فشل المحاولة الانقلابية في موريتانيا والقوات الموالية للرئيس ولد الطايع تبسط نفوذها على نواكشوط

غموض يكتنف قائد الانقلابيين ورفاقه وتأكد مقتل قائد أركان الجيش

TT

أنهت القوات الحكومية الموالية للرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع محاولة الانقلاب التي بدأت فجر الأحد. وأصبحت بعد 24 ساعة من بداية المحاولة الانقلابية تبسط نفوذها على مختلف أنحاء العاصمة،كما استعادت السيطرة على القصر الرئاسي وعلى مواقع حساسة أخرى احتلها الانقلابيون بعد معارك ضارية جرت اول من امس من بينها مبنى الاذاعة والتلفزيون ومقر قيادة أركان الجيش والدرك.

وكانت معارك جديدة اندلعت بالرشاشات الثقيلة والقذائف في وسط نواكشوط بين القوات الحكومية والانقلابيين فجر الاثنين بعد ليلة ساد فيها هدوء نسبي مشوب بالحذر.

ونشبت المعارك مع محاولة مجموعة من الانقلابيين رفضت الاستسلام للقوات الحكومية، استعادة السيطرة على مقر لواء المدرعات ومركز قيادة أركان الجيش والدرك واستمرت طيلة ثلاث ساعات لينتهي معها آخر جيوب المقاومة.

وكان حمود ولد امحمد، وزير الاتصال (الاعلام) والعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة قد أعلن بعد منتصف الليلة قبل الماضية فشل المحاولة الانقلابية التي قادها عقيد سابق في الجيش محسوب علي التيار البعثي في موريتانيا.

ونفت السفارة الأميركية في نواكشوط أمس نفيا قاطعا أن يكون الرئيس الموريتاني لجأ إليها.وأكد القائم بأعمالها جون اولسون للصحافيين أن الرئيس لا يوجد على الإطلاق في السفارة. كما نفى دبلوماسيون فرنسيون تقارير قالت إنه موجود بالسفارة الفرنسية في نواكشوط.

وقال الوزير ولد امحمد إنه «تمت السيطرة كليا على الانقلاب، واستسلم آخر المتمردين للقوات النظامية»، موضحا أن «الانقلابيين كانوا بقيادة العقيد المدعو صالح ولد حنانه».

وشدد الوزير ولد امحمد على ان الرئيس ولد الطايع بخير وفي مكان آمن. واشار الى انه ادار بنفسه سحق حركة التمرد. وفيما يكتنف الغموض مصير قائد المحاولة الانقلابية ورفاقه تأكد مقتل قائد اركان الجيش محمد الامين ولد انديان خلال مواجهات دامية بين الانقلابين ووحدات الجيش النظامي للسيطرة على مركز قيادة الجيش.

وتفيد بعض الأنباء أن العقيد علي ولد محمد فال مدير عام الأمن الوطني الموالي للرئيس ربما يكون هو الذي قاد العمل العسكري الميداني لإنهاء محاولة الانقلاب. واندلعت أمس عند منتصف النهار مظاهرات شعبية مؤيدة للرئيس ولد الطايع. وقام سكان العاصمة الموريتانية في سياراتهم بتسيير مظاهرات ومسيرات اتجهت صوب قصر الرئاسة لكن القوات الموالية للرئيس التي تحكم قبضتها على أهم المناطق في العاصمة منعت المتظاهرين من الوصول الى قصر الرئاسة. وشوهدت وحدات من الحرس والقوات الخاصة التي وصلت من داخل البلاد كتعزيزات لإحباط الانقلاب وهي تسير دوريات أمنية في مناطق مختلفة من وسط العاصمة فيما تشن هذه الوحدات عمليات تفتيش واسعة للسيارات الشخصية. وشاهدت «الشرق الأوسط» خمس دبابات مدمرة، اثنتان منها محترقتان على مقربة من مبنى الإذاعة كان المتمردون يستخدمونها في انقلابهم العسكري.

وبدا الوضع امس هادئا في العاصمة الموريتانية حيث يزاول السكان حياتهم العادية. وعادت المحالات التجارية إلى نشاطها لكن الادارات العمومية مازالت مغلقة، والاذاعة لم تستأنف ارسالها لكن مصادر قريبة من الحكومة اكدت أن التلفزيون سيستأنف بثه قريبا. ولم يعرف ما اذا كانت هنالك جيوب مقاومة للمتمردين في جنوب العاصمة حيث كان يوجد معقلهم في قيادة كتيبة الدبابات.

ولم تعد أصوات إطلاق النار والقصف المدفعي تسمع كما كان الحال في ساعات الصباح الأولى. وتركزت المعارك التي دارت ليلا في العاصمة في المناطق المحيطة بثكنة حي عرفات على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات في جنوب العاصمة الذي اصبح معقلا للمتمردين.

وقد تعذر تأكيد او نفي انباء من مصدر مستقل عن حملة اعتقالات واسعة لقادة المتمردين او «سيطرة» هؤلاء على رئيس الوزراء ورؤساء الاركان منذ الساعات الاولى من المحاولة الانقلابية. بينما شوهد مدير مكتب رئيس الجمهورية يتوجه بسيارته الرسمية الى القصر الجمهوري، فيما توجه بعض الوزراء ايضا الى مكاتبهم.

واكد مصدر قريب من السلطة ان رئيس الوزراء شيخ العافية ولد محمد خونة في وضع جيد. ولم تعرف دوافع المتمردين ايضا لان ايا منهم لم يوجه كلمة الى المورريتانيين عبر الاذاعة والتلفزيون.

وذكرت مصادر طبية ان المعارك ادت الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين والعسكريين لكنها لم تتمكن من ذكر اي ارقام في هذا الشأن.

وفي القاهرة، ادان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس محاولة الانقلاب في موريتانيا مشددا على ضرورة عودة الاستقرار الى البلاد.

وقال بيان للجامعة العربية تلقت رويترز نسخة منه ان موسى «أكد ادانته أي محاولة للاستيلاء على السلطة بالقوة».

واضاف ان موسى اتصل هاتفيا بوزير الخارجية الموريتاني محمد ولد الطلبه للاطلاع على أحدث التطورات في البلاد وأنه شدد على حرص الجامعة العربية «على عودة الاستقرار الفوري الى موريتانيا».