البحث عن أسرى كويتيين في 8 مقابر جماعية في العراق

تحليل رفات العنزي أكد أن الوفاة كانت بسبب «طلق ناري» والإعدام تم عام 1991

TT

اكد محمد الخالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي امس ان فرق البحث عن الاسرى والمرتهنين والمفقودين الكويتيين في العراق تعمل باتجاهين متوازيين; الاول يرمي الى جمع المعلومات عما اذا كان هناك اسرى كويتيون احياء، في حين يستهدف الثاني البحث عن رفاتهم في المقابر الجماعية داخل العراق. وجاء كلام محمد الخالد الذي يرأس الفريق المكلف بالبحث عن مصير الاسرى والمحتجزين والمفقودين الكويتيين في العراق في تصريح الى الصحافيين عقب اجتماع عقده امس مع رئيس لجنة رعاية اهالي الاسرى واسر الشهداء في مجلس الامة النائب صالح الفضالة لاطلاعه على آخر المستجدات بعد الاعلان عن العثور على رفات الاسير الكويتي سعد مشعل اسود العنزي في مقبرة جماعية في منطقة (فيضه عذاير) الصحراوية الواقعة على بعد 83 كيلومترا جنوب مدينة السماوة بحضور وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان واعضاء الفريق. واشار الى وجود اربعة فرق بحث موجودة وموزعة على مختلف المناطق داخل العراق لجمع أي معلومات تخص الاسرى الكويتيين، اضافة الى اربعة مراكز عمل ثابتة في العراق لتلقي أي معلومات او وثائق تخص الاسرى، يقدمها العراقيون في هذا الشأن. وردا على سؤال آخر عما اذا كان هناك بصيص من الامل عن وجود اسرى كويتيين ما زالوا احياء في العراق، قال محمد الخالد «ان شاء الله.. والامل دائما موجود». وقال انه تحدث مع النائب الفضالة عن العمل الاخر الذي تقوم به فرق العمل داخل العراق للبحث عما اذا كان هناك اسرى احياء، وان «الفريق سيتابع اي معلومة تصلنا في هذا الشأن ايا كانت صدقيتها». واكد «ان هذا الموضوع فيه كم كبير من المعلومات الامنية المعقدة التي تدخل فيها امور كثيرة.. لهذا نركز على البحث عن احياء بقدر ما نتحدث عن اكثر من سبع او ثماني مقابر جماعية توجهت اليها فرق البحث». وردا على سؤال حول توقعاته وعما اذا كان سيتم العثور في الايام المقبلة على المزيد من رفات الاسرى الكويتيين كشف محمد الخالد «ان في حوزة الفريق داخل الكويت عينات عدة اخذت من رفات داخل عدد من المقابر الجماعية». وقال ان فريق بحث آخر سيغادر اليوم الى مقبرة السماوة للبحث عن رفات الاسرى، مشيرا الى وجود قرائن في هذا الشأن عثر عليها في اول زيارة قام بها فريق البحث الى تلك المقبرة. كما كشف محمد الخالد النقاب عن وجود قرائن ودلائل اخرى في مدينة الحبانية، مؤكدا ان «القرينة لا تعطي النتيجة النهائية لكنها تؤدي الى الاستنتاج ان هناك شيئا ما في ذلك الموقع».

وردا على سؤال عما اذا كانت جميع المقابر الجماعية في العراق مفتوحة امام فريق البحث عن الاسرى الكويتيين، اكد محمد الخالد وجود تعاون «جيد» مع قوات التحالف الصديقة سواء مع الاميركيين في شرق وغرب بغداد او مع البريطانيين فى جنوب العراق، مشيرا الى «ان فريق العمل يحظى بدعم دولي وان منظمة الصليب الاحمر لها وجود في العراق وهي على بينة بما يدور على الساحة كما ان قوات التحالف تقوم بحراسة المقابر.. لذا ليس هناك اي مانع يحول دون وصولنا الى اي مقبرة للبحث عن رفات اسرانا فيها». وحول ما اعلن عن اسم مفقود كويتي عثر على رفاته وتبين انه اعدم أو ما اذا كان يعد ذلك مؤشرا الى احتمال اعدام الاسرى او معظمهم، قال محمد الخالد «انه من خلال ما شاهدته عبر شريط تسجيلي صوره فريق البحث لجثث متحللة ورفات وهياكل عظمية يعتقد انها لعراقيين او ايرانيين او كويتيين فاننا نلاحظ وجود آثار طلقات في الجمجمة من الخلف كما تم العثور على بعض اظرف طلقات مستخدمة وهي كلها تعطي دليلا على ان هؤلاء الابرياء اعدموا». ومضى الى القول «لاحظنا وجود قطع من اقمشة على اعين ضحايا النظام العراقي والتي تؤكد عملية اعدامهم، اضافة الى تقرير الادلة الجنائية الذي اثبت من خلال فحص العظام التي عثر عليها في مقبرة السماوة ان عملية الاعدام تمت عام 1991». واكد محمد الخالد ان الفريق يعمل بكل شفافية وصراحة وانه في حال ورود اي معلومة في هذا الخصوص «فاننا لن نتردد في الاعلان عنها بعد التأكد من صحتها». واعرب عن اهتمام الحكومة ومجلس الامة بموضوع الاسرى الكويتيين، مشيرا الى ان اعلان مجلس الوزراء عن العثور على رفات الاسير العنزي «دليل على ان الاسرى هم قضية الكويت الاولى». الى ذلك، اعلن مدير عام الادارة العامة للادلة الجنائية في وزارة الداخلية العقيد عيد بوصليب ان تحليل عينات من رفات الاسير الكويتي العنزي بينت ان وفاته كانت نتيجة اطلاق رصاصة في الرأس في عملية اعدام تمت عام .1991 وقال في مؤتمر صحافي ان تحليلا اجري على اسنان الشهيد اعطى 10 مؤشرات دلت على هوية محددة بحسب عوامل وراثية تنتقل من الوالدين. وقال ان التحليل لم يقتصر على عينات من العظام باعتبارها اسلوبا غير دقيق «لتضاؤل الحمض النووي بها مع مرور الوقت»، مؤكدا ان نتائج التحليل قاطعة وتدل على ان الرفات هي للشهيد العنزي. كما اكد ان اعمال الحفر والتنقيب في مقبرة السماوة ركزت على المقتنيات الشخصية التي وجدت مع الرفات والتي دلت على هوية صاحبها، مشيرا الى عثور الفريق على «بدلة عمل حمراء يستخدمها رجال الاطفاء او العاملون في شركات النفط في الكويت». وذكر ان من بين الموجودات التي عثر عليها «ملابسه الداخلية وحذاءه»، مبينا ان عملية نقل رفات العنزي الى مختبرات الادلة الجنائية في دولة الكويت استمرت خمسة أيام في مهمة قام بها فريق الادارة. واشار الى ان مختبرات الادلة الجنائية هي التي حددت هوية الرفات برغم ارسال عينات مشابهة الى عدد من الدول، من بينها اميركا وبريطانيا، موضحا ان الفريق الكويتي استطاع بلوغ هذه النتائج في وقت قياسي. واعلن المتحدث الرسمي باسم فريق العمل المكلف بالبحث عن الاسرى الكويتيين فايز العنزي في المؤتمر انه سيتم ارسال فريق آخر الى مقبرة السماوة لجمع كل الرفات الموجودة فيها.

وكشف العنزي النقاب عن وجود عدد من المؤشرات في المقبرة ذاتها تدل على ان هناك رفات لاسرى كويتيين آخرين، مستدركا بالقول ان تلك المعلومات «لم تتضح بعد».