نظام متطور بالتصوير الشعاعي الرقمي أكد هوية مومياء نفرتيتي

TT

يبدو ان بعثة قناة ديسكفوري التلفزيونية تمكنت اخيرا من التعرف تقريبا على مومياء الملكة نفرتيتي عن طريق فحصها بنظام متطور جدا عن طريق التصوير الشعاعي الرقمي. ويمكن وضع النظام كله في اداة نقالة يمكن اصطحابها الى أي مكان.

والمعلوم ان الاشعة السينية هي افضل وسيلة لفحص المومياءات دون الحاق اي ضرر بها.

ان الاسلوب الذي طورته شركة كانون ويدعى «سي اكس دي 1 ـ 31» هو الاسلوب المتنقل الوحيد في العالم الذي اتاح لعلماء الاثار المصرية برئاسة الدكتورة جوانا فليتشر في جامعة نيوكاسل فحص المومياء في مقبرة سيتو في وادي الملوك غرب الاقصر والحصول على صور تفصيلية فورية للمومياءات العديدة التي امكن التعرف عليها من دون تحريكها من مكانها.

ففي الماضي كان يتوجب نقل المومياءات من قبورها وارسالها الى المستشفيات لفحصها بالاشعة السينية التقليدية وانتظار تحميض الافلام قبل اخضاعها للفحص. لكن التقنية الجديدة بشاشتها المسطحة الجديدة اتاحت للمصورين الشعاعيين وللعلماء تركيب هيكل فوري ثلاثي الابعاد لجسم المومياء، فضلا عن قدرة محاكاة خاصة تمكن من رؤية ما في داخل جوف المومياء، مما اتاح لعلماء الاثار المصرية والمتخصصين في البقايا البشرية الحصول على اداة فعالة جدا للغور في اعماق هذه الجثث شبه البالية.

والواقع ان التقنية الجديدة تجمع بين الصور التشخيصية ذات النوعية العالية والقدرة على نقلها ـ اي التقنية ـ من مكان الى اخر، فضلا عن امكانية الحصول على الصور الفورية وعرضها. وهذه هي التي جعلت المسؤولين عن الحملة العالمية هذه يتصلون بكانون بغية التعاون معها والحصول على خبرتها، وبالتالي على التقنية التي طورتها.

فلدهشة الجميع، وخاصة الفريق العلمي المتخصص بالتشريح، استطاعوا بعد ثلاث ثوان فقط من القيام بعملية المسح الاشعاعي الحصول على صور رقمية شديدة الوضوح على شاشة الكومبيوتر. اذ تمكنت خبيرة الاثار الدكتورة فليتشر وفريقها المؤلف من خبراء في علوم التشريح والكيمياء والبقايا البشرية والمواد الحافظة، التركيز على مناطق معينة من جسم المومياء التي لها دلالتها الخاصة وتوضيحها وتكبيرها الى الحجم المناسب، مثل اجزاء من الشعر وبعض قطع المجوهرات التي ما زالت تزين جسد المومياء، من دون الاخلال بأي نوع من التفاصيل، او فقدانها.

فقد استطاعت الاشعة السينية الرقمية الكشف عن مسبحة نادرة من الذهب في تجويف القفص الصدري المحطم للمومياء، وهو الاجراء المتبع مع افراد العائلات المالكة، ويعتقد ان حبات المسبحة قد انفرطت داخل الجسم من قبل لصوص المقابر القدماء الذين سرقوا المجوهرات من جسم نفرتيتي. ثم ان الشكل التشريحي للحوض كشف عن انه كان متلائما مع حوض النساء، كما كشفت الاشعة ان فقرات العمود الفقري ملتحمة تماما بعضها ببعض، مما يثبت ان صاحبة المومياء هي امرأة بالغة.

وفي هذا الصدد تقول الدكتورة فليتشر: «انه الآن بعد اتمام التصوير الشعاعي للمومياءات الثلاث التي عثر عليها في المقبرة سنكون قادرين على ان نحدد العلاقة الاسرية بينها من الامراض والعوامل الصحية والاصابات والحوادث، وربما اسباب الوفاة. ان هذا الاسلوب الذي اتبعناه يثبت حسب اعتقادي ان صاحبة المومياء هي نفرتيتي، مما يتيح لنا الفرصة النادرة الى اعادة تركيب وجهها ذي الجمال الاخاذ».