مجلس الوزراء اللبناني مرشح لمزيد من «التعطيل» ودعوات لرئيسي الجمهورية والحكومة لـ«تجاوز الخلافات»

TT

لم تظهر في العاصمة اللبنانية اي مؤشرات انفراج في العلاقة المتوترة بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري والتي عطلت جلسات سابقة لمجلس الوزراء، وتنذر بتعطيل جلسات اخرى بسبب سفر الحريري امس الى البرازيل والسفر المقرر لرئيس الجمهورية لاحقاً الى بلغاريا. وتردد ان هذه الخلافات ادت الى تعطيل مشاريع بمليار و100 الف دولار اميركي.

وفي هذا الاطار زار امس وزير الثقافة غازي العريضي، المقرب من النائب وليد جنبلاط، رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان اللقاء «كان مناسبة للتأكيد على اهمية تفعيل عمل مجلس الوزراء لتحقيق انتاجية واضحة وملموسة عند اللبنانيين حتى لا يبقى الشلل والجمود قائمين». وقال: «اننا نعتبر ان تعزيز العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة امر ضروري على قاعدة من التعاون والتضامن، وفي يقيننا ان هذا التعاون يكون محصناً من خلال مشاركة اعضاء الحكومة، مما يكسب العمل الحكومي مناعة وحماية».

الى ذلك، اعلن وزير الدولة اللبناني الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الموالي لسورية في لبنان عاصم قانصوه انه مع تمديد ولاية رئيس الجمهورية لكنه اعتبر ان «لا ضرورة لفتح النقاش قبل اوانه» مشيراً الى ان «هدف البعض من طرح هذا الموضوع هو وضع العصي في دواليب الحكومة».

وقال قانصوه في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» امس تعليقاً على الخلاف السائد بين الرئيسين لحود والحريري: «المسألة بدأت بتركيبة هذه الحكومة». وتابع: «المتضررون من هذه الحكومة اكثر من الموالين لها سواء من داخل الحكم ام من المعارضة لأسباب متعددة ابرزها الملفات التي ستناقشها هذه الحكومة، ومنها قانون الانتخاب واللامركزية الادارية ومسائل حساسة كالتمديد او عدمه. وما حصل هو ان الموالين الذين لم يصبحوا اعضاء في الحكومة اما انهم يقفون ضد الحكومة علنا، او تحت ستار محاربة التمديد. كما ان المعارضين مسرورون لهذا الخلاف الرئاسي. وفي رأيي ان الخلاف ليس على المواد بل على النهج وكيفية النظر الى الهدر. وهذه مسألة ليست وليدة الساعة بل حصلت سابقاً. ولا يجوز ان نحمل هذه الحكومة منذ اليوم وزر ما حصل سابقاً».

وشدد قانصوه على انه «ليس هناك ازمة حكم في لبنان ولا يمكن ان يحصل هذا الامر لان التوازنات القائمة في البلد تمنع ذلك». ورأى ان ادارة «الجلسات خاطئة وتسبب تفاقم المشكلات على هذا النحو، كأنه المطلوب لهذه الحكومة التي عقدت ثلاث جلسات، كانت كلها جلسات خناق ومشكلات، الا تنجح، واذا اردت تحديد المسؤولية في هذه المسألة اقول ان الجميع مسؤولون لانهم لا يعرفون كيفية التعاطي مع المسائل. كما ان الاختلاف في الرأي بين الرئيسين في التوجه وكيفية المعالجة هو اساس الخربطة في مجلس الوزراء». واضاف: «اذا استمرت الامور على هذا النحو النفسي وتسلط الرأي وبقي كل واحد يتمترس وراء رأيه، بدءاً من الرئاسات وصولاً الى الوزراء، فلا اعتقد ان هذه الحكومة وأي حكومة اخرى ستكون قادرة على العمل. وعما اذا كان يعتبر ان الرئيس الحريري مسؤول عن هذه الاجواء قال: «هو وسواه مسؤولون. كلنا مسؤولون عن هذا الموضوع».

من جهته اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية اسعد دياب ان «الخلافات هي بداية الافلاس»، مبدياً استغرابه «كيف ننتصر في القضايا الكبرى ونخسر في غيرها».

ورأى النائب محمد عبد الحميد بيضون، ان «الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية تجعل من الطبيعي ان تفتح المعركة الانتخابية، لكن من غير الطبيعي ان تصبح مصدر شلل»، مشدداً على ان «فتح معركة الرئاسة لا يعني دخول البلد في دائرة الشغب، انما فرصة لمزيد من الحوار والكلام على المستقبل». واعتبر بيضون «ان النظام يبدأ بالتوافق واذا لم يعط التوافق مفعولاً، نجرّب الآليات الاخرى». ورأى ان التوافق غير متعذر اليوم، ودعا الرئيسين لحود والحريري الى «التفاهم على الملفات الاساسية بعقد جلسات عمل» لافتاً الى «ان الرئيسين انضج من ان تبعد ما بينهما الخلافات الشخصية».