فريق بوش لتطبيق «خريطة الطريق» سيضم 10 أشخاص برئاسة وولف وسيتمركز في القدس

TT

يعتقد مراقبون ان قرار الرئيس الاميركي جورج بوش إرسال فريق تنسيق هذا الاسبوع الى اسرائيل وتعيين مستشارته لشؤون الامن القومي، كوندوليزا رايس، كممثلة شخصية له في الشؤون الفلسطينية ـ الاسرائيلية، يعتبر مؤشرا على اعتزامه منع أي تراجع محتمل لأي من طرفي النزاع عن الالتزام بالعمل لتحقيق السلام.

كما تثبت هذه الخطوات الولايات المتحدة، وفي نهاية الامر الرئيس بوش نفسه، كحكم على أداء الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في ما يتعلق بقضية السلام، مما يضع البيت الابيض في دور رسمي ظل يؤيده على مدى فترة طويلة خبراء شؤون الشرق الاوسط الذين يعتقدون ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لن يبديا التزاما ثابتا تجاه تحقيق السلام ما لم يكن هناك تشجيع وتوسل من جانب رئيس أميركي. اما دور كوندوليزا رايس على وجه التحديد، فيمثل خروجا عن محاولات بوش الفاترة خلال الفترة الماضية لتهدئة العنف وإعادة الجانبين الى طاولة المفاوضات. وبتعيينه اكثر مستشار مقرب منه في مجال السياسة الخارجية، يكون بوش قد بعث برسالة واضحة مفادها ان كوندوليزا رايس عندما تتحدث، فإنها ستتحدث باسمه، إذ علق الجنرال المتقاعد آنتوني زيني، الذي كان وسيطا بين الفلسطينيين والاسرائيليين عام 2001، قائلا ان مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي ستمثل سلطة الرئاسة، مؤكدا انها ستجد تعاونا من جانب وزير الخارجية، كولن باول. وقال زيني معلقا ان بوسع كوندوليزا رايس «رفع سماعة الهاتف والتحدث مع الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله والاطراف الاوروبية»، على حد قوله، مؤكدا انها تتمتع بالنفوذ المطلوب لأداء المهمة المكلفة بها. أما بوش نفسه، الذي كان حريصا على عدم تكرار تجربة سلفه بيل كلينتون، فقد ظل مبتعدا عن هذه المهمة تاركا زيني الذي بات ينظر اليه وكأنه رجل كولن باول، وابلغ بوش الصحافيين بعد قمة العقبة انه يعتزم بذل كل جهد ممكن لإنجاح مشروع السلام. مؤكدا على مصادقته لتكوين فريق التنسيق الذي سيترأسه جون وولف، وهو دبلوماسي أميركي شارك في مساعي الادارة الاميركية لوقف انتاج الاسلحة المحظورة في كل من العراق وإيران وكوريا الشمالية. ومن المقرر ان يرأس وولف، الذي عمل في السابق سفيرا للولايات المتحدة لدى ماليزيا ويعمل حاليا مساعدا لوزير الخارجية الاميركي لشؤون الحد من انتاج الاسلحة المحظورة، فريقا من عشرة اشخاص على الاقل من المنتظر ان يكون مركزه في القدس حيث من المتوقع ان يجد وضعا معقدا بعد عامين من القتال المرير. من جانبه قال مسؤول على صلة بشؤون سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الاوسط انه ستكون هناك الكثير من الردود والاستجابات والاستماع لادعاءات وأولويات مختلف الاطراف. جدير بالذكر ان وولف، الذي عمل بوزارة الخارجية الاميركية لمدة 33 عاما، لا يملك خبرة رسمية في شؤون منطقة الشرق الاوسط، لكنه معروف كشخص منضبط وصارم ومنفتح في نفس الوقت. ووصف مسؤول سابق في الادارة الاميركية ان وولف «شخص جاد وصارم قادر على انجاز المهام الموكلة اليه».

ويرى محللون ان الغرض من تعيين وولف وكوندوليزا رايس هو ملء فراغين كبيرين في ما يبدو مع زيادة الضغوط في نفس الوقت على الادارة الاميركية لإحراز نتائج ملموسة. ويعتقد ديفيد ماكوفسكي، الباحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، ان قرار الرئيس بوش بوضع نفسه في قلب النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي يعتبر في حد ذاته خطوة مشجعة وواعدة. وقال ماكوفسكي معلقا ان ثمة مرحلة جديدة تحاول الادارة الاميركية فيها إعادة الشرعية للشراكة التي ظلت مفقودة على مدى سنوات مع تجنب الخطأ الرئيسي الذي ارتكب في حقبة التسعينات، إذ أشار ماكوفسكي الى ان عملية السلام التي بدأت في اوسلو انتهت الى العداء والجمود. وأضاف معلقا ان الالتزام باتفاق اوسلو لم يكن مسألة ذات اهمية كبيرة لأنه لم تكن هناك عواقب مترتبة على ذلك، اما الآن فالأمر يختلف لأن هناك جهة تراقب الوضع باستمرار، على حد قوله.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»