الإدارة المدنية الأميركية تطبع دنانير صدام للحد من أزمة العملة

مسؤولون بريطانيون وأميركيون: فقد ماء الوجه أفضل من إثارة غضب العراقيين

TT

بغداد ـ رويترز: اسقطوا تماثيله وأمطروا صوره بوابل من الرصاص الا ان الحكام الاميركيين المؤقتين في العراق اضطروا لطبع ملايين من العملات الورقية التي تحمل صورة وجه صدام حسين.

ويقول مسؤولون في البنك المركزي ان المطابع بدأت تطبع كميات كبيرة من دنانير صدام في الاسبوع الماضي لتخفيف حدة ازمة النقد التي اثارت غضب العراقيين.

وتكمن المشكلة في العملات من فئة عشرة آلاف دينار وتبلغ قيمتها نحو عشرة دولارات والتي اصدرتها حكومة صدام في السنوات الاخيرة من حكمه.

ويرفض الجميع قبول هذه الورقة اذ يعتقد على نطاق واسع ان من السهل تزييفها وتتردد باستمرار شائعات بشأن الغائها نتيجة سرقة كميات كبيرة منها خلال الفوضى التي اجتاحت البلاد عقب سقوط صدام في التاسع من ابريل (نيسان).

ويتعامل التجار بنحو سبعين في المائة فقط من القيمة الاسمية للعملة مما يثير غضب العراقيين الذين تسلموا رواتبهم بعملات ورقية من هذه الفئة. ويريد الجميع عملات ورقية من فئة 250 دينارا رغم ان الصفقات الضخمة تحتاج لكميات هائلة منها.

ولتلبية الطلب على الفئات الاصغر يطبع البنك المركزي ملايين من أوراق البنكنوت تحمل صورة صدام وهو في سن الشباب.

وقال فالح سلمان القائم بأعمال محافظ البنك المركزي «من المستحيل تغيير العملات الورقية في الوقت الحالي. لا توجد سلطة وطنية في العراق حاليا لتغيير تصميم العملة».

وخارج بوابة مبنى البنك المركزي المحصن تجمع مئات من العراقيين يحملون عملات ورقية من فئة عشرة آلاف دينار.

وقالت زينب محمد «جئت لتغيير العملة لانه لا يوجد من يقبلها. لا يسمحون لنا بالدخول.. ماذا نفعل».

وغادر سلمان، 59 عاما، مكتبه ليحاول تهدئة المواطنين ويبلغهم بأن شاحنات محملة بعملات ورقية من فئة 250 دولارا ستتوجه للبنوك في جميع انحاء البلاد في الايام القليلة المقبلة.

واتهم سلمان المضاربين باثارة حالة الهياج وتابع «الناس تحاول جني ارباح بزعم ان العملة ستفقد قيمتها ثم يشترونها باقل من قيمتها الاسمية». غير انه رفض الافصاح عن المبالغ التي يجري طبعها من العملات من فئة 250 دينارا.

ويعترف مسؤولون بريطانيون واميركيون بأن طبع عملات ورقية تحمل صورة صدام امر محرج ولكنهم يقولون ان فقد ماء الوجه افضل من اثارة غضب العراقيين. ويضيفون انه سيجري تصميم عملات جديدة عند تشكيل ادارة مؤقتة في العراق. وتذبذب سعر صرف الدينار نتيجة تكهنات بشأن العملة الجديدة وتدفق الدولارات بعد الحرب.

ويحتفظ بعض العراقيين بما يسمى بالدينار السويسري وهي العملة التي كانت متداولة قبل عام 1991 وهي لا تحمل صورة صدام وذلك اعتقادا منهم بأنها ستتداول من جديد. ولا تزال هذه العملات القديمة الرثة مستخدمة في شمال البلاد الذي خضع لسيطرة الاكراد بعد حرب عام .1991 واطلق على الدنانير هذا الاسم لانها طبعت في اوروبا ويعتقد ان تزييفها اصعب وقيمتها اعلى بكثير من دنانير صدام.

ووصل سعر الدينار السويسري الى 3.8 دينار مقابل الدولار هذا الشهر بينما بلغ سعر دينار صدام الف دينار مقابل الدولار.