صباح الأحمد يفتتح ندوة إعلامية بالكويت وينتقد دور الإعلام العربي في تغطية حرب العراق

TT

قال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان الاعلام العربي مر خلال الحرب الاخيرة في العراق «بتجربة عملية تستوجب التوقف عندها وبحث آثارها وتداعياتها».

واشار الشيخ صباح في كلمة افتتح بها مؤتمر «الاعلام ومتطلبات العصر» الذي بدأ اعماله امس في فندق «ماريوت» بحضور اكثر من 100 اعلامي عربي «الى انجراف بعض الاجهزة الاعلامية وراء الاهواء وعدم التزامها بالمصداقية والموضوعية». وقال «ان تلك الاجهزة ساهمت في تضليل المواطن العربي وحجب الحقيقة عن ناظريه فخلقت بذلك فجوة وجفاء بين المثقفين والاعلاميين والسياسيين في الوطن العربي واضرمت نار الفتنة والشقاق بينهم».

وقال الشيخ صباح: «لقد فرض علينا الاعلام وجوده، خاصة في ظل ما يشهده العالم من طفرة حضارية في مجال الاعلام والاتصالات واصبح محركا للاحداث في عالم اليوم ومقياسا لتحضر الامم وتقدمها ورقيها ومحددا لتوجهاتها وسلوكها». واكد ان هذا الدور الهام للاعلام «يفرض على القائمين والعاملين فيه توخي الصدق في النقل والموضوعية في تقدير المواقف».

وشدد الشيخ صباح على ان «بعض الاجهزة الاعلامية تصرفت خلال الحرب وكأن الحقيقة يمكن اخفاؤها وهو أمر مستحيل في ظل ما يشهده عالمنا اليوم من ثورة تكنولوجية هائلة في مجالات الاعلام والاتصالات».

واوضح ان هذا الملتقى الاعلامي «الذي حرصت دولة الكويت على احتضانه وتتطلع الى تحقيق غاياته يهدف الى الاسهام في اعادة المصداقية لاعلامنا العربي وهو امر في غاية الاهمية». واضاف «ان هذه الغايات تتطلب من العاملين في مجال الاعلام تضافر الجهود ووضع ايديكم على مواطن الخلل والداء حتى يتسنى الوصول الى الغاية المنشودة لا سيما ان الاجواء قد اصبحت اكثر ملاءمة في عالم متحضر ومتفتح على كل جديد ومتطلع الى كل معلومة وحقيقة».

ورحب الشيخ صباح بالمشاركين في الملتقى «على ارض الكويت العربية»، معربا عن سعادته بافتتاح هذا الملتقى الاعلامي «الذي يضم نخبة من كبار المسؤولين والاعلاميين والصحافيين على امتداد وطننا العربي الكبير».

يذكر ان الملتقى الذي يقام تحت رعاية الشيخ صباح الاحمد يستمر لمدة ثلاثة ايام. وكان المنسق العام للملتقى الاعلامي الاول ماضي الخميس قد القى كلمة افتتاحية اكد فيها «ان التطورات السياسية التي شهدتها وسوف تشهدها المنطقة العربية هي نتاج مباشر للتطور الاعلامي»، مشيرا الى «ان الاعلام العربي يحتاج الى وقفة مع الذات لاعادة التقويم وتحديد الاتجاهات واعادة رسم الاولويات». وشدد على اهمية الاعلام في توجيه الشعوب مشيرا الى التغطيات الاعلامية التي صاحبت حرب العراق قبل شهرين.

وقال الخميس: «رأينا كيف لعب الاعلام دورا في تغييب الحقائق عن الشعوب العربية من خلال تقديم معلومات مغلوطة واكاذيب ساهمت في خداع وتضليل تلك الشعوب» مبينا ان الحقائق لم تنكشف «الا بعد ان استيقظت العقول العربية على مشاهد الحقيقة وبشاعة حكم النظام العراقي البائد للشعب العراقي طوال 35 عاما». وحث الخميس المشاركين في المؤتمر على «بحث الاساليب التي لا بد من تأكيدها حتى لا تتكرر مثل هذه الخطايا وتعمل على توجيه شعوبنا العربية ووضع منهاج قويم لكي يقوم الاعلام العربي بدوره المهم في صالح الشعوب».

من جانبه اكد عميد كلية الاعلام بمصر الدكتور حمدي حسن باسم المشاركين في الملتقى انه على الرغم من ان الاعلام العربي لا يعاني حاليا قصورا مهنيا فان هناك انخفاضا في المعلومات وغيابا للموضوعية وطغيان الابهار التكنولوجي على المهنية. واشار الدكتور حسن الى الطفرة الاعلامية التي شهدها العالم العربي من خلال انتشار الفضائيات المستقلة عوضا عن الاعلام الوطني الخاضع للدولة. واوضح اهمية انعقاد الملتقى الاعلامي في دولة الكويت وفي ظل الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة العربية لاسيما الحرب في العراق وتداعيات تلك الحرب على الوضع السياسي والاقتصادي والاعلامي في المنطقة العربية وسائر دول العالم.

وعقدت بعد الجلسة الافتتاحية ندوة بعنوان «الاعلام العربي: الآمال والطموحات» ادارها الاعلامي يوسف عبد الحميد الجاسم وتحدث فيها النائب الدكتور احمد الربعي والاعلامي عثمان العمير رئيس موقع «ايلاف» الالكتروني واحمد البلوشي مدير عام مؤسسة الامارات للاعلام. كما عقدت جلسة مسائية بعنوان «الصحافة العربية وتحديات المستقبل» ادارها الاعلامي مارسيل غانم وتحدث فيها اسامة سرايا رئيس تحرير مجلة «الاهرام العربي» ومحمد عبد القادر الجاسم رئيس تحرير جريدة «الوطن» الكويتية.