الجماعة الإسلامية في مصر تلغي مناهجها وتستبدل كتب الإخوان بها

TT

في مفاجأة غير متوقعة، كشفت مصادر أصولية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الاسلامية المصرية قررت إلغاء تدريس كتبها المستمدة من الفكر السلفي لكوادر الجماعة، واستبدال كتب جماعة الاخوان المسلمين، خاصة كتب الشيخين يوسف القرضاوي ومحمد الغزالي بها رغم مرحلة العداء والخلاف التاريخي بين الجماعتين.

وحسب المصادر، فإن الجماعة الاسلامية قررت الغاء تدريس اهم كتبها ومناهجها التي كانت تعد المحرض الأول على التوجه المسلح داخل المجتمع لمواجهة الدولة ونظامها الحاكم وأجهزتها الأمنية، مما يشكل انقلاباً فكرياً وتنظيمياً داخل الجماعة. وتضم قائمة الكتب الملغاة مجموعة كبيرة من مراجع الجماعة، يأتي على رأسها كتب «حتمية المواجهة» لمسؤول مجلس شورى الجماعة كرم زهدي، و«ميثاق العمل الاسلامي» الذي وضعه ثلاثة من أبرز قادة الجماعة وهم أسامة حافظ وعصام دربالة وعاصم عبد الماجد، وكتاب «حكم الطائفة الممتنعة».

من جانبه، قال المحامي الاسلامي ممدوح اسماعيل ان هذا التحول في فكر الجماعة الاسلامية وتوجهاتها يأتي استكمالاً لسلسلة المراجعات الفكرية التي بدأتها الجماعة قبل سنوات عندما أطلقت مبادرة وقف العنف عام 1997، ثم كتب المراجعات الفكرية الأربعة بداية العام الماضي. وأضاف أن «تحولات الجماعة الاسلامية لم تعد علمية فقط ولكنها أيضاً امتدت الى التحول المنهجي، وهذا أمر بدا واضحاً من كتب مراجعاتها الأخيرة». وقال ان «هذا التحول غيّر خطها المنهجي من الفكر السلفي المتشدد إلى الاعتدال الاخواني المعروف الذي كان نقطة الخلاف الرئيسية في السابق بين الإخوان والجماعة الاسلامية».

وأكد اسماعيل أن الجميع يأمل في أن تصل محاولات الجماعة الاسلامية المتلاحقة في اشعار الرأي العام بمصداقية تحولها السياسي الى أرض صلبة وألا تجد نفسها في نهاية الأمر فاقدة لكينونتها ووضعها الاسلامي الدعوي. ورغم قرار الجماعة الاسلامية نبذ أفكارها القديمة والتقارب الى فكر جماعة الاخوان التي يعتبرها المراقبون العباءة الرئيسية لتفريغ أصحاب الأفكار المتشددة ،إلا أن هذا التحول لم يتمكن من ازالة مرحلة العداء المتأصلة بين الجماعتين.