انهيار نظام الاتصالات يزيد من مشاق الحياة في بغداد

عراقيون: الولايات المتحدة هزمت نظام صدام في ثلاثة أسابيع وفشلت في إصلاح نظام الهواتف في ثمانية أسابيع

TT

بغداد ـ رويترز: نصيحة.. لا تمرض فجأة في بغداد.. لا توجد ارقام لهواتف الخدمات العاجلة مثل الاسعاف أو اي مستشفى بل ان شبكة الاتصالات العامة لا تعمل بكل طاقتها.

دمر القصف الاميركي 11 من 17 سنترالا في بغداد. والهواتف تعمل في المناطق المحلية الست فقط وأحيانا تتوقف. ويعاني سكان العاصمة وعددهم خمسة ملايين نسمة من هذا القصور.

وهاتف مستشفى الدكتور نبيل مامو الخاص لا يعمل ولذلك يتجشم المرضى مشقة الانتقال اليه لحجز موعد للكشف. قال مامو «لا يصدق الناس أن اميركا التي هزمت العراق في ثلاثة أسابيع فقط لا تستطيع اصلاح نظام هواتف بسيط».

قال متحدث باسم السلطة المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة ان شبكة الهاتف ستتحسن هذا الشهر باصلاح العطل الذي اصابها في الحرب وحوادث النهب. قال المتحدث «تعمل بكل جهد لاصلاح الشبكة الارضية». ولكن العراقيين الذين لا يمكنهم الاتصال من حي لآخر لا يستطيعون الانتظار.

وقبل الحرب التي اطاحت بصدام حسين في التاسع من ابريل (نيسان) كان عدد خطوط الهاتف في العراق (26 مليون نسمة) 850 ألف خط. لم تكن توجد هواتف محمولة وعقدة الامن التي سيطرت على حكومة البعث كانت تجعل شبكة الانترنت قاصرة على نخبة قليلة.

وبسبب فوضى ما بعد الحرب اوقفت هيئة الاتصالات التابعة للحكومة المكالمات الدولية. وسارع عراقيون للاستفادة من هذا القصور. اذ يقدم باعة جائلون هذه الخدمة بهواتف محمولة ويتقاضون نحو دولار في الدقيقة. كما حلت متاجر الالكترونيات محل الهيئة وتقدم خدمة هواتف دولية وجولات على الانترنت التي انتشرت مقاهيها.

بعد حرب الخليج عام 1991 قام مهندسون عراقيون باصلاح الاضرار في شبكة الاتصالات بسرعة نسبية ولكن العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة حالت دون اي إصلاح رئيسي أو توسع.

ويدرس اوروبيون ورجال اعمال عراقيون امكانية اقامة شبكة محمول صغيرة تغطي وسط بغداد ولكن يواجهون عقبات في المشروع لتعذر استخراج ترخيص. تعتزم السلطة المؤقتة تشكيل ادارة عراقية مؤقتة تمهد الطريق لقيام حكومة منتخبة.

قال مستشار غربي ان السلطة ستحترم السيادة العراقية على قطاع الاتصالات وحق منح التراخيص. وقال المتحدث ان اعادة الشبكة الارضية اهم من قامة شبكة للمحمول.

وشبكة المحمول الوحيدة في العراق سعتها 10 الف خط ومقصورة على مسؤولين السلطة المؤقتة ومنظمات انسانية. واقتصاد العراق منهار حاليا ولكن الحرب فتحت سوقا للاتصالات. وفي عهد صدام كان امتلاك هاتف محمول أو أي نظام الكتروني دولي ربما يكلف صاحبه حياته.

قال رجل الاعمال أحمد عبد القادر الذي افتتح اول مقهى انترنت في الشهر الماضي «لم تكن هناك خصوصية.. كانت التكنولوجيا تعتبر تهديدا».

ويقدم مقهى عبد القادر خدمة الانترنت التي كانت محظورة في العهد البائد مقابل دولارين للساعة عن طريق قمر صناعي يبث خدمة مركز في بريطانيا.

والآن عهد هواتف الاقمار النصاعية. وهبط ثمن الهاتف طراز ثريا الذي تبيعه الشركة ومركزها دبي الى 600 دولار وكان 1000 دولار قبل شهرين.

قال التاجر صفي الدين عبد الرازق «يستورد العراق آلاف الهواتف المحمولة طراز ثريا وسيستمر في هذا. سيستغرق اصلاح الشبكة الارضية بكاملها عدة شهور».