان الكتاب الذي يحوي مذكرات السيدة الاميركية الاولى السابقة هيلاري كلينتون بعنوان «التاريخ الحي»، قد جرى بيعه في مكتبة واحدة على الاقل وحصلت «واشنطن بوست» على نسخة منه.

تبدو هيلاري كلينتون ساخطة احيانا ومنعزلة احيانا اخرى، فقد سردت في الكتاب بعض تجاربها العاطفية وكأنها تراقب الموقف عن بعد، بيد ان قراءة متفحصة للكتاب ربما تسلط بعض الضوء على واحدة من اكثر الشخصيات تعقيدا في السياسة الاميركية المعاصرة.

تبدو هيلاري من خلال ما كتبته قادرة على الفصل بين بيل كلينتون الزوج وبيل كلينتون الرئيس، فهي تتنقل في تناولها ما بين الشخصي والسياسي. ذكرت هيلاري ايضا انها وزوجها وافقا على مقابلة اخصائي في شؤون الزواج لتقديم النصح والمشورة. واضافت ان التزام الصمت خلال مثل هذه المحن هو ما كان يجب عليها ان تفعله. وحول تعاملها مع مشاكل الزوجية، اوردت هيلاري كلينتون في مذكراتها انها تعاملت من هذه المشاكل «بنفس الطريقة التي يمكن يتعامل بها سائق رافعة شوكية مع مشكلة مماثلة»، اي الاستمرار في الحياة اليومية بصورة عادية.

كتبت هيلاري كلينتون: «اعتقد ان ما فعله زوجي كان خطأ من الناحية الاخلاقية، كما كان ايضاً خطأ كذبه وتضليله للشعب الاميركي حول ما فعل. كنت ادرك ايضا ان العيب الذي كان يعاني منه لم يكن خيانة لبلده». اما التقرير الذي اعده المحقق الخاص كينيث ستار، حسبما اوردت هيلاري في مذكراتها، فقد كان «عبارة عن شهادات اولية لهيئة محلفين عليا جرى الحصول عليها من شهود لم يتم استجوابهم من قبل المحكمة». كما اوردت ان التقرير نشر امام الرأي العام دون اعتبار لاي انصاف او موقف متوازن. اما كينيث ستار نفسه، فتصفه هيلاري في كتابها بانه «تجاهل الدستور واستغل سلطاته لاهداف خبيثة تتمثل في اطاحة الرئيس».

الكتاب، الذي جاء في 560 صفحة، مقسم الى 38 فصلا مع عناوين متقطعة مثل «فينس فوستر» و«توجيه الاتهام بصور رسمية»، كما احتوى على مقدمة للمؤلف وجزء مخصص للاهداء.

فهرس الكتاب، الذي سيكون اول جزء سيطلع عليه القراء وبتركيز شديد في الغالب، جاء في 25 صفحة، ومن الاسماء المألوفة الواردة مونيكا لوينسكي وتوم هانكس وانديرا غاندي وديفيد برودر وتامي وينيت وروزا باركس وبيكاسو والتون جون.

تشتمل مذكرات هيلاري كلينتون، التي اوردت فيها تفاصيل عن حياتها ابتداء من طفولتها بولاية ايلينوي حتى سنوات حياتها كسيدة اولى، على كيفية اكتشافها لخيانة زوجها اثر العلاقة التي اقامها مع المتدربة السابقة مونيكا لوينسكي. كتبت هيلاري: «ادركت انه يجب علي وبيل ان نبلغ ابنتنا تشيلسي بما حدث. عندما قلت له انه يتعين عليه ابلاغ تشيلسي، اغرورقت عيناه بالدموع». وكتبت ايضا ان زوجها قد خان الثقة التي بني اساسا عليها زواجهما، كما اعترفت بان كليهما ادرك ان ما حدث ربما يكون «خرقا لا يمكن اصلاحه».

اعترفت هيلاري ايضا في مذكراتها بانها استعانت بصديق بغرض الاستشارة والنصح ولمساعدتها في تجاوز تلك الايام المظلمة التي تصفها بانها «اكثر تجربة مدمرة ومروعة وجارحة في حياتي».

وفي ما يتعلق باعتراف زوجها بصورة رسمية على شاشات التلفزيون، كتبت هيلاري ان ما يزيد على ستة من مستشاري زوجها، بمن فيهم بول بيغالا وجيمس كارفيل وهاري وليندا توماس، التقوه للتباحث معه حول مسألة الاعتراف بخطأ ما ارتكبه. وقالت هيلاري انها فضلت في البداية ان تبقى بعيدة عن هذا الامر لانها لم تكن ترغب في «مساعدة بيل في صياغة بيان عام حول مسألة تعد انتهاكا لمشاعرها المتعقلة بالحشمة واللياقة والخصوصية»، لكنها في نهاية الامر وبدافع «العادة او الفضول وربما الحب»، توجهت الى الطابق العلوي. كتبت هيلاري كلينتون بصورة تنم عن التعاطف مع مأزق زوجها الذي كان يريد الاعتذار لكنه في نفس الوقت لا يريد الظهور بمظهر الرئيس الضعيف في نظر العالم.

تجدر الاشارة الى ان وكالة «اسوشييتد برس» للانباء كانت الجهة الوحيدة، باستثناء الناشر، التي حصلت على نسخة من مذكرات هيلاري كلينتون بعنوان «التاريخ الحي»، اذ تحدثت الوكالة حوله بداية هذا الاسبوع، مما اثار غضب دار النشر، «سايمون اند شوستر»، التي تدرس حاليا امكانية رفع دعوى ضد الوكالة بسبب خرق الحظر على الكتاب وذكر مقتطفات منه قبل صدوره.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»;