نواكشوط تأرجحت بين زخات الرصاص ونشوة الانتصار.. لقد انتهى الانقلاب

TT

كان الجنود جاهدين لتحريك المدفع المتحرك بضع خطوات عن بوابة الثكنة للسماح بعبور سيارات محملة بالجنود.

المشهد كان جزءا من سلسلة من الخطوات لتكريس سقوط لواء المدرعات رسميا في يد القوات الحكومية، فالجنود الذين توافدوا على قيادة اللواء هم من رجال الوحدات الاخرى التي قاتلت طوال الليل في هذا الجزء من حي عرفات الشعبي. الاستيلاء على اللواء لم يكن عملا سهلا بدليل ان بضعة مدافع كانت متناثرة هنا وهناك، اضافة الى جدران محطمة ومحطة بنزين فقدت ألقها بعدما سعي صاحبها لتمييزها في بحر من المحطات. ذلك ان سقف المحطة اقتلعته القذائف المتناثرة.

وغير بعيد عن المكان هناك بضع سيارات تحطمت نوافذها ورجال يجمعون اشتاتا من متاعهم الذي خربته قذائف المدفعية.

الحديث الى الجنود الذين انعشتهم نشوة الانتصار ليس سهلا وكلمة صحافي يقابلها سيل من زخات الرصاص تطلق في الهواء للتحذير.

الشبان الموريتانيون الذين وقفوا على مقربة من الثكنة يتجادلون حول طبيعة الجنود، البعض يقول انهم الانقلابيون ما يزالون صامدين واخرون يجزمون حقا بكونهم من القوات الحكومية. مشاعر الشبان تجاه الانقلابيين متباينة، كثيرون يرون ان جر موريتانيا الى بحر من الدماء عملية خطرة ونتائجها أسوأ.

الجدل تقطعه اصوات انفجارات عنيفة. فعلى الطرف الآخر كانت تسمع اصداء المعركة الاخيرة للقضاء على فصيل من الانقلابيين. في قيادة الدرك تزداد حدة الانفجارات ثم يتفرق الحشد الذي انتظم لمشاهدة الحرب كأنها تجري على المسرح. وبعد ساعات قليلة انتظمت الحياة مثل اي يوم عادي.. لقد انتهى الانقلاب.