الصرب يقاطعون قداسي بابا الفاتيكان في أوسياك وجاكوفو

TT

قاطع الصرب الذين يمثلون الاغلبية في مقاطعة سلافونيا الشرقية الكرواتية قداسي بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني في كل من أوسياك وجاكوفو، ولم يستقبله من صرب المقاطعة التي ظلت تحت سيطرة صرب كرواتيا حتى عام 1996 سوى ممثل الكنيسة الارثوذكسية يوفان بافلوفيتش، الذي اعرب عن ترحيبه بالبابا، قائلاً «نحن جميعا ندعو للسلام في كرواتيا والبلقان والعالم». واضاف ان «الكنيسة الارثوذكسية لم ترفض الحوار ابدا مع الاطراف الاخرى ولكن لها وجهة نظرها الدينية الخاصة بالعقيدة المسيحية».

وكانت جهات كنسية كاثوليكية قد اتهمت الكنيسة الشرقية برفض الحوار في المسائل المختلف حولها التي تتعلق بمساواة المسيح لله (إلاه من إلاه)، بينما ترى الكنيسة الارثوذكسية انه دونه في الالوهية (إلاه دون إلاه)، وهي قضية كنسية لاهوتية لم تحل منذ اكثر من 1900 سنة. وقال اسقف زغرب يوسيب بوزانيتش ان «الحوار لا يزال مستمرا بين الكنائس حول عدد كبير من الخلافات العقائدية». وحضر القداسين اللذين اقامهما بابا الفاتيكان في كل من أوسياك وجاكوفو ما يزيد عن مائة الف نسمة حضروا من ست دول من بينها كرواتيا والبوسنة والجبل الاسود ومقدونيا وسلوفينيا وعدد من الدول الاخرى من بينها ايطاليا والنمسا وبولندا التي يحدر منها بابا الفاتيكان. كما زار البابا كاتدرائية جاكوفوا التي بناها الاسقف يوروي ستروسمار في القرن التاسع عشر وكان يدعو لوحدة العرق السلافي، بينما اتخذت الكنيسة الكاثوليكية في كرواتيا نهجا مخالفا في بداية التسعينات، حيث ناصرت التوجهات القومية الانفصالية في كرواتيا ودعمت موقف الرئيس تودجمان ضد وحدة يوغوسلافيا. وكان البابا حاسر الرأس عند القائه لمواعظه التي تحدث فيها عن ضرورة وحدة الكنائس والعائلة ودور الكنيسة في المجتمع. وقد اثرت السنين في نطق البابا (83 سنة)، الذي بدا متعبا ومرتعشا وخاتمه الذهبي يكاد يسقط من يده، حيث كان يقلب السين، شينا، ويحور معنى الكلمات بذلك، فتتحول كلمة الخالق باللغة الكرواتية التي القى بها كلماته الى الخانق وغير ذلك. مما اثار الضجر في نفوس المستقبلين حيث بدأت اعداد منهم تغادر المكان تاركين وراءهم اعلام الفاتيكان الصفراء.